بقلم: يورونيوز
نشرت في
اعلان
وصل المبعوث الأميركي توم برّاك إلى بيروت، اليوم الأحد، بشكل مفاجئ، قبل يوم من الموعد المتوقع لتسلّمه الرد اللبناني على الملاحظات الأميركية المرتبطة بمقترحات تثبيت الاستقرار في جنوب لبنان، والتي تتضمن بندًا أساسياً يدعو إلى حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.
ويأتي هذا التطور في إطار المساعي الدبلوماسية الأميركية لتفعيل تنفيذ القرار الدولي 1701، الصادر عن مجلس الأمن عام 2006، والذي يدعو إلى وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل ولبنان، ونشر الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني، ومنع أي قوة مسلحة غير القوات النظامية من التواجد هناك.
وعقدت اللجنة اللبنانية المكلفة بإعداد الرد – والتي تضم ممثلين عن الرئاسات الثلاث وخبراء أمنيين – سلسلة اجتماعات مكثفة خلال الأيام الماضية، ويفترض أن تُسلّم المبعوث الأميركي موقفًا يتناول عدداً من البنود، أبرزها قضية سلاح حزب الله، ومطلب الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية، إضافة إلى الدعوة لـ “وقف الانتهاكات الجوية والبرية” الإسرائيلية، وتسوية ملفات الأسرى وعودة النازحين إلى قراهم الحدودية.
في المقابل، وعلى وقع الحديث المتصاعد عن “ضرورة تقليص النفوذ العسكري” لحزب الله، صعّد الحزب لهجته قبيل وصول برّاك. فقد وصف الأمين العام للحزب، نعيم قاسم في تصريحات مقترح حصرية السلاح بـ”التهديد الوجودي”، مشددًا على أن أي بحث في استراتيجية دفاعية وطنية يجب أن يسبقه “إزالة التهديد الفعلي على البلاد”، في إشارة إلى “التوترات الحدودية” و”الخروقات الإسرائيلية المستمرة”.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المنطقة محاولات متجددة لخفض التصعيد بعد أشهر من التوتر المتبادل بين حزب الله وإسرائيل على طول الحدود الجنوبية، والتي أدت إلى عمليات قصف متبادل ونزوح آلاف المدنيين من القرى الحدودية.
وبحسب مراقبين، فإن التحرك الأميركي يعكس قلقًا متزايدًا من اتساع رقعة المواجهة، وسعيًا لتثبيت تهدئة دائمة عبر مقاربة شاملة تتضمن التزامات أمنية متبادلة، وترتيبات طويلة الأمد، بالتوازي مع دعم الجيش اللبناني وتعزيز سيادة الدولة.