تجول مراسل الجزيرة داخل أحد أكبر معامل إنتاج الحبوب المخدرة (الكبتاغون) في دوما في ريف دمشق، ونقل صورا صادمة عن عمليات الإنتاج وطرق التمويه التي كانت تستعمل لبيع هذه المخدرات للسوريين وغيرهم.
ويقع المعمل في منطقة نائية وسط الجبال في الأطراف الشمالية الغربية لدوما، ورجح مراسل الجزيرة أنه كان يدار بشكل شبه رسمي من قبل مسؤولين كبار في الدولة، لأنه كان يخضع لحماية ورقابة مشددة.
وفي طابق سفلي تحت الأرض، يتم إنتاج حبوب (الكبتاغون) بكثرة في غرف ويتم تغليفها في قوالب مختلفة من أجل التمويه، مثل صناديق خاصة بعصير البرتقال.
وقد أخبر مواطنون يقطنون في محيط المنطقة مراسل الجزيرة صهيب العصا بأنهم كانوا يعتقدون أن المصنع خاص بإنتاج العصائر و”الشيبس” الخاص بالأطفال، لأن واجهته كانت تروج لهذا الإنتاج.
كما يتم تغليف حبوب (الكبتاغون) في أكياس بلاستيكية صغيرة، كما يحصل في الأفلام التي تصور بيع المخدرات.
ونقلت كاميرا الجزيرة صورا كثيرة لأشكال تغلف فيها الحبوب المخدرة وتوجه للبيع، ومنها مولدات كهربائية، حيث تباع الحبوب على أنها مولدات كهربائية.
ورصد مراسل الجزيرة وجود صناديق كبيرة وكثيرة في معمل دوما، وحبوب (الكبتاغون) متناثرة على الأرض.
ويؤكد المراسل أن الموقع الذي يوجد فيه المصنع هو مركز عسكري بامتياز، حيث كانت المنطقة خاضعة لرقابة من قبل جيش النظام السوري المخلوع، وهو ما أكده للمراسل من يشرفون على المصنع حاليا من إدارة العمليات العسكرية.
ونقلت كاميرا الجزيرة المشهد من خارج المصنع، حيث ظهرت المنطقة معزولة بشكل شبه كامل، تحيط بها الجبال من كل الجوانب، وخلفها توجد نقاط عسكرية، وفق ما كشف بعض الأهالي للجزيرة.
ويظهر المعمل من الخارج كبيرا وضخما وكأنه مخصص لإنتاج العصائر، لكنه من الداخل هو معمل لصناعة الحبوب (الكبتاغون) المخدرة.
وبحسب مراسل الجزيرة صهيب العصا، فإن هذا المعمل يعد أحد أكبر المعامل التي تنتج المواد المخدر ة في سوريا، وهناك أنباء عن وجود معامل أخرى.
ومنذ انهيار حكم بشار الأسد، عُثر في مناطق مختلفة من سوريا على كميات كبيرة من أقراص “الكبتاغون” المكدّسة في مستودعات أو قواعد عسكرية.
ووفقا لتقديرات مستمدة من بيانات رسمية جمعتها وكالة الصحافة الفرنسية خلال تحقيق أجري عام 2022، فقد حوّل (الكبتاغون) سوريا إلى أكبر دولة في العالم تعتمد على عائدات المخدرات، وأصبح أكبر صادرات سوريا متجاوزا جميع صادراتها القانونية مجتمعة.
ويشتهر (الكبتاغون) بأنه عقار تم إنتاجه في ألمانيا في الستينيات لعلاج الخدر والاكتئاب واضطراب نقص الانتباه، بيد أنه تم حظره في معظم دول العالم عام 1986.