دمشق- أكد مدير رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا بريف دمشق، دياب سرية، أن عدد المعتقلين الذين تم تحريرهم على يد مقتحمي السجن والأهالي عقب سقوط المدينة بيد فصائل المعارضة المسلحة، بلغ نحو 2000 معتقل، خرج آخرهم يوم الاثنين الماضي.
وفي لقاء خاص مع الجزيرة نت، نفى سرية، وهو معتقل سابق، ما أشيع عبر تقارير صحفية وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، عن وجود طوابق وغرف سرية في السجن بداخلها آلاف السجناء لم يتم الوصول إليهم خلال عمليات البحث.
وأشار إلى أن الرابطة لديها أسماء موثقة بالضباط والعناصر المسؤولين عن السجن سيئ الصيت، وإلى ضرورة أن تتسلم هذه الأسماء جهة قانونية لملاحقتهم ومحاسبتهم، رغم هروبهم.
وفي ما يأتي نص الحوار:
-
أعلنت جهات حقوقية ومدنية من بينها الرابطة انتهاء عمليات البحث عن معتقلين محتملين أو مفقودين داخل سجن صيدنايا، على ماذا تم الاعتماد لإصدار هذا الإعلان؟
جاء ذلك بناء على خبرتنا ومعرفتنا بالسجن وتفاصيله الدقيقة، واعتمادا على فريقنا المكون من 4 أشخاص واكبوا عمليات تحرير المعتقلين منذ اليوم الأول من قبل مقتحمي السجن المدنيين والعسكريين، رغم أن البعض من الأهالي لم يقتنعوا وواصلوا عمليات البحث داخل السجن، والبعض منهم مازال يأتي حتى اللحظة.
يمكن القول إن آخر معتقل تم تحريره من سجن صيدنايا كان ظهر الاثنين 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
-
أثيرت تكهنات كثيرة من الأهالي وعبر مواقع التواصل عن طوابق سرية تضم آلاف المعتقلين يصعب الوصول إليهم. ما حقيقة هذا الأمر؟
ننفي تماما كل ما أشيع عبر مواقع التواصل والعديد من النشطاء أو حتى عبر تقارير إعلامية عن وجود 3 طوابق سرية من السجن تحت الأرض، كما لا توجد غرف سرية أو سراديب أو متاهات يمكن خلالها الوصول إلى معتقلين محتملين عالقين.
كان هناك قبو تحت الكتلة “أ – يسار” تم النزول إليه بعد ساعة من محاولات الأهالي والمقتحمين، حيث تم تحرير المئات من المعتقلين داخله.
كما ننفي ما أشيع عن أن المكبس المكتشف داخل السجن هو أداة تعذيب وطحن عظام المعتقلين، وإنما نؤكد أنه كان يستخدم لضغط ألواح خشب “إم دي إف” (MDF) خلال عمليات صيانة أثاث غرف الإدارة والضباط في السجن.
-
تنشر الآلاف من الأسر السورية صور أبناء وأقارب معتقلين لها. كيف يمكن التعامل معهم ولمن يمكن أن يتوجهوا بالسؤال؟
بكل أسف، لا توجد حتى اللحظة جهة مركزية لديها كافة أسماء المعتقلين والمفقودين في السجون السورية التي كانت تابعة للنظام المخلوع، بحيث يمكن للأهالي التوجه إليها للحصول على معلومات دقيقة.
لدينا توثيقات وأسماء معتقلين ومفقودين داخل السجن قدمها لنا الأهالي في وقت سابق، وهم على دراية بتفاصيل ومكان اعتقال أبنائهم، وعدا ذلك تبقى باقي الأسر هائمة على وجهها دون الوصول لأي معلومات.
-
هل هناك رقم تقريبي لعدد المعتقلين المفرج عنهم من داخل سجن صيدنايا، وهل جرى توثيق الأسماء؟
يبلغ العدد التقديري للمعتقلين الذين تم تحريرهم من داخل سجن صيدنايا نحو 2000 معتقل، ونشرنا وثيقة على صفحة الرابطة الرسمية في فيسبوك حصل عليها أحد كوادرنا من داخل السجن، تكشف عدد المعتقلين فيه حتى تاريخ 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ويمكن للجميع الاطلاع عليها.
-
وردت انتقادات عدة عن عمليات الإفراج عن المعتقلين ومسألة ضياع الوثائق التي شوهدت مرمية على الأرض داخل السجن. كيف تردون على ذلك؟
في الواقع عمليات الإفراج عن المعتقلين في سجن صيدنايا لم تكن منظمة، ولا يمكننا توجيه أي انتقاد لمقتحمي السجن كونهم مجموعة صغيرة لم يكن لديها في ذلك الوقت أي تنسيق مع مقاتلي عملية “ردع العدوان”. وكانت العملية سريعة وسط مخاوف من إمكانية عودة سيطرة النظام في أي لحظة ومهاجمة السجن وقتل المقتحمين والأهالي الذين يرافقونهم.
كان هناك عمليات خاطفة وسريعة لفتح الأبواب وإطلاق سراح المعتقلين، دون تسجيل أو توثيق هوية أحد.
الأهالي الذين لم يعثروا على معتقليهم داخل السجن، توجهوا إلى مبنى الإدارة والأرشيف للبحث داخل وثائق وسجلات السجن بشكل عشوائي لمعرفة مصير أبنائهم المختفين، وفي تلك الأثناء لم يكن لأي قوة أن تمنعهم من ذلك، مما أدى إلى بعثرة الوثائق والأوراق.
-
عُثر داخل السجن على جثامين معتقلين تم نقلها ربما لإحدى مستشفيات دمشق. لو تطلعنا عن هويتهم المحتملة وعددهم؟
لا تتوفر لدينا أي معلومات عن هوية أصحاب الجثامين الذين عثر عليهم، لكن لدينا اعتقاد كبير أنهم كانوا من معتقلي سجن صيدنايا لأن الجثث التي كانت تخرج منه تؤخذ إلى مستشفى حرستا العسكري.
-
يتساءل معظم أهالي المعتقلين والسوريون عموما أين اختفى الضباط والعناصر القائمون على السجن، وكيف ستتم محاسبتهم؟
حقيقة، هرب قسم منهم إلى لبنان وآخرون إلى العراق، ومن بينهم من لا يزال متخفيا داخل سوريا، ونحن لا نزال نراقب أي تحركات لهؤلاء الضباط والعناصر، ولدينا أسماء لأكثر من 100 شخص ضمن عناصر حماية السجن.
نحتاج إلى هيئة أو جهة حكومة تستلم هذه القائمة لإجراء محاكمات عادلة لهم، لكن السؤال ما هو ضمان أن تتم محاكمتهم بالفعل.
-
هل تفكرون بأي ملاحقة قضائية -لدى الجنائية الدولية مثلا أو غيرها- لبشار الأسد أو الضالعين في قضايا السجون؟
بكل تأكيد نحن ندعم أي ملاحقة قضائية لأي شخص من الضالعين في جرائم سجن صيدنايا سواء هرب إلى بلد عربي أو أوروبي، لتتم إعادته ومحاكمته في سوريا وفق القانون السوري. ونرى أنه يجب أن يَمثل الرئيس الفار إلى روسيا بشار الأسد ويحاكَم أمام الجنائية الدولية.