أثار تعيين فرانسوا بايرو رئيسًا لوزراء فرنسا موجة من الجدل، بعدما عاد إلى الواجهة مقطع فيديو قديم يُوثّق لحظة قيامه بصفع طفل يبلغ من العمر 11 عامًا، ما فجّر موجة من الانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي.
تعود الحادثة إلى عام 2002، عندما كان فرانسوا بايرو مرشحًا للانتخابات الرئاسية الفرنسية، وقد ظهر في مقطع مصور وهو يصفع طفلًا أمام حشد من الكاميرات، موجهًا إليه اتهامًا بمحاولة السرقة، ما أثار موجة واسعة من الانتقادات آنذاك.
ورغم مرور أكثر من 20 عامًا على الحادثة، لا تزال تُثار التساؤلات حول تصرف بايرو. في ذلك الوقت، برر سلوكه قائلاً إنه تصرف كرد فعل “أبوي”، واصفًا الحادثة بأنها “غير خطيرة”. غير أن الفيديو عاد الآن ليشعل الجدل مجددًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اذ عبّر العديد من النشطاء والسياسيين عن استيائهم من الحادثة.
ومن بين المنتقدين، السياسي الفرنسي رودريجو أريناس، الذي نشر تغريدة عبر منصة “إكس” قبل أيام من تكليف بايرو، قال فيها إنه سيصوّت فورًا لإدانة بايرو في حال تم تعيينه رئيسًا للوزراء.
كما عبرت إحدى مستخدمي منصة “إكس” عن غضبها، قائلة: ” فرانسوا بايرو الذي يعطي دروسًا في تربية الأطفال، أليس هو من صفع طفلًا؟”.
وقد تم تعيين بايرو، البالغ من العمر 73 عامًا، يوم الجمعة 13 ديسمبر/كانون الأول، بعد تصويت تاريخي بحجب الثقة أدى إلى الإطاحة بالحكومة السابقة. ويأتي تكليفه في وقت حساس، اذ يواجه مهمة صعبة تتمثل في تشكيل حكومة قادرة على البقاء في ظل الرقابة من الجمعية الوطنية، لا سيما في ظل غياب كتلة أغلبية، إلى جانب مسؤولية إعداد ميزانية لعام 2025.
يُعرف بايرو بأنه مؤسس وزعيمحركة الديمقراطيين (مو ديم MoDem)، وقد شغل منصب وزير التعليم ما بين عامي 1993 و 1997 في حكومة محافظة. كما ترشح بايرو للرئاسة ثلاث مرات، وكانت أفضل نتائجه في عام 2007 عندما حصل على المركز الثالث بنسبة قاربت 19% من الأصوات المعبر عنها.
ويواجه رئيس الوزراء الجديد فرنسوا بايرو قضية قانونية معقدة متعلقة باستخدام مساعدين برلمانيين في حزب الديمقراطيين (MoDem)، وقد بدأت القضية عام 2015 بتصريحات النائبة الأوروبية السابقة كورين لوباج التي اتهمت الحزب باستخدام وظائف وهمية في البرلمان الأوروبي. وفتحت النيابة العامة في باريس تحقيقًا أوليًا في تمو/ يونيو، عام 2017 بتهم “خيانة الأمانة” و”التستر”، مما دفع بايرو للاستقالة من منصبه كوزير للعدل.