أعرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، عن خالص العزاء والمواساة لرئيس سريلانكا أنورا كومارا ديساناياكي، ولشعب سريلانكا الصديق، في ضحايا إعصار ديتواه الذي ضرب البلاد مؤخرًا. وقد تجسد هذا العزاء في برقيات رسمية تعبر عن التضامن السعودي مع سريلانكا في هذا الظرف العصيب.
البرقيات، التي وردت وفقًا لما أعلنت وكالة الأنباء السعودية (واس)، تعكس حرص المملكة العربية السعودية على الوقوف إلى جانب الدول المتضررة من الكوارث الطبيعية، وتقديم الدعم اللازم للتخفيف من آثارها. وقد أعرب الملك وولي العهد عن تعازيهما الحارة لأسر الضحايا، وتمنياتهما بالشفاء العاجل للمصابين، وعودة المفقودين سالمين.
تأثيرات إعصار ديتواه وجهود الإغاثة
ضرب إعصار ديتواه سواحل سريلانكا في 6 ديسمبر 2023، مصحوبًا برياح عاتية وأمطار غزيرة، مما تسبب في فيضانات وانهيارات أرضية واسعة النطاق. وقد أثر الإعصار بشكل كبير على البنية التحتية في المناطق المتضررة، بما في ذلك الطرق والجسور وشبكات الكهرباء والمياه.
الأضرار والخسائر البشرية
وفقًا لتقارير الدفاع المدني السريلانكي، فقد أسفر الإعصار عن مقتل وإصابة العشرات، بالإضافة إلى فقدان العديد من الأشخاص. كما تسبب في تشريد الآلاف من السكان الذين اضطروا إلى ترك منازلهم والبحث عن مأوى آمن. وتشير التقديرات الأولية إلى أن الأضرار المادية الناجمة عن الإعصار قد تصل إلى ملايين الدولارات.
استجابة الحكومة السريلانكية
أعلنت الحكومة السريلانكية حالة الطوارئ في المناطق المتضررة، وبدأت على الفور عمليات الإغاثة والإنقاذ. وقد تم إرسال فرق من الجيش والشرطة والدفاع المدني إلى المناطق المتضررة لتقديم المساعدة للمتضررين، وتوفير الإمدادات الغذائية والمياه النظيفة والمأوى. كما أطلقت الحكومة نداءً للمنظمات الدولية والمجتمع المدني لتقديم الدعم والمساعدة.
الدعم السعودي لسريلانكا في مواجهة الكوارث
تعتبر المملكة العربية السعودية من الدول الرائدة في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للدول المتضررة من الكوارث الطبيعية في جميع أنحاء العالم. وقد سبق وأن قدمت المملكة الدعم لسريلانكا في مواجهة العديد من الكوارث، بما في ذلك زلزال المحيط الهندي عام 2004.
وانطلاقًا من رؤية المملكة 2030، التي تولي أهمية كبيرة للعمل الإنساني والتنمية المستدامة، تسعى المملكة إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال الاستجابة للكوارث، وتقديم الدعم اللازم للمتضررين. هذا التعاون يتضمن تقديم المساعدات المالية والعينية، وإرسال فرق الإغاثة، وتوفير الخبرات الفنية.
يُذكر أن هذه المبادرة تأتي في سياق العلاقات التاريخية الوثيقة التي تجمع بين المملكة العربية السعودية وجمهورية سريلانكا الديمقراطية الاشتراكية. وتحرص المملكة على الحفاظ على هذه العلاقات وتعزيزها في جميع المجالات، بما في ذلك المجال الإنساني.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه البرقيات تعكس التزام المملكة بمبادئ التعاون والتضامن الإنساني، التي تعتبر من القيم الأساسية في السياسة الخارجية السعودية. وتؤكد المملكة على أهمية الوقوف إلى جانب الدول الشقيقة والصديقة في أوقات الشدة والمحنة، وتقديم الدعم اللازم للتخفيف من آثار الكوارث.
الوضع الحالي والتوقعات المستقبلية
حتى الآن، تتواصل جهود الإغاثة والإنقاذ في سريلانكا، مع التركيز على توفير المأوى والغذاء والمياه النظيفة للمتضررين. تقوم فرق الإغاثة بتقييم الأضرار الناجمة عن إعصار ديتواه، وتحديد الاحتياجات العاجلة للمتضررين.
من المتوقع أن يستغرق التعافي من آثار الإعصار وقتًا طويلاً وجهدًا كبيرًا، نظرًا لحجم الأضرار والخسائر. ومع ذلك، تعرب الحكومة السريلانكية عن تفاؤلها بشأن قدرتها على تجاوز هذه المحنة، بفضل الدعم والمساعدة من الدول الشقيقة والصديقة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية.
في الأيام القادمة، من المتوقع أن تعلن المملكة عن تفاصيل المساعدات الإضافية التي ستقدمها لسريلانكا. ويجب متابعة تطورات الوضع في سريلانكا، وتقييم الاحتياجات المتزايدة للمتضررين، لضمان تقديم الدعم اللازم في الوقت المناسب.













