كما رأى العاملون في المجال الإنساني أن “حصار إسرائيل لغزة جعلها تواجه ظروفا يائسة وغير مسبوقة منذ بداية الحرب”. وهو ما أكده تقرير لمنظمة أوكسفام، أعلنت فيه أن “معظم الأطفال في غزة يعيشون الآن على أقل من وجبة طعام واحدة في اليوم”.
ووفق الصحيفة، ترك الحصار ظروفًا صعبة للغاية على الفلسطينيين، مع استمرار قصف المستشفيات والبنى التحتية، تزامنًا مع نفاد الغذاء والوقود للمولدات والإمدادات الطبية.
حصار مستمر على قطاع غزة
ومنذ استئناف إسرائيل لعملياتها في غزة، حاولت حكومة بنيامين نتنياهو، حسب الصحيفة، “تصوير الحصار الجديد على أنه إجراء أمني، خوفًا من اتهامها بتنفيذ جرائم حرب”.
ويدخل الحصار أسبوعه الثامن، مما يجعله أطول حصار شامل متواصل يواجهه القطاع حتى الآن خلال الحرب المستمرة منذ 18 شهرًا. وبدعم قوي من الولايات المتحدة، تبدو إسرائيل واثقة من قدرتها على الاستمرار بالحصار دون أي معارضة دولية تُذكر.
كما أنها تمضي قدمًا في عمليات الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية في غزة لإنشاء مناطق عازلة أمنية، وتخطط لنقل السيطرة على إيصال المساعدات إلى الجيش والمقاولين من القطاع الخاص، مما يُفاقم المخاوف في غزة من أن إسرائيل تنوي إبقاء قواتها على الأرض في القطاع على المدى الطويل.
الصحيفة أكدت أن 420 ألف شخص نزحوا من جديد بعد استئناف الحرب، مما يُصعّب جمع بيانات دقيقة عن الجوع وسوء التغذية، لكن منظمة أوكسفام قدّرت أن معظم الأطفال يعيشون الآن على أقل من وجبة واحدة في اليوم.
وفي هذا السياق، قالت منسقة الطوارئ في غزة بمنظمة أطباء بلا حدود أماند بازيرول: “مدينة غزة تعجّ بالنازحين الذين فروا من القوات الإسرائيلية التي تتوغل شمالاً، وهم يعيشون في الشوارع أو ينصبون خيامهم داخل مبانٍ متضررة على وشك الانهيار”.
ومع تقلص المساحة التي يُمكنهم العمل فيها، أعرب عمال الإغاثة عن قلقهم من أن قواعد الاشتباك التي يتبعها الجيش الإسرائيلي قد تغيّرت منذ انهيار وقف إطلاق النار، مُشيرين إلى القصف الأخير لمستشفى ناصر في خان يونس ومستشفى الأهلي في مدينة غزة.
يحاول الوسطاء الدوليون إحياء محادثات وقف إطلاق النار، لكن لا توجد مؤشرات تُذكر على تقارب أي من الجانبين بشأن قضايا جوهرية مثل نزع سلاح حماس وانسحاب القوات الإسرائيلية.