شدد البابا لاوون الرابع عشر خلال لقاء في الفاتيكان على أهمية السينما كأداة للأمل والتأمل في مواجهة تحديات العنف والحروب. واستقبل البابا نخبة من نجوم السينما العالمية، بمن فيهم كيت بلانشيت، وأليسون بري، وسبايك لي، في قاعة كليمنتينا، مؤكداً على دور الفن السابع في تعزيز القيم الإنسانية ونشر رسالة الرجاء. هذا اللقاء يمثل تأكيداً على اهتمام الفاتيكان المستمر بـالسينما ودورها المجتمعي.
أهمية السينما في رؤية البابا لاوون الرابع عشر
أبرز البابا لاوون الرابع عشر أن السينما ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل هي نافذة على الإنسانية وقدرتها على الصمود والتغلب على الصعاب. وأوضح أن الفن السابع يتيح للمشاهدين رؤية العالم بعيون جديدة، والتأمل في تعقيدات الحياة، واكتشاف الأمل حتى في أحلك الظروف. وأشار إلى أن السينما تساهم في إعادة التواصل مع الذات والآخرين، وتعزيز الشعور بالانتماء والمسؤولية تجاه المجتمع.
لقاء تاريخي في الفاتيكان
استضاف الفاتيكان أكثر من 100 شخصية سينمائية بارزة من مختلف أنحاء العالم، في لقاء تاريخي حضره ممثلون ومخرجون ومنتجون. وقد عبر الضيوف عن تقديرهم لكلمات البابا، وأهمية رسالته في دعم الفن والإبداع. كيت بلانشيت، على سبيل المثال، أعربت عن أملها في أن تستلهم وزراء الثقافة حول العالم من رؤية البابا حول أهمية الرأفة والتعلّم من مشاكل العالم.
اللقاء لم يقتصر على الحديث عن الجوانب الفنية للسينما، بل تطرق أيضًا إلى القضايا الإنسانية والاجتماعية التي تتناولها الأفلام. وشدد البابا على ضرورة أن تتصدى السينما لجراح العالم، وأن تسلط الضوء على قضايا العنف والفقر والحروب، دون استغلال الألم أو الترويج لليأس. بل يجب أن تساهم في إيجاد حلول لهذه المشكلات وتعزيز قيم التسامح والمحبة والسلام.
أفلام مفضلة تعكس قيم الأمل
خلال اللقاء، كشف البابا عن قائمة بأربعة أفلام مفضلة لديه، والتي تعكس القيم الإنسانية العميقة والأمل في مستقبل أفضل. تضمنت القائمة فيلم “It’s a Wonderful Life” الذي يتناول قصة رجل يائس يجد الأمل في الحياة بفضل تدخل ملاك، وفيلم “The Sound of Music” الذي يحتفي بقوة الحب والعائلة. كما شملت القائمة فيلمي “Ordinary People” و “Life Is Beautiful” اللذين يتناولان قضايا عائلية صعبة وقدرة الإنسان على الصمود في وجه الظروف القاسية. هذه الأفلام تعبر عن رؤية البابا بأهميةالفن في إبراز الجمال حتى في أحلك الظروف.
أحد اللحظات المميزة في اللقاء كان تقديم المخرج سبايك لي للبابا قميص فريق “نيويورك نيكس” لكرة السلة، الذي يحمل رقم 14، إشارة إلى أن البابا هو البابا الرابع عشر. وأشار لي إلى أن فريق “نيويورك نيكس” يضم لاعبين من جامعة فيلانوفا، حيث درس البابا روبرت بريفوست سابقاً. هذه اللفتة تعكس مدى الاهتمام الشخصي الذي أبداه البابا بالحضور، وحرصه على التواصل معهم.
تأثير اللقاء على صناعة السينما وقيم المجتمع
يشكل هذا اللقاء خطوة مهمة في تعزيز العلاقة بين الفاتيكان وصناعة الإنتاج السينمائي، وفتح آفاق جديدة للتعاون بينهما. ويأتي في سياق جهود الفاتيكان المتواصلة لتقديم رسالة السلام والمحبة إلى العالم، من خلال جميع الوسائل المتاحة، بما في ذلك الفن والإعلام. من المتوقع أن يلهم هذا اللقاء صناع الأفلام لتقديم أعمال فنية أكثر وعياً بالقضايا الإنسانية والاجتماعية، وتعزيز قيم الأمل والتسامح والسلام.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا اللقاء يسلط الضوء على أهمية السينما كأداة للتغيير الإيجابي في المجتمع، وقدرتها على التأثير في سلوك الأفراد وتشكيل وعيهم. فالسينما ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل هي مرآة تعكس الواقع، ومنبر للتعبير عن الآراء والأفكار، ونافذة على الثقافات والحضارات المختلفة. لذلك، يجب أن يتحمل صناع الأفلام مسؤولية أخلاقية واجتماعية، وأن يسعوا إلى تقديم أعمال فنية تساهم في بناء مجتمع أكثر عدلاً وإنسانية.
ومن المنتظر أن يعقد الفاتيكان المزيد من اللقاءات المماثلة في المستقبل، بهدف تعزيز الحوار والتعاون بين الكنيسة الكاثوليكية والعالم السينمائي. وسيتم التركيز في هذه اللقاءات على استكشاف الإمكانات التي يوفرها الإبداع الفني لرسالة الكنيسة، وتعزيز القيم الإنسانية، وتشجيع صناعة الأفلام التي تساهم في بناء عالم أفضل. في الوقت الحالي، لا يوجد جدول زمني محدد لهذه اللقاءات، إلا أن الفاتيكان أكد على استمراره في دعم الفن والإبداع.












