أخبار ذات صلة
يأتي قرار حزب العمال الكردستاني، أمس (السبت)، بإعلان وقف النار في تركيا، بعد عدائيات اندلعت في عام 1984، وأوقعت أكثر من 40 ألف قتيل، ليفتح الباب واسعاً للسلام، والأمان، والاستقرار في تركيا، خصوصاً العداء المعلن بين الحكومة التركية والأكراد. وجاء القرار استجابة من زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان، القابع في أحد السجون التركية المعزولة منذ 1999. وكان أوجلان استجاب لمناشدة قائدي حزبين كرديين ممثلين في البرلمان التركي إلقاء السلاح، وانتهاج السياسة طريقاً للمشاركة الديموقراطية المفتوحة. وهو ما يعني أن جهداً تركياً – تركياً وراء هذا التطور السار، من دون تعقيدات الوساطات الخارجية. ولن يقتصر هذا الحل على إحلال السلام في تركيا وحدها؛ بل سيعيد الهدوء إلى الشرائح السكانية الكردية في العراق، وسورية، وإيران. وجميع هذه الدول أحوج ما تكون إلى الهدوء، والتناغم بين مكونات سكانها. وبالتالي فإن التوقعات تنصرف إلى أنه إذا تأتّى التوصل إلى سلام عادل ودائم للنزاع العربي الإسرائيلي، فإن منطقة الشرق الأوسط بأسرها ستكون مقبلة على انتعاش وازدهار غير مسبوق. وهو استقرار ظلت تفتقر إليه منذ 80 عاماً. وتؤكد هذه التطورات الإيجابية، أن الدبلوماسية دائماً هي أفضل الحلول، وأن القوة وحدها لن تحقق سلاماً في أي مكان في العالم. ويجب أن ينشط قادة دول المنطقة في البحث عن سبل تضمن استدامة السلام والاستقرار، دون حاجة إلى إهدار الدماء والموارد والإمكانات، في عالم يعاني أصلاً من مشكلات مناخية، واقتصادية جمّة.