أكد البابا ليو الرابع عشر، في خطاب له أمام سفراء جدد لدى الكرسي الرسولي في 6 ديسمبر 2025، التزام الفاتيكان الراسخ بالدفاع عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. جاء هذا التصريح كأحد أبرز المواقف التي اتخذها البابا منذ توليه منصبه في مايو الماضي، خلفًا للبابا فرنسيس. وأشار إلى أن الكرسي الرسولي لن يتوانى عن إدانة الظلم والتفاوتات التي تعاني منها المجتمعات العالمية، خاصةً في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية.
الحدث جرى في الفاتيكان، حيث استقبل البابا السفراء الجدد الذين يمثلون 15 دولة مختلفة. وتأتي هذه الرسالة في وقت يشهد فيه العالم تزايدًا في الصراعات والانتهاكات التي تستهدف الفئات الأكثر ضعفًا، مما يجعل دور الكرسي الرسولي في الدفاع عن الكرامة الإنسانية أكثر أهمية من أي وقت مضى.
التزام الفاتيكان الراسخ بحماية حقوق الإنسان
شدد البابا ليو الرابع عشر على أن السلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال التخلي عن الغرور والرغبة في الانتقام، ومقاومة استخدام الخطاب كأداة للعنف. وأوضح أن هذه المبادئ أصبحت أكثر إلحاحًا في ظل استمرار الأزمات الإقليمية والعالمية، والتي تؤثر بشكل خاص على الفقراء والمهمشين. وأشار إلى أن معايير تقدم أي مجتمع ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمعاملته للفئات المحتاجة، مستشهدًا بتعاليم سلفه البابا فرنسيس.
أثر التوترات الجيوسياسية على الفئات الضعيفة
أكد البابا أن عدم الاستقرار العالمي يؤدي إلى تفاقم معاناة الفئات الأكثر ضعفًا، مثل اللاجئين والمهاجرين والنازحين. وأشار إلى أن هذه الفئات غالبًا ما تكون ضحية للتمييز والعنف والاستغلال، وأن الكرسي الرسولي سيعمل على رفع أصواتهم والدفاع عن حقوقهم الأساسية.
كما دعا البابا السفراء الجدد إلى التعاون مع الفاتيكان في تعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات والأديان المختلفة. وأعرب عن أمله في أن يساهموا معًا في بناء عالم أكثر عدلاً وأخوة وسلامًا، من خلال العمل على معالجة الأسباب الجذرية للصراعات والفقر.
وتعتبر هذه التصريحات امتدادًا لسياسة البابا فرنسيس، الذي أولى اهتمامًا خاصًا بقضايا العدالة الاجتماعية وحقوق المهاجرين. وقد انتقد البابا ليو الرابع عشر سابقًا معاملة المهاجرين في الولايات المتحدة، مؤكدًا على ضرورة احترام كرامة الإنسان بغض النظر عن جنسيته أو وضعه الاجتماعي.
وشملت الدول التي قدم سفراؤها الجدد أوراق اعتمادهم أمام الفاتيكان: أوزبكستان، ومولدافيا، والبحرين، وسريلانكا، وباكستان، وليبيريا، وتايلاند، وليسوتو، وجنوب إفريقيا، وفيجي، وميكرونيزيا، ولاتفيا، وفنلندا. ويعكس هذا التنوع في التمثيل الدبلوماسي الدور العالمي الذي يلعبه الكرسي الرسولي في تعزيز السلام والحوار بين الأمم.
يُذكر أن الكرسي الرسولي، باعتباره الهيئة الحاكمة للكنيسة الكاثوليكية، يمتلك شبكة دبلوماسية واسعة النطاق، ويعمل على إقامة علاقات مع مختلف الدول والمنظمات الدولية. وتتمثل مهمته الرئيسية في الدفاع عن القيم الإنسانية والأخلاقية، وتعزيز السلام والعدالة في جميع أنحاء العالم.
من المتوقع أن يواصل الفاتيكان، بقيادة البابا ليو الرابع عشر، جهوده الدبلوماسية في مختلف القضايا الإقليمية والعالمية، بما في ذلك الصراعات المسلحة، والفقر، وتغير المناخ، وحقوق الإنسان. وستركز الدبلوماسية الفاتيكانية بشكل خاص على حماية الفئات الضعيفة وتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة. وستظل مواقف الفاتيكان بشأن هذه القضايا محل اهتمام ومتابعة من قبل المجتمع الدولي.












