قال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي، محمد الحاج موسى، إن فصائل المقاومة الفلسطينية قد التزمت ببنود المرحلة الأولى من الاتفاق الأخير، معتبراً أن إسرائيل تتنصل من التزاماتها بشكل كامل. وأضاف أن الولايات المتحدة، بصفتها الضامن المفترض للاتفاق، لم تتخذ خطوات عملية لضمان التزام إسرائيل أو ردع انتهاكاتها المتزايدة، مما يثير تساؤلات حول مستقبل عملية التبادل ويهدد استقرار الهدنة الحالية. هذا التطور يأتي في سياق التوتر المستمر حول الهدنة في غزة.
وأوضح الحاج موسى، في مقابلة مع الجزيرة مباشر، أن المقاومة سلمت جثامين الأسرى الإسرائيليين على الرغم من محاولات إسرائيل لتعقيد العملية واستخدامها كورقة ضغط. وأشار إلى أن جميع الجثامين قد تم تسليمها باستثناء جثة واحدة لا يزال البحث عنها جارياً في ظل الدمار الهائل الذي خلفته الحرب في قطاع غزة، والذي يقدر بأكثر من 61 مليون طن من الركام.
عرقلة إسرائيلية لـ الهدنة في غزة
وأكد الحاج موسى أن إسرائيل لم تلتزم بأي بند من بنود الاتفاق، مشيراً إلى أن أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة ما زالوا يعيشون في خيام غير صالحة للسكن، في ظل ظروف إنسانية قاسية. ويواجه هؤلاء السكان نقصاً حاداً في الغذاء والماء والدواء، مما يزيد من معاناتهم. بالإضافة إلى ذلك، استمرت الخروقات الإسرائيلية ومنع دخول المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ، حيث لم تتجاوز نسبة ما دخل من المساعدات 41%.
وأضاف أن الولايات المتحدة تقدم مبررات لإسرائيل، ولا تتخذ أي إجراء حقيقي لوقف الانتهاكات أو فرض الالتزام بالاتفاق. وألقى باللوم على واشنطن بشكل مباشر في فشل تنفيذ بنود الاتفاق، معتبراً أن هذا الفشل يعكس تحيزاً واضحاً للإدارة الأمريكية تجاه إسرائيل. هذا الموقف الأمريكي يثير قلقاً بالغاً بشأن دورها كوسيط نزيه في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
شروط إسرائيلية جديدة للتقدم
وحذر الحاج موسى من وجود عرقلة إسرائيلية واضحة للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق. وأشار إلى تصريحات مسؤولين إسرائيليين، من بينهم نتنياهو وسموتريتش وبن غفير، والتي تشير إلى وجود نية مسبقة لإفشال الاتفاق. وتأتي هذه التصريحات في وقت يزداد فيه الضغط على الحكومة الإسرائيلية من قبل اليمين المتطرف.
وأوضح أن إسرائيل تضع شرطين جديدين للدخول في المرحلة الثانية، أولهما استعادة جثة ضابط إسرائيلي من قطاع غزة، وهو ما يتطلب وقتاً وجهداً كبيرين في ظل حجم الدمار الهائل. وثانيهما نزع سلاح المقاومة الفلسطينية، معتبراً أن هذا الشرط يتنافى مع جوهر الاتفاق بالكامل. ويرى المحللون أن هذه الشروط تهدف إلى إضعاف المقاومة الفلسطينية وتقويض قدرتها على الدفاع عن نفسها.
“الجهاد الإسلامي” تبارك عملية بيسان
وفي تعليقه على عملية الدعس والطعن التي نفذها أحمد أبو الرب في مدينة بيسان شمالي الضفة الغربية، قال الحاج موسى إنها عملية مباركة ومجيدة، واصفاً منفذها بأنه يذود عن أرضه ومقدساته. وأكد أن الدفاع عن النفس هو حق مشروع للشعب الفلسطيني، ولا يحتاج إلى قرار مركزي من أي فصيل. تأتي هذه العملية في سياق تصاعد التوتر في الضفة الغربية.
وأضاف أن الحركة لا تختبئ خلف أي عملية، قائلاً إن الجهاد الإسلامي تعلن مسؤوليتها بشكل واضح إذا كان أحد عناصرها منفذاً لأي عمل مقاوم. وشدد على أن المقاومة ستبقى مستمرة بكل الوسائل الممكنة، رداً على الإجرام الإسرائيلي المستمر. وتعتبر الضفة الغربية ساحة مواجهة رئيسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
تحذير من ضم الضفة
وحذر المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي مما وصفه بـ”الضم الفعلي الجاري للضفة الغربية”، مشيراً إلى تصريحات أميركية رسمية تحدثت عن الضفة الغربية باعتبارها “يهودا والسامرة”، واعتبرت الاستيطان جزءاً من إسرائيل. هذه التصريحات تثير قلقاً بالغاً بشأن مستقبل الضفة الغربية.
وقال إن هذه السياسات تمثل سلوكاً عملياً لابتلاع الضفة الغربية، داعياً إلى مواجهتها فوراً وعدم انتظار اكتمال مخطط الضم. وأكد أن الشعب الفلسطيني يدافع عن وجوده وحقه في أرضه، وأن المقاومة ستبقى مستمرة في مواجهة الاحتلال. وتعتبر قضية الضفة الغربية من القضايا الرئيسية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
في الختام، يبقى مستقبل الهدنة في غزة معلقاً على التزام إسرائيل ببنود الاتفاق، والضغط الدولي لضمان ذلك. من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة مزيداً من المفاوضات والجهود الدبلوماسية، ولكن مع استمرار التصريحات الإسرائيلية المتناقضة، يظل احتمال انهيار الهدنة وارداً. يجب مراقبة تطورات الوضع في قطاع غزة والضفة الغربية عن كثب، وتقييم مدى تأثيرها على الاستقرار الإقليمي.












