داهم الحرس المدني الإسباني هذا الصباح دير لا بريتونيرا في وسط إسبانيا، وألقى القبض على الراهبة إيزابيل غارسيا دي فيدما، المعروفة أيضًا باسم الأخت إيزابيل، بتهم تتعلق بتهريب الراهبات لقطع أثرية فنية. تأتي هذه الخطوة في إطار تحقيق أوسع يشتبه في تورط المجموعة الدينية في عمليات احتيال وعقارية غير قانونية، بهدف الاستيلاء على ممتلكات كنسية أخرى.
تعود جذور هذه القضية إلى عام 2024، عندما أعلنت مجموعة من الراهبات في بورغوس انشقاقها عن الكنيسة الكاثوليكية، متبنيةً تعاليم الأسقف السابق بابلو دي روخاس الذي جرى حرمانه كنسيًا في عام 2019. وتزعم السلطات أن هذا التوجه الديني كان بمثابة غطاء لأنشطة مشبوهة تهدف إلى تحقيق مكاسب شخصية.
تفاصيل قضية تهريب الآثار ودور الراهبات
بدأت التحقيقات بعد تلقي المحكمة في بريفييسكا شكوى من مجهول، مما أدى إلى تفتيش دير لا بريتونيرا. وخلال عملية التفتيش، أُلقي القبض أيضًا على تاجر تحف يُشتبه في تسهيله بيع وشراء ممتلكات فنية تعود ملكيتها إلى الكنيسة الكاثوليكية، وفقًا لبيان صادر عن الحرس المدني.
وتشير الأدلة إلى أن الراهبات المتمرّدات، بقيادة الأخت إيزابيل، حاولن بيع دير آخر مملوك لهن في منطقة فيزكايا، بهدف جمع الأموال اللازمة لشراء دير أوردونيا المجاور. وقد واجهت هذه المحاولات معارضة من الكنيسة الكاثوليكية، التي رفضت الموافقة على البيع.
اتهامات إضافية موجهة إلى الأخت إيزابيل
بالإضافة إلى الاتهامات المتعلقة بتهريب الآثار، تواجه الأخت إيزابيل اتهامات أخرى بالاحتيال. وتتهمها السلطات بمحاولة بيع ما يقرب من كيلوغرامين من الذهب يعود ملكيته لطائفتها الدينية، في صفقة قدرت بحوالي 130 ألف يورو. كما تطالبها الكنيسة بتفسير محاولاتها لبيع دير آخر دون الحصول على إذن.
ووفقًا للأبرشيات المعنية، فإن الأزمة تتجاوز مجرد نزاع عقاري. فهي تعكس أيضًا صراعًا على السلطة والنفوذ داخل الدير، خاصةً فيما يتعلق بصلاحيات الأخت إيزابيل التي لم يتم تجديدها.
خلفية عن بابلو دي روخاس وفضيحة “الإمبراطورية الرومانية المقدسة”
بابلو دي روخاس سانشيز فرانكو، الشخصية المحورية في هذا الانشقاق، يقدم نفسه بصفته “الدوق الإمبراطوري والأمير المنتخب للإمبراطورية الرومانية المقدسة خمس مرات”. وقد تدرّب على يد اليسوعي السابق ديريك شيل، الذي يُزعم أنه قام بتكريسه أسقفًا. كما تربطه علاقات وثيقة بطائفة بالمار دي ترويا المعروفة في إسبانيا.
وقد جرى تجريد دي روخاس من رتبته الكنسية في عام 2019، بعد اتهامه بممارسات غير تقليدية وتحدي العقيدة الكاثوليكية. ومع ذلك، استمر في التأثير على مجموعة من الراهبات، اللواتي تبنين أفكاره واختَرنَنَ الانفصال عن الكنيسة الرسمية.
في محاولة لتجنب القيود المفروضة من قبل الكرسي الرسولي، سعت معظم الراهبات المتمرّدات إلى تسجيل أديرة في بيلورادو وديريو وأوردونيا كشركات مستقلة. وقد واجهت هذه المحاولات مقاومة قانونية من الكنيسة الكاثوليكية التي تعتبر هذه الأديرة جزءًا من ممتلكاتها الدينية.
تطورات قضائية مستقبلية ومنطقة فيزكايا
في تطور آخر، تستعد طريقات الراهبات السابقات لاستئناف الحكم الصادر عن محكمة بريفييسكا، والذي قضى لصالح الكنيسة الكاثوليكية وألزم الراهبات بإخلاء دير بيلورادو. ومع ذلك، ترفض الراهبات حتى الآن الامتثال لهذا الحكم، مما يشير إلى استمرار الموقف المتصلب.
وتشير التوقعات إلى أن القضية ستشهد المزيد من التعقيدات القانونية، حيث من المرجح أن تواصل الكنيسة الكاثوليكية دفاعها عن حقوقها في ممتلكاتها الدينية. كما ستراقب السلطات عن كثب أي محاولات أخرى من جانب الراهبات المتمرّدات للتلاعب بالعقارات أو تهريب الآثار. ويتوقع صدور قرار بشأن استئناف الراهبات السابقات في غضون الشهر القادم.













