أثارت سلسلة من الصور الرقمية المولدة بالذكاء الاصطناعي لشخصيات عالمية، بما في ذلك كيم كارداشيان وأنجلينا جولي، جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي. ظهرت النجمات في هذه الصور بإطلالات محتشمة تختلف عن صورهن المعتادة، مما سلط الضوء على قدرات الذكاء الاصطناعي المتطورة وتأثيره المحتمل على الخطاب البصري والثقافي. وقد أطلق الحساب المتخصص في تقنيات الذكاء الاصطناعي هذه الصور بهدف تعزيز مفهوم الاحتشام والأناقة بطرق مختلفة.
نشرت هذه الصور في أواخر ديسمبر 2023، وحظيت بتفاعل كبير من المستخدمين، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض. وقد أثار هذا الجدل تساؤلات حول استخدام صور المشاهير، حتى وإن كانت مولدة رقميًا، دون الحصول على موافقتهم، بالإضافة إلى المخاوف المتعلقة بالمسؤولية الأخلاقية المرتبطة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي وتغيير الصورة النمطية
يعكس هذا الحدث الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في تشكيل تصوراتنا البصرية وتأثيره على النقاشات الاجتماعية. فالقدرة على إعادة تصور المظهر العام للشخصيات الشهيرة ضمن سياقات ثقافية مختلفة تفتح آفاقًا جديدة للإبداع الرقمي، ولكنها تثير أيضًا تحديات أخلاقية وقانونية. وفقًا لمحللين في مجال التكنولوجيا، فإن هذه التقنية قد تستخدم في المستقبل لتغيير الصور النمطية السائدة وتعزيز قيم معينة.
الهدف من المبادرة
أوضح القائمون على الحساب أن الهدف من هذه المبادرة هو إيصال رسالة توعوية تشجع على الاحتشام، مؤكدين أن الأناقة لا تقتصر على الجرأة أو الكشف، بل يمكن تحقيقها من خلال أساليب أكثر هدوءًا ورقيًا. ويرى البعض أن هذه الصور تمثل طرحًا بصريًا ذكيًا يحترم القيم المحافظة، بينما يرى آخرون أنها قد تكون مسيئة أو مستغلة لصور المشاهير.
التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي
لاقت الصور تفاعلًا واسعًا على منصات مثل تويتر وإنستغرام، حيث عبّر المستخدمون عن آرائهم المختلفة. وتراوحت التعليقات بين الإشادة بالصور واعتبارها تعبيرًا عن الذوق الرفيع، وبين الانتقاد والتحذير من استخدام الذكاء الاصطناعي بطرق غير أخلاقية. وقد أشار بعض الخبراء إلى أن هذا التفاعل يعكس وعيًا متزايدًا بأهمية الصورة في المجتمع وتأثيرها على القيم والمعتقدات.
الاعتبارات القانونية والأخلاقية
يثير استخدام صور المشاهير المولدة بالذكاء الاصطناعي تساؤلات قانونية وأخلاقية مهمة. ففي حين أن هذه الصور ليست نسخًا طبق الأصل من الصور الأصلية، إلا أنها تستند إلى ملامح المشاهير وتستخدم صورهم كنموذج. ويقول محامون متخصصون في حقوق الملكية الفكرية أن هذا قد يشكل انتهاكًا لحقوق الصورة والشهرة، خاصة إذا تم استخدام هذه الصور لأغراض تجارية أو ترويجية. بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف بشأن إمكانية استخدام هذه التقنية لتشويه سمعة المشاهير أو نشر معلومات مضللة.
تتزايد الدعوات إلى وضع قوانين ولوائح تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الصور والفيديو، بهدف حماية حقوق الأفراد وضمان استخدام هذه التقنية بطرق مسؤولة وأخلاقية. ويرى البعض أن هذه القوانين يجب أن تتضمن أحكامًا بشأن الحصول على موافقة الأفراد قبل استخدام صورهم، بالإضافة إلى تحديد المسؤولية عن أي ضرر قد يلحق بهم نتيجة استخدام الذكاء الاصطناعي.
بالإضافة إلى الجوانب القانونية، هناك اعتبارات أخلاقية مهمة يجب أخذها في الاعتبار. فالذكاء الاصطناعي يمكن أن يستخدم لتعزيز الصور النمطية السلبية أو نشر الأفكار المتحيزة. لذلك، من الضروري تطوير أدوات وتقنيات ذكاء اصطناعي تكون عادلة وغير متحيزة، وتراعي القيم الأخلاقية والإنسانية. كما يجب على المستخدمين أن يكونوا على دراية بإمكانات الذكاء الاصطناعي ومخاطره، وأن يستخدموه بطرق مسؤولة وواعية.
تتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي بسرعة، ومن المتوقع أن نشهد المزيد من التطورات في هذا المجال في المستقبل القريب. ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى ظهور المزيد من التطبيقات المبتكرة للذكاء الاصطناعي في مجال الصور والفيديو، ولكن أيضًا إلى زيادة التحديات القانونية والأخلاقية. ومن المتوقع أن يناقش البرلمان العربي هذه القضايا في دورته القادمة، وقد يتم اقتراح قوانين جديدة لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في المنطقة بحلول نهاية عام 2024. وسيكون من المهم مراقبة هذه التطورات وتقييم تأثيرها على المجتمع والثقافة.













