أعلنت شركة نوفو نورديسك مؤخرًا عن موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على دواء جديد لفقدان الوزن وعلاج السمنة لدى البالغين، وهو قرص يحتوي على المادة الفعالة سيماغلوتيد. يمثل هذا الإنجاز خطوة مهمة في مجال إنقاص الوزن، حيث يوفر خيارًا علاجيًا جديدًا للمرضى الذين يفضلون تناول الأدوية عن طريق الفم بدلًا من الحقن. ويأمل الخبراء أن يؤدي توفر هذا الدواء إلى زيادة إمكانية الوصول إلى علاجات السمنة.
يأتي هذا الترخيص بعد سنوات من البحث والتطوير لإيجاد أقراص فعالة يمكن أن تحل محل الحقن في علاج السمنة. المادة الفعالة، سيماغلوتيد، هي نفسها المستخدمة في حقن أوزمبيك وويجوفي، والتي أثبتت فعاليتها في تنظيم مستويات السكر في الدم والمساعدة في فقدان الوزن.
ما هو سيماغلوتيد وكيف يعمل؟
ينتمي سيماغلوتيد إلى فئة من الأدوية تسمى ناهضات الببتيد-1 الشبيهة بالغلوكاغون (GLP-1 agonists). تعمل هذه الأدوية عن طريق الارتباط بمستقبلات GLP-1 في الجسم، مما يحفز إفراز الإنسولين من البنكرياس استجابة لارتفاع مستويات السكر في الدم.
بالإضافة إلى ذلك، يساعد سيماغلوتيد على تقليل إفراز السكر من الكبد وإبطاء عملية إفراغ المعدة. هذه التأثيرات مجتمعة تساهم في خفض مستويات السكر التراكمي (A1C) وتحسين التحكم في نسبة السكر في الدم، بالإضافة إلى المساعدة في تقليل الشهية والشعور بالشبع.
مقارنة بين الأقراص والحقن
وفقًا لنتائج التجارب السريرية التي أجرتها نوفو نورديسك، أدت أعلى جرعة من أقراص سيماغلوتيد إلى فقدان 16.6% من وزن الجسم بعد 64 أسبوعًا، مقارنة بفقدان 2.7% في المجموعة التي تلقت دواءً وهميًا. في المقابل، أظهرت تجارب حقن ويجوفي بجرعة 2.4 ملغ انخفاضًا في الوزن يصل إلى 17.4%.
يشير الخبراء إلى أن الجرعات الفموية يجب أن تكون أعلى لتحقيق نفس التأثيرات التي تنتجها الحقن، نظرًا لأن الأقراص تخضع لعملية التمثيل الغذائي في المعدة قبل امتصاصها في مجرى الدم. ومع ذلك، فإن توفر خيار القرص يمثل ميزة كبيرة للعديد من المرضى الذين يفضلون تجنب الحقن.
التكلفة وإمكانية الوصول إلى الدواء
من المتوقع أن يكون سعر الجرعة الأولية من أقراص سيماغلوتيد (1.5 ملغ) حوالي 149 دولارًا أمريكيًا شهريًا. قد يختلف هذا السعر اعتمادًا على تغطية التأمين الصحي للمريض. تأمل نوفو نورديسك في أن يؤدي توفر الأقراص إلى خفض التكاليف الإجمالية للعلاج مقارنة بالحقن، التي قد تصل إلى مئات الدولارات شهريًا.
يقول الدكتور جون بوس، أخصائي الغدد الصماء في جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل، إن توفر المزيد من الخيارات العلاجية، بما في ذلك الأقراص، يمكن أن يوسع نطاق الوصول إلى هذه الأدوية الفعالة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل شركات أخرى، مثل إيلي ليلي، على تطوير أدوية مماثلة لعلاج السمنة وداء السكري من النوع الثاني.
الآثار الجانبية والاحتياطات
تتشابه الآثار الجانبية لأقراص سيماغلوتيد مع تلك المرتبطة بحقن سيماغلوتيد، وقد تشمل الغثيان والإسهال والقيء. من المهم تناول الأقراص على معدة فارغة، وعدم تناول أي أدوية أخرى أو طعام لمدة 30 دقيقة على الأقل قبل وبعد تناول الدواء لضمان امتصاصه بشكل صحيح.
يجب على المرضى الذين يعانون من حالات طبية معينة، مثل التهاب البنكرياس أو أمراض الكلى، استشارة الطبيب قبل البدء في تناول سيماغلوتيد. كما يجب على النساء الحوامل أو المرضعات تجنب استخدام هذا الدواء.
الخطوات التالية والتوقعات المستقبلية
من المتوقع أن تكون أقراص سيماغلوتيد متاحة في الصيدليات الأمريكية وعبر بعض خدمات الرعاية الصحية عن بُعد في أوائل شهر يناير القادم. ستعلن شركة نوفو نورديسك عن أسعار الجرعات الأعلى في العام الجديد. من المهم مراقبة تأثير هذا الدواء الجديد على سوق علاجات السمنة، وما إذا كان سيؤدي إلى خفض الأسعار وزيادة إمكانية الوصول إلى هذه العلاجات للمرضى المحتاجين.













