:
أعلن مكتب المدعي العام الأوروبي توجيه اتهامات بالاحتيال والفساد إلى شخصيات بارزة في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك مديرة كلية أوروبا في بروج، والتي كانت تشغل سابقًا منصب الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية. وتتعلق هذه الاتهامات بمناقصة لإدارة برنامج تدريبي للدبلوماسيين الشباب، مما يثير تساؤلات حول الشفافية والنزاهة في مؤسسات الاتحاد الأوروبي. هذه القضية المتعلقة بـالفساد في الاتحاد الأوروبي قد يكون لها تداعيات كبيرة على الثقة في هذه المؤسسات.
وتشمل الاتهامات الموجهة، بالإضافة إلى مديرة الكلية، موظفًا كبيرًا في كلية أوروبا ومسؤولًا رفيعًا في المفوضية الأوروبية. وقد أكد مكتب المدعي العام الأوروبي أن جميع المتهمين يتمتعون بقرينة البراءة حتى تثبت إدانتهم أمام المحاكم البلجيكية المختصة.
تحقيقات في مزاعم الفساد والمناقصات المشبوهة
بدأت التحقيقات بعد الاشتباه في وجود تلاعب في عملية تقديم العطاءات لمناقصة تتعلق بإدارة أكاديمية تدريبية للشباب الدبلوماسيين. ووفقًا لمكتب المدعي العام الأوروبي، فإن هذه المناقصة كانت قد أسندت إلى كلية أوروبا من قبل الخدمة الخارجية للاتحاد الأوروبي.
وتشير التقارير إلى أن التحقيقات شملت مداهمات لمقر الخدمة الخارجية للاتحاد الأوروبي في بروكسل، وكلية أوروبا، بالإضافة إلى منزل مديرة الكلية. وقد أثارت هذه الإجراءات صدمة في الأوساط الأوروبية، خاصة وأنها تستهدف شخصيات رفيعة المستوى.
تفاصيل القضية والمشتبه بهم
أحد المشتبه بهم البارزين هو ستيفانو سانيينو، وهو مسؤول رفيع في المفوضية الأوروبية شغل منصب الأمين العام للخدمة الخارجية الأوروبية بين عامي 2021 و2024. وتتركز الشكوك حول احتمال مشاركة معلومات سرية مع أحد المرشحين المتنافسين في عملية المناقصة.
وتتعلق الاتهامات الموجهة بالثلاثة تحديدًا “بالاحتيال في المناقصات، والفساد، وتضارب المصالح، وانتهاك السرية المهنية”. وتشير مصادر إلى أن هذه الانتهاكات قد تكون قد أدت إلى خسائر مالية للاتحاد الأوروبي.
أكاديمية الاتحاد الأوروبي الدبلوماسية: خلفية عن البرنامج
تم إطلاق أكاديمية الاتحاد الأوروبي الدبلوماسية كمشروع تجريبي في عام 2022، بهدف تطوير مهارات الدبلوماسيين الشباب وتعزيز ثقافة دبلوماسية مشتركة بين دول الاتحاد الأوروبي. وقد بلغت ميزانية البرنامج حوالي مليون يورو.
شارك في الدفعة الأولى من البرنامج، الذي استمر تسعة أشهر، حوالي 40 دبلوماسيًا من مختلف دول الاتحاد الأوروبي ومؤسساته. وفي الدفعة الثانية، انضم 50 دبلوماسيًا آخرين، حيث تلقوا تدريبًا مكثفًا في مجالات السياسة الأوروبية والتفاوض والبروتوكول.
يهدف البرنامج إلى بناء جهاز دبلوماسي أوروبي متكامل قادر على تمثيل مصالح الاتحاد الأوروبي بفعالية على الساحة الدولية. ومع ذلك، فإن هذه القضية قد تلقي بظلال من الشك على نزاهة البرنامج وفعاليته.
ردود الفعل والخطوات التالية
حتى الآن، لم تصدر مديرة كلية أوروبا أي تعليق رسمي على الاتهامات الموجهة إليها. ومع ذلك، أكدت الكلية أنها ستتعاون بشكل كامل مع السلطات القضائية، مؤكدة التزامها بالشفافية واحترام سير التحقيقات.
تعتبر هذه القضية بمثابة اختبار حقيقي لالتزام الاتحاد الأوروبي بمكافحة الفساد وتعزيز النزاهة في مؤسساته. من المتوقع أن تستمر التحقيقات في الأيام والأسابيع القادمة، وقد تؤدي إلى المزيد من الاعتقالات والاتهامات.
من المرجح أن يترقب المراقبون عن كثب نتائج التحقيقات، بالإضافة إلى أي إجراءات تأديبية أو قانونية قد تتخذ ضد المتهمين. كما سيراقبون تأثير هذه القضية على سمعة الاتحاد الأوروبي وثقة المواطنين في مؤسساته. من الضروري أيضًا تقييم الإجراءات الداخلية التي تتبعها مؤسسات الاتحاد الأوروبي لمنع تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل. هذه القضية المتعلقة بـالمساءلة في الاتحاد الأوروبي ستكون لها تداعيات طويلة الأمد.
من المتوقع أن يصدر مكتب المدعي العام الأوروبي مزيدًا من التفاصيل حول سير التحقيقات في غضون الأسابيع القليلة القادمة. وسيكون من المهم متابعة التطورات في هذه القضية، خاصة وأنها تتعلق بقضايا حساسة مثل النزاهة المؤسسية والشفافية في الاتحاد الأوروبي.













