أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن المعلم أشرف وظيفة عرفها البشر، فالأنبياء معلمون للناس الخير، والقادة معلمون وقدوات لشعوبهم، والأمهات والآباء معلمون في أسرهم، والأم مدرسة.
وأوضح سموه في تدوينة نشرها عبر حسابه في منصة «إكس» أنه في يوم المعلم نشكر ونقدر جميع المعلمين والمعلمات المخلصين في مهامهم الوطنية.. من مدارسنا نرى مستقبل بلادنا.
ويحظى المعلمون بتقدير عالٍ على المستويين الرسمي والشعبي في دولة الإمارات، التي تولي اهتماماً كبيراً بتوفير أشكال الدعم والرعاية كافة للمعلمين وأدوارهم المرتبطة بشكل وثيق بكل خطط التنمية واستراتيجيات التطور المستقبلية.
وتحرص الإمارات على الاحتفال بـ«يوم المعلم العالمي»، الذي يصادف 5 أكتوبر من كل عام، تعبيراً عن فخرها واعتزازها بمكانة المعلم في المجتمع ودوره في بناء أجيال المستقبل والارتقاء بجودة مخرجات التعليم والمنظومة التعليمية كلها.
وتسعى الإمارات إلى بناء تجربة نموذجية في دعم مكانة مهنة التعليم بمؤهلاتها وخبراتها ونظمها التشغيلية، وبما ينعكس إيجاباً على تعزيز المنظومة التعليمية وتحقيق المستهدفات وتطوير السياسات والتشريعات لبناء أجيال رائدة في كل المجالات.
وناقشت الدورة الثالثة للاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات في عام 2019 عدداً من المبادرات في مجال تقدير وتمكين المعلم، موزعة على 3 محاور، هي: تمكين المعلم، وتقدير المعلم، وتحفيز المعلم.
وركزت المبادرات التي تم بحثها على دعم وتمكين المعلم في منظومة المدرسة الإماراتية، وتعزيز قدراته التخصصية والمهنية، وتقدير جهوده الوطنية في إعداد جيل يواكب التحديات ومتطلبات مهارات المستقبل بما يضمن حياة كريمة للأجيال القادمة.
شراكة
وفي أكتوبر الماضي، أطلقت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي مبادرة مجالس تعليم للقيادات المدرسية والمعلمين والمعلمات في المدارس الحكومية، وذلك بهدف إشراك الميدان التربوي في عملية تطوير المنظومة التعليمية واتخاذ القرارات، والاستفادة من خبرات الميدان في هذا المجال، بما يرتقي بطموحات الدولة ويحقق غاياتها ومستهدفاتها في قطاع التعليم.
وتشتمل مجالس «تعليم» على ثلاثة مجالس، هي: مجلس القيادات المدرسية «مديرو المدارس»، ومجلس المعلمين، ومجلس المعلمين الشباب.
وتهدف المجالس إلى تمثيل الكوادر الإدارية والتعليمية في عمليات صنع القرار، وتطوير بيئة العمل في الميدان التربوي، ودعم عملية تطوير المهن التربوية في دولة الإمارات، إلى جانب إيجاد حلول لتحديات الميدان التربوي والعمل عليها بالوسائل المتاحة والمبتكرة.
وبحسب المبادرة، ستقوم مجالس «تعليم» بتقديم المبادرات الريادية والبرامج والأنشطة المجدولة على مدار العام الدراسي، وتنظم ندوات وملتقيات مختصة بالشؤون التعليمية، والتي تعقد على مدار العام الدراسي، إلى جانب فتح المجال أمام القيادات المدرسية لاتخاذ القرارات ضمن مؤشرات أداء ناجحة.
وخلال الـ50 الأولى من عمر اتحاد الدولة، قفز عدد المدرسين في التعليم العام في الإمارات من 5530 مدرساً في عام 1975 ليصل في عام 2020 إلى 108020 مدرساً، بنسبة زيادة بين العامين وصلت إلى 1853 %.
