شهدت الكويت عرضاً خاصاً لفيلم الرسوم المتحركة الكندي “تايم هوبرز.. طريق الحرير”، في خطوة تعكس تعزيز التعاون الثقافي بين كندا ودول المنطقة. الفيلم، الذي يلقي الضوء على الإرث الحضاري العربي والإسلامي، حظي باستقبال واسع من الجمهور الكويتي، ويعتبر أول فيلم رسوم متحركة كندي يعرض على نطاق واسع في الشرق الأوسط. تأتي هذه الخطوة ضمن إطار جهود دبلوماسية تهدف إلى بناء الجسور بين الثقافات وتعزيز الحوار الحضاري.
أكدت السفيرة الكندية لدى الكويت، تارا شورواتر، أن عرض “تايم هوبرز: طريق الحرير” يمثل بداية مهمة لتقديم قصص عالمية برؤية مشتركة، معربة عن سعادتها بتفاعل الجمهور الكويتي مع الإبداع الكندي. وقالت إن الفن والسينما يمثلان لغة عالمية توحد الشعوب وتعكس قوة التعاون بين البلدين في مجالات الثقافة والابتكار.
فيلم “تايم هوبرز: طريق الحرير” .. نافذة على الحضارة
تم إنتاج الفيلم من قبل شركة Milo Productions Inc. الكندية، وتقوم شركة Italia Film بتوزيعه، وهي أكبر موزع مستقل للأفلام في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والشريك الحصري لشركات إنتاج عالمية كبرى مثل “مارفل” و”ديزني” و”بيكسار” و”لوكاس فيلم”. أطلق الفيلم في أكثر من 200 دار عرض سينمائي في نهاية أكتوبر الماضي.
تدور أحداث الفيلم حول رحلة عبر طريق الحرير التاريخي، وتسلط الضوء على مساهمات الحضارة العربية والإفريقية في مجالات العلوم والفكر. يستعرض الفيلم شخصيات علمية بارزة مثل العالم الخوارزمي، مؤسس علم الجبر، والعالم ابن الهيثم، رائد علم البصريات، والعالمة مريم الأسطرلابي، بالإضافة إلى الملك مانسا موسى، أحد أبرز رعاة الفنون والعلوم.
فعاليات ثقافية مصاحبة للعرض
لم يقتصر عرض الفيلم على دور السينما فقط، بل صاحبه تنظيم سلسلة من الفعاليات الثقافية بالتعاون بين سفارة كندا والمؤسسات المحلية. شملت هذه الفعاليات مشاركة صناع الفيلم في منتدى “كلمتين” الذي تنظمه منصة “خليجسك”، بالإضافة إلى العرض الخاص الذي أقامته السفيرة شورواتر.
بالإضافة إلى ذلك، قدمت شركة Milo Productions ورشة عمل بعنوان “صناعة القصص ذات المعنى” في الجامعة الأمريكية في الكويت، بإشراف الدكتور رامي خير من قسم التصميم الغرافيكي، وبمشاركة طلاب السينما والتصميم. تهدف الورشة إلى تبادل الخبرات والمعرفة في مجال صناعة الأفلام والرسوم المتحركة.
أهداف الفيلم وأهمية التبادل الثقافي
أعرب مايكل ميلو، الرئيس التنفيذي لشركة Milo Productions، عن فخره بإطلاق الفيلم، واصفاً إياه بلحظة تاريخية للرسوم المتحركة الكندية. وأضاف أن هذا الإنجاز يمثل ثمرة منظومة الدعم الثقافي في كندا وتشجيع سفاراتها حول العالم. التعاون الدولي في إنتاج الأفلام (الإنتاج المشترك) يساهم في تعزيز التفاهم الثقافي وتقديم محتوى متنوع للجمهور.
من جانبها، عبرت فلورديليزا دايريت، كاتبة ومخرجة الفيلم، عن سعادتها بعرض العمل في الكويت، مشيرة إلى أن هذا البلد لطالما كان مركزاً للإبداع والتميز. وأعربت عن أملها في أن يكون هذا التعاون بداية لشراكات أعمق بين كندا والكويت في مجال إنتاج محتوى هادف للأطفال.
وأضافت دايريت أن الفيلم يهدف إلى إبراز أهمية التاريخ الإسلامي والعربي في تشكيل الحضارة الإنسانية، مؤكدة على حق العرب والمسلمين في رؤية أنفسهم كأبطال على الشاشة، مما يعزز الثقة بالنفس والاعتزاز بالهوية. الفيلم يركز على التراث الثقافي وتقديمه بطريقة حديثة وجذابة.
تشير خطط التوزيع إلى أن الفيلم سيُعرض لاحقًا في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا، بهدف الوصول إلى جمهور عالمي متنوع. يهدف عرض الفيلم في هذه الدول إلى نشر المعرفة والتعريف بإسهامات العرب والمسلمين في الحضارة الإنسانية، وتعزيز الصورة الإيجابية عن هذه الحضارة.
من المتوقع أن يستمر عرض “تايم هوبرز: طريق الحرير” في دور السينما الكويتية خلال الأسابيع القادمة، مع التركيز على تنظيم المزيد من الأنشطة الثقافية والتعليمية المصاحبة. يُنتظر أن يشكل الفيلم نقطة انطلاق لمزيد من التعاون الثقافي بين كندا والكويت في المستقبل، مع التركيز على مشاريع مشتركة في مجال إنتاج الأفلام والرسوم المتحركة.













