أعلن يان ليكون، أحد الشخصيات البارزة في مجال الذكاء الاصطناعي والرئيس السابق لقطاع الذكاء الاصطناعي في شركة ميتا، عن استقالته من منصبه لتأسيس شركة خاصة به تركز على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. يأتي هذا القرار بعد فترة قصيرة من إعادة هيكلة قسم الذكاء الاصطناعي في ميتا، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الشركة في هذا المجال الحيوي. وقد تم الإعلان عن هذا التغيير يوم 22 نوفمبر 2025، وفقًا لتقرير صادر عن “بيزنس إنسايدر”.
وأفاد التقرير أن ميتا ستواصل التعاون مع ليكون في مشاريع شركته الجديدة، لكن تفاصيل هذا التعاون لم تتضح بعد. جاء إعلان ليكون عبر منشور على حسابه الرسمي في فيسبوك، حيث لم يقدم تفاصيل واسعة النطاق حول خططه المستقبلية، لكنه أشار إلى رغبته في استكشاف مسارات جديدة في تطوير الذكاء الاصطناعي.
تداعيات مغادرة يان ليكون على ميتا وتطوير الذكاء الاصطناعي
يعكس هذا التطور حالة من عدم الاستقرار داخل ميتا، خاصةً في قسم الذكاء الاصطناعي الذي شهد استقطابًا مكثفًا للمواهب في الأشهر الأخيرة. وبحسب مصادر مطلعة، فإن عمليات التوظيف المكثفة التي قامت بها ميتا، والتي تضمنت مكافآت كبيرة للموظفين الجدد، أثارت استياءً بين الموظفين القدامى، مما قد يكون ساهم في قرار ليكون بالرحيل.
في وقت سابق، قامت ميتا بتقسيم قسم الذكاء الاصطناعي إلى أربع فرق مستقلة، لكل منها مدير ورؤية خاصة. ويهدف هذا الهيكل الجديد إلى تعزيز التركيز والتخصص في مجالات مختلفة من الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، فإن مغادرة شخصية مؤثرة مثل ليكون قد تؤثر على قدرة ميتا على المنافسة في هذا القطاع المتسارع.
التركيز على الذكاء الاصطناعي الحسي
يُعرف ليكون بانتقاداته اللاذعة للنماذج اللغوية الكبيرة للذكاء الاصطناعي، والتي يعتبرها مبالغًا في تقديرها وغير قادرة على حل جميع التحديات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي. بدلًا من ذلك، يركز ليكون على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي تستخدم البيانات الحسية والعالم الفيزيائي لتدريب النماذج وتحسين دقة التنبؤات. ويتوقع أن تسعى شركته الجديدة إلى استكشاف هذه المجالات بشكل أعمق.
هذا التحول في التركيز يمثل اتجاهًا متزايدًا في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يرى العديد من الخبراء أن دمج البيانات الحسية يمكن أن يؤدي إلى تطوير تطبيقات أكثر واقعية وفعالية. وتشمل هذه التطبيقات الروبوتات ذاتية القيادة، وأنظمة المراقبة الذكية، والأجهزة الطبية المتقدمة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن مغادرة ليكون قد تثير تساؤلات حول استراتيجية ميتا طويلة الأجل في مجال الذكاء الاصطناعي. فهل ستواصل الشركة التركيز على النماذج اللغوية، أم ستغير مسارها وتتبنى نهجًا أكثر تنوعًا؟ وهل ستستمر في استقطاب المواهب بنفس الوتيرة؟
تجدر الإشارة إلى أن ميتا ليست الشركة الوحيدة التي تشهد تغييرات في قسم الذكاء الاصطناعي الخاص بها. فقد قامت شركات أخرى مثل جوجل وأمازون أيضًا بإعادة الهيكلة وتغيير استراتيجياتها في هذا المجال. وهذا يعكس التحديات التي تواجهها الشركات في محاولة مواكبة التطورات السريعة في مجال التعلم الآلي.
وبشكل عام، فإن مغادرة يان ليكون لميتا تمثل نقطة تحول مهمة في مجال الذكاء الاصطناعي. ويمكن أن يكون لها تأثير كبير على مستقبل الشركة وعلى اتجاهات تطوير الذكاء الاصطناعي في السنوات القادمة. كما أن تركيزه الجديد على الذكاء الاصطناعي الحسي قد يفتح آفاقًا جديدة للتطبيقات المبتكرة.
من المتوقع أن يشهد الأشهر القادمة المزيد من التفاصيل حول شركة ليكون الجديدة وشراكتها مع ميتا. كما يجب مراقبة التطورات في قسم الذكاء الاصطناعي في ميتا، وتقييم مدى قدرة الشركة على التكيف مع هذه التغييرات. وستكون هذه التطورات حاسمة في تحديد مستقبل ميتا في سوق الذكاء الاصطناعي التنافسي.