وتسعى الإمارات بشكل دائم إلى إطلاق المبادرات التحفيزية التي تسلّط الضوء على دور المعلم، وتسهم بشكل فاعل في الارتقاء بوسائل وأساليب التعليم بمراحله كافة على الصعيدين المحلي والدولي.
وتشكل «جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم» إشراقة معرفية ومبادرة فارقة بأسلوبها في الكشف عن المعلمين المبدعين والمتميزين في مدارسهم ومناطقهم وبلادهم مهما تباعدت المسافات، وذلك تقديراً وتكريماً لجهودهم التربوية النبيلة، ولعطائهم الذي لا ينضب.
وتحرص الجائزة على تكامل جوانبها ودقة معاييرها وأهدافها، لإبراز أفضل صورة، والخروج بتصورات منهجية قادرة على توفير الفعالية في الأداء وفي النتائج المتوخاة.
وأعلنت الجائزة في 25 سبتمبر الماضي عن بدء مرحلة التصويت النهائي للمعلمين المتأهلين للدورة الرابعة، وبلغ عدد المعلمين المتأهلين 25 معلماً، قدموا 25 مبادرة ريادية تتعلق بتطوير التعليم ومجتمع التعليم في مختلف المجالات، مثل الطاقة النظيفة والاستدامة والميتافيرس والتطبيقات الذكية التعليمية ودعم أصحاب الهمم والتعلم عن بعد.
إبداع
ومن جهتها، تهدف «جائزة خليفة التربوية» إلى دعم المؤسسات التعليمية والتربوية، وزيادة الإبداع فيها، إضافة إلى نشر ثقافة الإبداع والتميز بين أبناء الإمارات، ولا يقتصر منح الجائزة للمؤسسات التعليمية في الإمارات فحسب، بل تشمل الوطن العربي؛ حيث تسعى إلى تعزيز القطاع التعليمي داخل الإمارات خاصة، وفي جميع أنحاء العالم عامة.
وتختلف معايير جائزة خليفة التربوية وفقاً للمجالات التي تغطيها، والتي تشمل التعليم العام، وتعليم أصحاب الهمم، والتعليم العالي، والبحوث التربوية، والتأليف التربوي للطفل، والمشاريع والبرامج التعليمية المبتكرة، والشخصية التربوية الاعتبارية، إلى جانب التعليم وخدمة المجتمع.
وبدورها توجه «مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتربوية» جانباً كبيراً من اهتمامها للمعلمين، من خلال حزمة من المشروعات التي تسهم في تشجيع المعلم على الابتكار وتطوير أدائه.
وبهدف تأسيس نماذج وقدوات من المعلمين تم تخصيص جوائز مثل «جائزة المعلم المتميز» على المستويين المحلي والخليجي، ويحصل كل معلم فائز على جائزة قيمتها 60,000 درهم.
وفي إطار تحفيز الميدان التعليمي على التطور المستمر جاءت جائزة «حمدان بن راشد آل مكتوم – يونسكو» لتنمية أداء المعلمين، وتصل قيمتها إلى 300,000 دولار.
وتقدم المؤسسة للمعلمين المهتمين برنامج ماجستير التربية الابتكارية الذي تم تصميمه ليخدم العاملين في الميدان التربوي من معلمين وإداريين في مجال التدريس والقيادة المدرسية، ليكون رافداً مهماً في إعداد جيل من التربويين المتميزين، ومواكباً لتطلعات التعليم المستقبلي في دولة الإمارات، وهو الأول من نوعه على مستوى الجامعات في المنطقة.
وفي السياق ذاته، أطلق مركز محمد بن راشد للفضاء برنامج «سفراء التعليم»، الذي يسهم في تشجيع المعلمين المتميزين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ومساعدتهم على تمثيل مدارسهم في مبادرات «مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ» التعليمية.
حيث ترمي أهداف البرنامج إلى تزويد المعلمين بالمعرفة والأدوات العلمية لتطوير معارف الأجيال المقبلة من العلماء والمهندسين، إضافة إلى بناء جيل يلبي احتياجات الدولة المستقبلية من الكوادر المتخصصة في علوم الفضاء والتكنولوجيا.