ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في التاريخ بأسماء عدة، ويمكن بيان جميع أسماء النبي صلى الله عليه وسلم حسب مكان ورودها كما يأتي:
في إنجيل يوحنا – إصحاح 14 – ورد: “إن كنتم تحبوني فاحفظوا وصاياي وأنا أطلب معزيًا آخر ليمكث معكم إلى الأبد”. تفسير المعزي كما ورد في ترجمتهم يُشير إلى “الفارقليط”، وهذا اللفظ يعني “أحمد”، أي الذي له حمد كثير. وفي ذلك السياق، أوضح الأستاذ عبد الوهاب النجار، المستشرق الإيطالي، معنى كلمة “فارقليط” التي تُكتب أحيانًا “بارقليط” أو “باركليت”، وأشار إلى أنها تعني “الذي له حمد كثير” (12).
في الكتب المنزلة، يُذكر الرسول صلى الله عليه وسلم بأسماء عديدة. ومنها:
- “العظيم” الذي ورد في سفر التوراة عن إسماعيل: “وسيلد عظيمًا لأمة عظيمة”.
- “الجبار” الذي سُمِّي به في الزبور – كتاب داود عليه السلام، حيث جاء: “تقلد أيها الجبار سيفك فإن ناموسك وشرائعك مقرونة بهيبة يمينك”، ويرى البعض أنه يُشير إلى قدرة النبي صلى الله عليه وسلم على إصلاح الأمة بالهداية والتعليم أو قهر أعدائه أو علو منزلته بين البشر. ونفى الله عز وجل عنه جبرية التكبر في القرآن: “وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ”.
وفي التوراة، يُذكر صلى الله عليه وسلم بأسماء مثل “المتوكل” و”المختار” و”مقيم السنة” و”المقدس” و”روح الحق”. أما في الإنجيل، فيأتي “البارقليط”، الذي يعني “الذي يفرق بين الحق والباطل”، و”ماذماذ”، الذي يُفسر على أنه “الطيب الطيب”، و”حمطايا”، الذي يُعنى بـ “حامي الحرم”، و”الخاتم الخاتم”، أي الخاتم الذي ختم به الأنبياء وهو خاتم الأنبياء خلقًا وخُلقًا (13).
وفي القرآن الكريم ورد اسمه صلى الله عليه وسلم كاسم علم – محمد – أربع مرات.
من الآيات التي تشير إلى الرسول صلى الله عليه وسلم:
- “مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ” (سورة الفتح: 29).
- “وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ” (سورة آل عمران: 144).
- “مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ” (سورة الأحزاب: 40).
وورد كاسم علم – أحمد – مرة واحدة في قوله تعالي:
- «وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ»(الصف: 6)
هذه الآيات تؤكد الدور النبيل والمكانة العظيمة التي يحتلها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في الإسلام والتي وردت في القرآن الكريم.
أما ألقاب الرسول صلى الله عليه وسلم وكناه، فهي متنوعة، فمنها ما جاء في القرآن ومنها ما ورد في الأحاديث الصحيحة، وانتشرت عبر ألسنة الأئمة. وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم: “لي خمسة أسماء: أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر. وأنا الحاشر الذي يُحشر الناس على قدمي وأنا العاقب”، وقيل إن ذلك يعود إلى رسالته في إصلاح الأمة وإخراجها من الظلمات إلى النور. وذكر العديد من الأسماء الأخرى كـ “رسول الرحمة” و”رسول الراحة” و”رسول الملاحم” و”المقفى” و”القيم”، والذي وضح القاضي عياض أنه يُشير إلى الجامع الكامل. وهناك أسماء أخرى وردت في القرآن والأحاديث بما في ذلك “محمد” و”أحمد” و”يس” و”طه” و”المدثر” و”المزمل” و”عبد الله” (14).
أما الألقاب التي وردت في القرآن الكريم للرسول صلى الله عليه وسلم، فتشمل “النور” كما ورد: “قَدْ جَاءْكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وكِتَابٌ مُبِينٌ”،
والألقاب الأخرى التي ذكرت في القرآن الكريم للرسول صلى الله عليه وسلم، تشمل “السراج المنير”، “الشاهد”، “المبشر”، “النذير”، و”داعي الله” كما جاء في قوله تعالى: “يَأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا”. وكذلك “البشير” كما جاء: “وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ”، و”المنذر” كما في: “إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَمَن يَخْشَاهَا”، و”المذكر” كما ذُكِرَ: “إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ”، و”الشهيد” كما في: “وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا”، و”الخبير” كما في: “الرَّحْمَٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا”.
وأيضًا، تضمنت الألقاب الأخرى للرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم مثل “الحق المبين” كما ذكر: “حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُّبِينٌ”، و”الرءوف الرحيم” كما جاء: “بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ”، و”الكريم”، “المكين”، “الأمين” كما في: “إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ”، وكذلك “الرسول” و”النبي الأمي” كما ورد: “الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ”، و”الولي” كما جاء: “إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ”، و”الهادي” كما في: “وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ”.
هذه الألقاب والأسماء تعكس المكانة العظيمة والصفات الرفيعة التي كانت للرسول صلى الله عليه وسلم، وتُظهر القيم والصفات التي جعلته قدوة للناس ورحمة للعالمين.