أعلنت الجمعية الألمانية لأطباء الباطنة أن داء الرتوج هو حالة شائعة تصيب القولون، وتتميز بظهور انتفاخات صغيرة في جدار الأمعاء. يمكن أن يؤدي هذا الانتفاخ إلى الشعور بألم وتغيرات في وظائف الأمعاء. تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا ألمًا في الجزء السفلي الأيسر من البطن، والغثيان، والحمى، بالإضافة إلى الإسهال أو الإمساك. يُعتبر فهم هذه الحالة والوقاية منها أمرًا ضروريًا للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي.
ما هو داء الرتوج وكيف يتطور؟
وفقًا للجمعية الألمانية، تتشكل الرتوج عندما تضعف طبقات جدار القولون، مما يسمح ببروز أجزاء صغيرة من الغشاء المخاطي من خلال هذه المناطق الضعيفة. لا يُعرف السبب الدقيق لضعف جدار القولون، ولكن يعتقد أنه يتعلق بتقدم العمر والعوامل الوراثية وأسلوب الحياة. غالبًا ما تظهر الرتوج بدون أعراض، ولكنها يمكن أن تصبح ملتهبة أو مصابة، مما يسبب أعراضًا مزعجة.
عوامل الخطر والانتشار
يزداد خطر الإصابة بداء الرتوج مع التقدم في العمر، حيث أن معظم الحالات يتم تشخيصها لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا. وتشير الإحصائيات إلى أن حوالي 30٪ من البالغين فوق سن الستين يعانون من الرتوج. كما أن قلة النشاط البدني والنظام الغذائي غير الصحي يُعتبران من العوامل المساهمة في تطور هذه الحالة. يُعد التهاب الرتوج من المضاعفات الخطيرة لداء الرتوج.
الألياف الغذائية: حماية فعالة من داء الرتوج
تلعب الألياف الغذائية دورًا حيويًا في الوقاية من داء الرتوج. وتؤكد الجمعية الألمانية على أن الألياف تساعد في الحفاظ على ليونة البراز، مما يقلل الضغط داخل القولون، وهو الضغط الذي يمكن أن يساهم في تكون الرتوج. بالإضافة إلى ذلك، تعزز الألياف صحة الأمعاء بشكل عام وتساعد في تنظيم حركة الأمعاء.
تشمل المصادر الغنية بالألياف الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات. يوصي الخبراء بتناول ما لا يقل عن 3 إلى 5 حصص يومية من الأطعمة الغنية بالألياف لتعزيز صحة الجهاز الهضمي والحد من خطر الإصابة بداء الرتوج. يُنصح بزيادة كمية الألياف تدريجيًا في النظام الغذائي لتجنب الانتفاخ وعدم الراحة في الجهاز الهضمي.
تأثير النظام الغذائي: ما الذي يجب تجنبه؟
بينما تُعتبر الألياف مفتاح الوقاية، ينبغي أيضًا الانتباه إلى بعض المكونات الغذائية التي قد تزيد من خطر الإصابة بالتهاب الرتوج. تشير الدراسات إلى وجود علاقة بين استهلاك اللحوم الحمراء وزيادة فرص تطور التهاب الرتوج. لذلك، يوصي الأطباء بتقليل استهلاك اللحوم الحمراء والتركيز على مصادر البروتين الأخرى مثل الدجاج والأسماك والبقوليات. تجنب الأطعمة المصنعة والدهون المشبعة قد يساهم أيضًا في الحفاظ على صحة القولون.
خيارات العلاج المتاحة لداء الرتوج
في الحالات الخفيفة، قد يكون العلاج لداء الرتوج بسيطًا ويتضمن تعديلات في النظام الغذائي وزيادة تناول الألياف. أما في الحالات الأكثر شدة، مثل التهاب الرتوج، فقد يكون من الضروري استخدام المضادات الحيوية لتطهير العدوى. في بعض الحالات النادرة، قد يلجأ الأطباء إلى الجراحة لإزالة الجزء المصاب من القولون.
يؤكد الأطباء على أهمية التشخيص المبكر والمتابعة المنتظمة مع الطبيب لتقييم حالة الرتوج وتحديد خطة العلاج المناسبة. وتُعتبر فحوصات القولون المنتظمة، خاصةً للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، جزءًا أساسيًا من الوقاية والكشف المبكر عن مشاكل الأمعاء.
من المتوقع أن تستمر الأبحاث في استكشاف العلاقة بين النظام الغذائي والميكروبيوم في الأمعاء وتأثيرها على تطور داء الرتوج. كما أن تطوير علاجات جديدة وأكثر فعالية لالتهاب الرتوج هو هدف رئيسي للباحثين في هذا المجال. في المقابل، ينبغي على الأفراد الاستمرار في اتباع نمط حياة صحي يعتمد على نظام غذائي غني بالألياف والنشاط البدني المنتظم للمساعدة في الوقاية من هذه الحالة والحفاظ على صحة الجهاز الهضمي.













