اختتم جناح الاتحاد السعودي للهجن مشاركته الناجحة في فعاليات بوليفارد الباحة يوم السبت الماضي، مسجلاً إقبالاً كبيراً من الزوار من مختلف المناطق. وقدّمت هذه المشاركة، التي استمرت ثلاثة أيام، تجربة شاملة للتعريف برياضة الهجن وتعزيز مكانتها كموروث وطني أصيل، بالإضافة إلى استعراض جهود الاتحاد في تطويرها وفقاً لأعلى المعايير العالمية.
جذب الجناح أعداداً متزايدة من الزوار على مدار الفعاليات، مما يعكس الاهتمام المتنامي بهذه الرياضة التقليدية. وقد هدفت مشاركة الاتحاد إلى إبراز الدور الحيوي الذي يلعبه في تنظيم وإدارة سباقات الهجن في المملكة، وتقديم رؤية مستقبلية طموحة لهذه الرياضة.
الاتحاد السعودي للهجن: تعزيز الموروث وتطوير الرياضة
تأسس الاتحاد السعودي للهجن في 9 فبراير 2018، ومنذ ذلك الحين، عمل على تنظيم وتطوير رياضة الهجن في المملكة العربية السعودية. يهدف الاتحاد إلى تحقيق الريادة العالمية في هذه الرياضة، مع الحفاظ على الأصالة والتراث المرتبط بها. وقد شهدت رياضة الهجن تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، بفضل الدعم الكبير من القيادة الرشيدة والجهود المتواصلة من قبل الاتحاد.
أرقام وإحصائيات تعكس النمو
عرض الجناح في بوليفارد الباحة مجموعة من الأرقام والإحصائيات التي تؤكد النمو المتزايد لرياضة الهجن في المملكة. فقد شارك أكثر من 100 ألف مطية في مختلف المواسم، وتم تخصيص جوائز بقيمة تتجاوز 250 مليون ريال. بالإضافة إلى ذلك، يوجد حالياً 45 ميداناً لسباقات الهجن في أنحاء المملكة، مما يتيح الفرصة لمزيد من الممارسين والمنافسين.
وشهدت رياضة الهجن إنجازات عالمية، حيث تم تسجيل أربعة أرقام قياسية في موسوعة غينيس، من بينها رقم تاريخي بمشاركة 21637 مطية في مهرجان ولي العهد للهجن عام 2024. هذه الإنجازات تعكس المستوى الرفيع الذي وصلت إليه رياضة الهجن السعودية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
التقنيات الحديثة والحرف التقليدية
لم يقتصر الجناح على عرض الجوانب التراثية لرياضة الهجن، بل استعرض أيضاً التقنيات الحديثة المستخدمة في السباقات. ومن بين هذه التقنيات نظام Photo Finish الذي يحدد الفائز بدقة عالية تصل إلى 10 آلاف جزء من الثانية. كما تم عرض آلية الراكب الآلي وتقنياته المتقدمة، التي تجمع بين الخفة والفاعلية في توجيه الهجن.
بالتوازي مع ذلك، خصص الجناح ركناً للحرفيين يبرز الحرف الأصيلة المرتبطة برياضة الهجن ومستلزماتها التراثية. وقد أتاح هذا الركن للزوار التعرف على فنون الصناعات اليدوية التقليدية، مثل صناعة السروج واللجام والأدوات الأخرى المستخدمة في رعاية الهجن.
تفاعل الزوار وتعزيز الوعي
حظيت مشاركة الاتحاد السعودي للهجن بتفاعل كبير من الزوار، الذين عبروا عن إعجابهم بالتجربة المعرفية المتكاملة التي قدمها الجناح. وقد ساهمت المطبوعات التعريفية والنماذج التراثية التي وزعت على الزوار في نشر ثقافة رياضة الهجن وتوسيع دائرة الاهتمام الجماهيري بها.
بالإضافة إلى ذلك، أتاحت الشاشات التفاعلية للزوار الاطلاع على مسيرة الاتحاد منذ تأسيسه ودوره في تطوير رياضة الهجن. وقد ساهم ذلك في تعزيز الوعي بأهمية هذه الرياضة ودورها في الحفاظ على الموروث الوطني.
تعتبر مشاركة الاتحاد في بوليفارد الباحة جزءاً من خطة شاملة تهدف إلى تطوير رياضة الفروسية بشكل عام، ورياضة الهجن بشكل خاص. وتشمل هذه الخطة تنظيم المزيد من السباقات والبطولات، وتطوير البنية التحتية للميادين، ودعم الحرفيين والمهتمين بهذه الرياضة.
من المتوقع أن يعلن الاتحاد السعودي للهجن عن خططه للموسم القادم في الأشهر القليلة المقبلة، مع التركيز على تنظيم المزيد من الفعاليات والبطولات التي تجذب أكبر عدد من المشاركين والزوار. وستشمل هذه الخطط أيضاً تطوير التقنيات المستخدمة في السباقات، وتوسيع نطاق التعاون مع المنظمات الدولية المعنية برياضة الهجن.
يبقى متابعة تطورات رياضة الهجن في المملكة العربية السعودية أمراً مهماً، خاصةً مع استمرار الدعم الحكومي والجهود المبذولة من قبل الاتحاد لتطويرها ورفع مستواها. وستظل هذه الرياضة جزءاً أساسياً من الموروث الثقافي السعودي، وستساهم في تعزيز الهوية الوطنية.













