غناء في عمق المحيط
قالت مجلة (نيوزويك) الأمريكية إن الأصوات الغريبة التي تُسمَع في أعماق المحيطات، والتي رُصدت للمرة الأولى عام 2014، يبدو أن مصدرها حيتان من فصيلة “برايد”، وذلك وفق دراسة علمية جديدة نُشرت في دورية متخصصة في العلوم البحرية.
وتمكّن فريق من علماء المحيطات وعلماء الأحياء البحرية من جامعة أريجون الأمريكية من تحديد مصدر هذه الأصوات الغريبة التي ظل العلماء لعقدين من الزمان يحاولون كشف مصدرها.
“برايد”
وكان العلماء يفكرون، منذ عام 2016، في احتمال أن تكون حيتان “برايد” مصدر هذه الأصوات، لكنهم لم يتمكنوا من مطابقتها مع تلك التي تصدرها الأنواع المعروفة من الحيتان.
يُذكر أن حيتان برايد متوسطة الحجم، ويتراوح طولها من 40 إلى 55 قدمًا، وتعيش في المياه الدافئة حول العالم.
وتميل حيتان برايد إلى الحياة في مجموعات صغيرة، ويقوم بعضها بالهجرة، وتعتمد في طعامها على الأسماك الصغيرة الحجم.
نداءات غامضة والذكاء الاصطناعي
واعتمد الباحثون على الذكاء الاصطناعي في الاستماع لنحو 200 ألف ساعة مسجلة من الأصوات التي تُسمع في المحيطات، ومطابقتها مع أصوات الفصائل المختلفة من الحيتان، لكي يحددوا الفصيلة التي تُصدر هذه الأصوات.
واستعان العلماء بخبرة فريق من المتخصصين في الذكاء الاصطناعي بشركة غوغل لتطوير تطبيق يُستخدم في تتبُّع حركة الحيتان، واعتمدوا عليه في مسح قاموا به للحيتان الموجودة حول جزر ماريانا في المحيط الهادئ.
وقاموا بإنزال الميكروفونات في الماء، وسجلوا الأصوات الغامضة في وقت واحد مع مشاهدة تسعة حيتان برايد، مما يؤكد أنها كانت مصدر الأصوات.
غناء الحيتان
واستطاع فريق الذكاء الاصطناعي من غوغل تطوير تطبيق للتعرف على أصوات الحيتان بحيث أصبح بمقدوره، ليس فقط التعرف على نداءات ثمانية فصائل من الحيتان، بل أيضًا تحديد الموقع الذي يسبحون فيه.
وبفضل هذا التطبيق، عرف العلماء أن حيتان برايد تقضي وقتًا طويلًا في المنطقة التي تُعرف بالمنطقة الانتقالية في المحيط الهادئ، حيث تلتقي فيها المياه الباردة والدافئة، مما يؤدي إلى وجود أعداد كبيرة من الأسماك التي تشكل الغذاء الرئيسي للحيتان.
وأشار العلماء الذين قاموا بالدراسة إلى أن نتائجها قد تفتح الباب لمعرفة المزيد عن حيتان برايد، وتوضيح “أسباب تميز أغانيها” مقارنة بباقي فصائل الحيتان.