شهدت مشاركة وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي، المهندس عبدالله بن عامر السواحة، في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة حول نتائج القمة العالمية لمجتمع المعلومات (WSIS) تسليط الضوء على التحول الرقمي في المملكة العربية السعودية. وأكد السواحة أن المملكة حققت إنجازات رقمية استثنائية، متصدرةً مؤشرات عالمية في هذا المجال، ومثبتةً ريادتها الإقليمية والعالمية في تبني التقنيات الحديثة.
جاءت هذه المشاركة في وقت يشهد فيه العالم نمواً متسارعاً في استخدام الإنترنت، حيث ارتفع عدد المستخدمين إلى أكثر من ستة مليارات شخص. ووفقاً لتصريحات السواحة، تمكنت المملكة من تحقيق قفزة نوعية في تطوير البنية التحتية الرقمية، وتعزيز مشاركة المرأة في القطاع، وقيادة مبادرات الذكاء الاصطناعي.
المملكة العربية السعودية في طليعة التحول الرقمي العالمي
تعتبر المملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي استثمرت بشكل كبير في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، وذلك في إطار رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط. وقد أثمرت هذه الاستثمارات عن نتائج ملموسة، حيث حققت المملكة تقدماً كبيراً في مؤشر تنمية الاتصالات وتقنية المعلومات (IDI) الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات.
تمكين المرأة في المجال الرقمي
أشار الوزير السواحة إلى أن المملكة حققت تقدماً ملحوظاً في تمكين المرأة في المجال الرقمي، حيث بلغت نسبة مشاركتها حوالي 36%. ويعكس هذا التقدم التزام المملكة بتوفير فرص متساوية للجميع، وتشجيع مشاركة المرأة في جميع القطاعات، بما في ذلك القطاعات التقنية.
الذكاء الاصطناعي والبيانات
ركزت المملكة على تطوير قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، إدراكاً منها لأهمية هذه التقنية في دفع عجلة النمو الاقتصادي والاجتماعي. وقد أطلقت المملكة نموذج “علام” للذكاء الاصطناعي، والذي يهدف إلى دعم البيانات في العالم العربي وتوسيع إمكانات البحث والابتكار. وتسعى المملكة لسد الفجوة في مجالات الحوسبة والبيانات والخوارزميات، وهي تحديات رئيسية تواجه تطوير الذكاء الاصطناعي عالمياً.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل المملكة على تطوير البنية التحتية للبيانات، وتعزيز الأمن السيبراني، وحماية الخصوصية. وتعتبر هذه الجوانب ضرورية لضمان الاستفادة القصوى من البيانات، وتحقيق التنمية المستدامة.
الابتكار العلمي والتقني: فوز عمر ياغي بجائزة نوبل
يمثل فوز العالم السعودي عمر ياغي بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2025 علامة فارقة في تاريخ المملكة العربية السعودية. ويؤكد هذا الإنجاز قدرة المملكة على الجمع بين الابتكار العلمي والتحول الرقمي، وتحقيق التميز في مختلف المجالات. يعتبر هذا الفوز أيضاً دليلاً على الاستثمار الكبير الذي تقوم به المملكة في البحث والتطوير.
يعمل ياغي في مجال الكيمياء التنسيقية، وقد ساهمت أبحاثه في تطوير مواد جديدة ذات تطبيقات واسعة في مجالات الطاقة والبيئة والطب. ويعتبر فوزه بالجائزة اعترافاً دولياً بأهمية أبحاثه، ودورها في حل المشكلات العالمية.
وتشير التقارير إلى أن المملكة تهدف إلى زيادة الإنفاق على البحث والتطوير إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030. ويعتبر هذا الهدف طموحاً، ولكنه يعكس التزام المملكة بتحويل اقتصادها إلى اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار. وتعتبر الاستثمارات في التكنولوجيا المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، جزءاً أساسياً من هذه الاستراتيجية.
في سياق متصل، تواصل المملكة جهودها لتطوير قطاع ريادة الأعمال، وتشجيع الاستثمار في الشركات الناشئة. وقد أطلقت المملكة العديد من المبادرات لدعم رواد الأعمال، وتوفير التمويل اللازم لهم. وتعتبر هذه المبادرات ضرورية لخلق فرص عمل جديدة، وتنويع مصادر الدخل.
من المتوقع أن تستمر المملكة العربية السعودية في الاستثمار في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، وتعزيز ريادتها في مجال الابتكار الرقمي. وستركز المملكة على تطوير البنية التحتية للجيل الخامس، وتوسيع نطاق خدمات الإنترنت العريض، وتشجيع استخدام التقنيات الناشئة، مثل إنترنت الأشياء والبلوك تشين. وستظل المملكة ملتزمة بتعزيز التعاون الدولي في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، وتبادل الخبرات والمعرفة مع الدول الأخرى.
في المستقبل القريب، من المقرر أن تعلن وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات عن خطط جديدة لتطوير القطاع الرقمي، بما في ذلك مبادرات لتعزيز الأمن السيبراني، وحماية الخصوصية، وتطوير الكفاءات الوطنية. وستراقب الأوساط التقنية عن كثب هذه الخطط، وتقييم تأثيرها على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة.













