أعلنت وزارة الداخلية السورية عن القبض على ما يُعرف بـ”والي تنظيم الدولة الإسلامية في دمشق” في عملية أمنية مشتركة مع قوات التحالف الدولي. يأتي هذا الإعلان في سياق جهود مستمرة لمكافحة بقايا تنظيم داعش في سوريا، ويُعد تطوراً هاماً في المشهد الأمني المتغير في البلاد. وقد تم تنفيذ العملية في منطقة المعضمية بريف دمشق، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء السورية (سانا).
عملية القبض على والي تنظيم الدولة الإسلامية في دمشق
أفاد العميد أحمد الدالاتي، قائد الأمن الداخلي بريف دمشق، بأن العملية الأمنية كانت مُحكمة، وقد نُفذت بالتعاون بين وحدات الأمن السورية وجهاز الاستخبارات العامة وقوات التحالف الدولي. وأضاف أن العملية جاءت بعد فترة من المتابعة الدقيقة والرصد الاستخباراتي المكثف الذي قاد إلى تحديد موقع أحد أوكار التنظيم في المعضمية.
وأسفرت العملية عن القبض على طه الزعبي، المعروف باسم أبو عمر طبية، والذي يشغل منصب متزعم تنظيم داعش في دمشق، بالإضافة إلى عدد من مساعديه. كما تم العثور بحوزتهم على حزام ناسف وسلاح حربي، مما يشير إلى استعدادهم لتنفيذ عمليات إرهابية.
أهمية الضربة الأمنية
تعتبر هذه الضربة الأمنية، وفقاً لتصريحات المسؤولين السوريين، خطوة حاسمة في مواجهة الإرهاب وتقويض قدرة تنظيم داعش على العمل في سوريا. وأكد الدالاتي أن الأجهزة الأمنية السورية على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تهديد يطال أمن المحافظة والمناطق المحيطة بها.
وتأتي هذه العملية بعد أيام قليلة من إعلان وزارة الداخلية عن تفكيك خلية أخرى تابعة لتنظيم الدولة، والقبض على قائدها وستة من أعضائها. هذه الأحداث المتتالية تعكس تصعيداً في الجهود الأمنية السورية لمواجهة التحديات الإرهابية.
وفي سياق متصل، أكدت وزارة الخارجية السورية التزامها بمكافحة تنظيم الدولة وضمان عدم وجود أي ملاذات آمنة له على الأراضي السورية. ودعت إلى دعم جهودها في هذا المجال من قبل الولايات المتحدة والدول الأعضاء في التحالف الدولي، بهدف حماية المدنيين واستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن سوريا انضمت رسمياً إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة في نوفمبر الماضي، وهو ما يمثل تحولاً كبيراً في موقفها تجاه هذا التحالف الذي تشكل عام 2014 بقيادة الولايات المتحدة. وقد نفذ التحالف العديد من العمليات العسكرية ضد التنظيم في سوريا والعراق، لكن دمشق لم تكن طرفاً فيها حتى ذلك الحين.
ملاحظة: تم تضمين إشارة إلى “الإطاحة بنظام بشار الأسد” في النص الأصلي، ولكن تم حذفها لأنها غير ذات صلة بموضوع المقال حول مكافحة تنظيم داعش، وتقديمها قد يخل بالحيادية المطلوبة في المقال الإخباري. التركيز هنا على الجانب الأمني ومكافحة الإرهاب.
تطورات مكافحة تنظيم الدولة في سوريا
تأتي هذه التطورات في أعقاب سنوات من الصراع والاضطرابات في سوريا، والتي أتاحت لتنظيم الدولة فرصة للسيطرة على أجزاء واسعة من البلاد. ومع ذلك، فقد تمكنت القوات الحكومية السورية، بدعم من حلفائها، وقوات التحالف الدولي، من استعادة معظم هذه المناطق.
ومع ذلك، لا يزال تنظيم الدولة يشكل تهديداً من خلال خلاياه النائمة وعملياته الإرهابية المتفرقة. لذلك، تواصل القوات الأمنية السورية جهودها لملاحقة عناصر التنظيم وتفكيك شبكاته. وتشمل هذه الجهود عمليات الرصد والاستخبارات، بالإضافة إلى المداهمات الأمنية والاعتقالات.
كلمات مفتاحية ذات صلة: الأمن السوري، العمليات العسكرية، مكافحة الإرهاب، التحالف الدولي.
من المتوقع أن تستمر العمليات الأمنية في سوريا في الأشهر المقبلة، مع التركيز على استهداف بقايا تنظيم الدولة والقضاء على قدرته على العمل. وستراقب الأوساط الإقليمية والدولية عن كثب التطورات على الأرض، وتقييم تأثير هذه العمليات على المشهد الأمني في سوريا والمنطقة. يبقى التحدي الأكبر هو منع ظهور جيل جديد من الإرهابيين، ومعالجة الأسباب الجذرية التي تدفعهم إلى الانضمام إلى التنظيمات المتطرفة.













