وقعت كلية التربية الأساسية في الكويت بروتوكول تعاون مع المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج، بهدف تعزيز الاعتماد الأكاديمي والبحث العلمي وتطوير الخدمات التعليمية. جاء التوقيع يوم الأحد الماضي، في خطوة تهدف إلى دمج الخبرات والموارد بين المؤسستين لخدمة المنظومة التعليمية في الكويت والمنطقة. يمثل هذا البروتوكول خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مجال التعليم.
تم توقيع البروتوكول بحضور الدكتور مبارك الذروة، عميد كلية التربية الأساسية، والدكتور محمد الشريكة، مدير المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج. ومن المتوقع أن يساهم هذا التعاون في رفع مستوى جودة التعليم وتحسين أداء المعلمين والقيادات التربوية في الكويت. يمثل المركز شريكًا استراتيجيًا للعديد من المؤسسات التعليمية في المنطقة.
تعزيز الاعتماد الأكاديمي والبحث التربوي
أكد الدكتور محمد الشريكة أن البروتوكول يهدف إلى تنسيق الجهود المشتركة والاستفادة من الإمكانيات الأكاديمية المتاحة في كلية التربية الأساسية، بالإضافة إلى تقديم الدعم الفني من خلال الخبرات المتراكمة لدى المركز. يهدف المركز إلى دعم المؤسسات التعليمية في دول الخليج من خلال توفير البحوث والدراسات المتخصصة.
وأضاف أن هذه الشراكات تعزز التواصل العلمي والأكاديمي مع الجهات المختصة في دولة الكويت، وتفتح آفاقًا أوسع للتعاون على المستوى الخليجي. يشمل التعاون تبادل الخبرات، وإسناد بعض المشاريع والبرامج البحثية، ودعوة منتسبي الكلية للمشاركة في الفعاليات العلمية التي ينظمها المركز.
أهداف التعاون الرئيسية
تتركز أهداف التعاون حول عدة محاور رئيسية، بما في ذلك:
تطوير المناهج الدراسية في مجال إعداد المعلمين.
إجراء البحوث والدراسات المشتركة في المجالات التربوية.
تنظيم ورش العمل والندوات العلمية لتبادل الخبرات.
توفير فرص التدريب والتطوير المهني لأعضاء هيئة التدريس والطلاب.
وأشار الدكتور الشريكة إلى أن المؤسسات الكويتية تحظى بأولوية في الاستفادة من إمكانيات وخبرات المركز، لافتًا إلى اتفاقيات سابقة مع الأمانة العامة للأوقاف، ووزارات التربية والتخطيط والتعليم العالي، ومعهد الكويت للأبحاث العلمية. وقد أسفرت هذه الاتفاقيات عن تعاونات مثمرة في مجالات البحث والتطوير وتبادل الخبرات.
من جانبه، أكد الدكتور مبارك الذروة أن هذا اللقاء الأكاديمي يعكس الإيمان العميق بأهمية التعاون المؤسسي والتكامل العلمي في تطوير المنظومة التعليمية وتعزيز البحث التربوي ومواكبة التحديات المعاصرة. تعتبر كلية التربية الأساسية رائدة في مجال إعداد المعلمين في الكويت.
وأضاف أن الكلية تسعى باستمرار إلى بناء شراكات استراتيجية ترفع جودة المخرجات التعليمية وتطور الأداء الأكاديمي، بما يتماشى مع رؤية الكويت 2035. تولي الكلية اهتمامًا خاصًا بتطوير الكفاءات المهنية للطلاب وإعدادهم لسوق العمل.
وفي كلمتها، أوضحت الدكتورة أماني الرغيب، مسؤولة وحدة الاعتماد الأكاديمي وضبط الجودة بكلية التربية الأساسية، أن البروتوكول يفتح آفاقًا جديدة لمنتسبي الكلية من خلال إتاحة الوصول إلى المكتبة الرقمية وقواعد البيانات المتخصصة التي يمتلكها المركز. كما يتيح تبادل الخبرات التربوية وتنظيم اللقاءات وورش العمل، مما يساهم في تطوير الأداء الأكاديمي وتعزيز البحث العلمي. يشمل ذلك أيضًا الاستفادة من خبرات المركز في مجال جودة التعليم.
يأتي هذا التعاون في سياق الجهود المتواصلة التي تبذلها وزارة التعليم العالي في الكويت لتعزيز التعاون مع المؤسسات التعليمية والبحثية الإقليمية والدولية. تهدف هذه الجهود إلى تطوير التعليم العالي في الكويت ورفع مستوى تنافسيته على المستوى العالمي. كما يتماشى مع خطط الدولة لتطوير التعليم في الكويت.
من المتوقع أن تبدأ لجان مشتركة من الكلية والمركز في وضع خطة تنفيذية مفصلة للبروتوكول خلال الأسابيع القليلة القادمة. ستحدد الخطة الإجراءات والخطوات اللازمة لتحقيق أهداف التعاون، بالإضافة إلى تحديد المسؤوليات والمهام لكل طرف. سيتم الإعلان عن تفاصيل الخطة التنفيذية في مؤتمر صحفي مشترك.
يُعد هذا البروتوكول خطوة إيجابية نحو تطوير التعليم في الكويت وتعزيز مكانتها كمركز إقليمي للتميز الأكاديمي. من المهم متابعة تنفيذ البروتوكول وتقييم نتائجه بشكل دوري لضمان تحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذا التعاون. ستكون متابعة التقدم المحرز في تنفيذ البروتوكول أمرًا بالغ الأهمية لضمان نجاحه.












