أعلنت الهيئة العامة للإحصاء اليوم عن نتائج مسح القوى العاملة للربع الثالث من عام 2025، والتي كشفت عن ارتفاع طفيف في معدل البطالة الإجمالي في المملكة العربية السعودية ليصل إلى 3.4%. يأتي هذا الإعلان في وقت يتابع فيه خبراء الاقتصاد عن كثب التغيرات في سوق العمل السعودية، وتأثير الإصلاحات الاقتصادية المستمرة على فرص العمل المتاحة.
ووفقًا للبيانات الصادرة، شهد معدل البطالة الإجمالي زيادة قدرها 0.2 نقطة مئوية مقارنة بالربع الثاني من عام 2025، ولكنه انخفض بمقدار 0.3 نقطة مئوية على أساس سنوي مقارنة بالربع الثالث من عام 2024. تُظهر هذه الأرقام ديناميكية في سوق العمل، مع تقلبات طفيفة في معدلات التوظيف والبطالة.
تحليل مفصل لمعدلات البطالة في السعودية
ركزت الهيئة العامة للإحصاء في تقريرها على معدلات البطالة بين المواطنين السعوديين، حيث سجلت 7.5% في الربع الثالث من عام 2025. يمثل هذا المعدل ارتفاعًا قدره 0.7 نقطة مئوية مقارنة بالربع الثاني من نفس العام، ولكنه يظل أقل بمقدار 0.3 نقطة مئوية مقارنة بالربع الثالث من عام 2024. يعكس هذا التباين التحديات المستمرة التي تواجه الشباب السعودي في العثور على فرص عمل مناسبة.
تغيرات في معدلات التوظيف والمشاركة
أظهرت البيانات انخفاضًا في معدل المشتغلين السعوديين بالنسبة إلى إجمالي السكان، حيث بلغ 45.3%، بانخفاض قدره 0.6 نقطة مئوية عن الربع الثاني من عام 2025. هذا الانخفاض يعكس تغيرات في التركيبة السكانية أو ربما تباطؤًا في خلق فرص عمل جديدة تتناسب مع مهارات القوى العاملة السعودية.
بالإضافة إلى ذلك، انخفض معدل مشاركة السعوديين في القوى العاملة إلى 49% في الربع الثالث من عام 2025، بانخفاض قدره 0.2 نقطة مئوية مقارنة بالربع الثاني. قد يشير هذا الانخفاض إلى عزوف بعض السعوديين عن البحث عن عمل، أو إلى زيادة في أعداد المتقاعدين أو الطلاب.
وتشير البيانات إلى أن قطاعات معينة قد تكون أكثر تأثراً من غيرها بهذه التغيرات. يتطلب تحليل دقيق للقطاعات المختلفة فهمًا أعمق لأسباب هذه التقلبات في معدلات التوظيف والبطالة.
العوامل المؤثرة في سوق العمل
تتأثر معدلات البطالة في المملكة العربية السعودية بعدة عوامل، بما في ذلك النمو الاقتصادي، والاستثمارات الحكومية، والتغيرات في السياسات الاقتصادية، والتحولات الديموغرافية. تعتبر رؤية 2030، بتركيزها على تنويع الاقتصاد وتعزيز القطاع الخاص، من العوامل الرئيسية التي تهدف إلى خلق المزيد من فرص العمل للمواطنين السعوديين.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات قائمة، مثل الحاجة إلى تطوير مهارات القوى العاملة السعودية لتلبية متطلبات سوق العمل المتغيرة، ومعالجة الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات القطاعات الاقتصادية المختلفة.
تأتي هذه النتائج في ظل جهود الحكومة المستمرة لتعزيز القطاع الخاص كأحد المحركات الرئيسية لخلق فرص العمل. وقد أطلقت الحكومة العديد من المبادرات والبرامج لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر، وتوفير التدريب والتأهيل اللازمين للقوى العاملة السعودية.
في المقابل، يرى بعض المحللين أن التباطؤ العالمي المحتمل قد يؤثر سلبًا على الاقتصاد السعودي، وبالتالي على فرص العمل المتاحة. ويتطلب ذلك اتخاذ تدابير استباقية للتخفيف من آثار أي تحديات اقتصادية خارجية.
من الجدير بالذكر أن الهيئة العامة للإحصاء تعتمد على منهجية دقيقة في جمع وتحليل البيانات، وتتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة لضمان دقة وموثوقية النتائج. وتعتبر هذه المسوحات مصدرًا هامًا للمعلومات لصناع القرار والباحثين والمحللين الاقتصاديين.
من المتوقع أن تصدر الهيئة العامة للإحصاء تقريرًا مماثلاً للربع الرابع من عام 2025 في بداية عام 2026. سيوفر هذا التقرير تحديثًا حول أحدث التطورات في سوق العمل، ويساعد على تقييم فعالية السياسات والبرامج الحكومية.
سيراقب المراقبون عن كثب التغيرات في معدلات التوظيف، ومعدلات المشاركة في القوى العاملة، وتأثير الإصلاحات الاقتصادية على مختلف القطاعات. كما سيهتمون بتحليل البيانات حسب الجنس والعمر والمستوى التعليمي لفهم أفضل للتحديات والفرص المتاحة في سوق العمل السعودي.












