كشفت ميزة جديدة أطلقتها منصة “إكس” (تويتر سابقًا) عن نشاط عدد كبير من الحسابات السياسية المؤثرة من مواقع جغرافية مختلفة عن تلك التي تدعيها، مما أثار جدلاً واسعًا حول هويات المشغلين وأهدافهم. ووفقًا لتقرير نشره موقع “هندوستان تايمز” يوم 23 نوفمبر 2025، فإن هذه الميزة، التي تعرض موقع الحساب، فضحت ممارسات قد تكون مرتبطة بنشر المعلومات المضللة أو التلاعب بالرأي العام. وقد أدى هذا الاكتشاف إلى تساؤلات حول مصداقية بعض المؤثرين السياسيين على المنصة.
انتشرت شهادات المستخدمين عبر وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة، حيث تمكنوا من تحديد حسابات سياسية مختلفة ذات توجهات متنوعة كانت تخفي موقعها الفعلي. وقد شملت هذه الحسابات مؤيدين ومعارضين لشخصيات سياسية بارزة في عدة دول، مما أثار مخاوف بشأن التدخل الخارجي في الانتخابات أو التأثير على الرأي العام.
كشف المواقع الجغرافية للحسابات على إكس: ما الذي نعرفه؟
أحد الأمثلة البارزة التي تم الكشف عنها هو حساب “مارينا تايمز” المؤيد لإسرائيل، والذي يملك أكثر من 78 ألف متابع. كان الحساب يدعي أنه يتواجد في الولايات المتحدة، ولكن الميزة الجديدة أظهرت أنه يديره فريق من الهند. هذا الاكتشاف أثار الشكوك حول مدى استقلالية الحساب ومصداقية المعلومات التي ينشرها.
بالإضافة إلى ذلك، اكتشف المستخدمون أن العديد من الحسابات المؤيدة لحركة “ماغا” في الولايات المتحدة، في الواقع، تُدار من دول في أوروبا الشرقية، الهند، وتايلاند. يشير هذا إلى محاولات محتملة للتأثير على المشهد السياسي الأمريكي من خلال حسابات تبدو وكأنها أمريكية ولكنها ليست كذلك.
وبالمثل، تم الكشف أن حسابًا معارضًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويحظى بأكثر من 900 ألف متابع، كان يديره فريق من النمسا. هذه الأمثلة المتعددة تؤكد أن التلاعب بالهوية والموقع الجغرافي على “إكس” أمر شائع.
لم يقتصر الأمر على الحسابات الغربية، فقد أشار مستخدمو “ريديت” إلى العديد من الحسابات التابعة لمؤثرين روسيين والتي كانت تُدار من خارج الأراضي الروسية. وهذا يعزز التكهنات حول جهود روسيا للتأثير على الرأي العام العالمي عبر الإنترنت.
رد فعل إكس وإيقاف الميزة
في أعقاب هذه الاكتشافات، أعلنت “إكس” عن إيقاف عمل الميزة مؤقتًا لبعض المستخدمين حول العالم. أرجع نيكيتا بير، المسؤول عن المنتجات في الشركة، هذا الإجراء إلى وجود أخطاء في تحديد المواقع الجغرافية، وألقى باللوم على مشكلات في الاتصال عبر شبكة “ستار لينك”.
ومع ذلك، يرى مراقبون أن هذا الإيقاف قد يكون استجابة للضغوط المتزايدة، نظرًا لأن الميزة كشفت عن معلومات حساسة قد تضر بسمعة بعض المستخدمين. ووفقًا لموقع “ماشابل”، فإن الشركة تعمل على إصلاح الأخطاء وإعادة إطلاق الميزة بحلول نهاية العام.
الآثار المحتملة والرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي
يثير هذا الحادث تساؤلات جادة حول الرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي وقدرة المستخدمين على التحقق من هويات المشغلين. كما أنه يسلط الضوء على أهمية الشفافية في تحديد المواقع الجغرافية للحسابات، خاصة تلك التي تنشط في المجال السياسي. قد تؤدي هذه التطورات إلى دعوات لزيادة التنظيم على المنصات، وفرض المزيد من القيود على الحسابات المجهولة أو ذات الهويات المزيفة.
من الناحية الأخرى، قد يثير إيقاف الميزة مخاوف بشأن حرية التعبير والقدرة على الوصول إلى المعلومات. ويجب على “إكس” أن توازن بين الحاجة إلى حماية المستخدمين من التلاعب وبين ضمان بقاء المنصة مفتوحة للجميع.
تتزايد أهمية التحقق من الحسابات والذكاء الاصطناعي في كشف الحسابات الوهمية. وسيكون من المهم متابعة جهود الشركة لتطوير أدوات أكثر فعالية لكشف التلاعب بالهوية والتأثير على الرأي العام.
من المتوقع أن تعلن “إكس” عن خططها لإعادة إطلاق الميزة وتفاصيل التحسينات التي تم إجراؤها بحلول 31 ديسمبر 2025. سيكون من المهم مراقبة كيفية عمل الميزة المعاد تصميمها، وما إذا كانت ستتمكن من تحديد المواقع الجغرافية للحسابات بدقة أكبر، وما إذا كانت ستواجه تحديات جديدة في مواجهة محاولات التلاعب.













