القنصل الياباني: التغيير في السعودية.. «معجزة»

من دواعي سروري البالغ أن نحتفل بعيد الميلاد الرابع والستين للإمبراطور في الثالث والعشرين من فبراير، متمنياً لجلالته موفور الصحة والعافية. كما أغتنم هذه الفرصة لأهنئ أصدقاءنا السعوديين بمناسبة يوم التأسيس السعودي في الثاني والعشرين من فبراير.

أتيت إلى المملكة لأول مرة منذ 20 عاماً، وأنا في غاية السعادة اليوم للعودة مرة أخرى إليها. لقد اندهشت تماماً للتغُيراتِ الكبيرة والنقلة النوعية التي شهدتها المملكة خلال هذه السنوات في مختلف المجالات، إنه تغيير يشبه المعجزة.

وتتمتع اليابان والمملكة العربية السعودية بتاريخ طويل من علاقات الصداقة والتعاون القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، والعلاقات بينهما أصبحت أقوى وأعمق في مختلف المجالات، خصوصاً في السنوات الأخيرة.

وفي يوليو الماضي، قام رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا بزيارة دولية تاريخية إلى جدة التقى خلالها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وأسهمت الزيارة في تعزيز التعاون القائم لتحقيق أهداف الرؤية الشاملة والطموحة (رؤية السعودية 2030) من خلال تنفيذ «الرؤية اليابانية السعودية 2030»، التي تحدد إطار التعاون.

إن الشركات اليابانية في المملكة تعمل على توسيع أنشطتها في مجالات متعددة مثل الطاقة الشمسية، ومرافق المياه والصرف الصحي وقطاع الترفيه، وسوف تواصل قنصليتنا العامة بجدة دعم هذه الأنشطة بالتعاون مع سفارة اليابان لدى المملكة وهيئة التجارة الخارجية اليابانية (JETRO)، وكذلك مركز التعاون الياباني للشرق الأوسط (JCCME).

وتتواصل أنشطة القنصلية العامة لمزيد من التمتين للعلاقات الثقافية بين شعبينا الصديقين، فقمنا بتنظيم مهرجان ثقافي ياباني لمدة أربعة أيام في شهر مارس الماضي بالتعاون مع حي جميل في جدة، أتاح الفرصة لأكثر من 5 آلاف زائر من المهتمين باليابان وثقافتها للاستمتاع بمجموعة واسعة من المكونات الثقافية اليابانية كالأفلام ومراسم تقديم الشاي والموسيقى والطعام الياباني خلال المهرجان.

ويصادف العام القادم سنة 2025 ذكرى مرور 70 عاماً على إنشاء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ونأمل أن تكون هذه فرصة لمواصلة تطوير العلاقة بين بلدينا وتعزيز التفاهم المتبادل مع المملكة العربية السعودية، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسوف أواصل مع فريقي في القنصلية العامة لليابان بجدة بذل كل الجهود الممكنة لتعزيز وتعميق هذه العلاقات. وكمندوب لليابان لدى منظمة التعاون الإسلامي سوف أستمر في العمل لتعزيز العلاقات بين الدول الإسلامية واليابان. وأود أن أُعرب عن خالص امتناني لصحيفة «عكاظ» على إتاحة هذه الفرصة لي للحديث عن عمق ومتانة العلاقة بين اليابان والمملكة العربية السعودية.