تواجه كبرى شركات الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة دعوى قضائية جديدة تتهمها بانتهاك حقوق النشر، وذلك باستخدام مواد محمية بحقوق الطبع والنشر لتدريب نماذجها اللغوية. الدعوى، التي رفعها مجموعة من الكتاب البارزين، تسلط الضوء على المخاوف المتزايدة بشأن استخدام البيانات المحمية في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتأثير ذلك على صناعة النشر وحقوق المؤلفين. وتأتي هذه الخطوة القانونية في ظل جدل واسع حول أخلاقيات وممارسات جمع البيانات في هذا المجال.
تستهدف الدعوى القضائية شركات رائدة مثل أوبن إيه آي، وغوغل، وأنثروبيك، وميتا، وإكس إيه آي، وبيربلكستي، وتتهمها بنسخ واستخدام أعمال أدبية محمية دون الحصول على التراخيص اللازمة. ويأتي هذا الإجراء بعد دعوى مماثلة رفعت في الأشهر الماضية ضد شركة أنثروبيك، مما يشير إلى تصاعد التحديات القانونية التي تواجهها شركات الذكاء الاصطناعي.
توسع نطاق دعاوى انتهاك حقوق النشر في مجال الذكاء الاصطناعي
تعتمد نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية، مثل تلك المستخدمة في روبوتات الدردشة وكتابة النصوص، على كميات هائلة من البيانات لتعلم الأنماط وإنشاء محتوى جديد. غالبًا ما يتم جمع هذه البيانات من مصادر مختلفة، بما في ذلك الكتب والمقالات والمواقع الإلكترونية، مما يثير تساؤلات حول حقوق الملكية الفكرية.
وفقًا لتقرير موقع “تيك كرانش”، فإن هذه الدعوى القضائية ليست الأولى من نوعها، حيث سبق لمجموعة أخرى من الكتاب رفع دعوى مماثلة ضد شركة أنثروبيك. وقد أقرت المحكمة في تلك القضية بغرامة قدرها 1.5 مليار دولار على أنثروبيك بسبب انتهاكها حقوق الملكية. ومع ذلك، أعرب الكتاب عن استيائهم من الحكم، معتبرين أنه يصب في صالح الشركة التي تحقق أرباحًا طائلة من خلال نماذجها.
الخلافات حول التعويضات والمسؤولية القانونية
يرى المدعون أن التعويضات التي حصلوا عليها، والتي بلغت 3 آلاف دولار لكل كاتب، غير كافية لتعويض الضرر الذي لحق بهم. كما أنهم يعارضون السعي للحصول على صفة الدعوى الجماعية، بحجة أن ذلك قد يسمح للشركات بالتخلص من المسؤولية القانونية بسرعة. ويركزون بدلاً من ذلك على محاسبة كل شركة على حدة.
من جهتها، نفت شركة بيربلكستي استخدام الكتب في تدريب نماذجها، بينما لم تصدر الشركات الأخرى أي تصريحات رسمية حتى الآن. ويتولى كايل روش، الذي كان موضوعًا لتقرير سابق كتبه الصحفي جون كاريرو، القضية نيابة عن المدعين.
تحديات تواجه توفر البيانات لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي
بالإضافة إلى الجوانب القانونية، يشير تقرير صادر عن “منتدى الاقتصاد العالمي” إلى أن البيانات المتاحة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي بدأت في النفاد. ويعزى ذلك إلى التطور السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي وزيادة حاجتها إلى البيانات.
ويؤكد التقرير أن هذا الأمر يمثل تحديًا كبيرًا، حيث أن نقص البيانات الجديدة قد يعيق قدرة النماذج على توليد محتوى وأفكار مبتكرة. كما أن سرعة استهلاك الذكاء الاصطناعي للبيانات تتجاوز سرعة إنتاج محتوى جديد، مما قد يؤدي إلى الوصول إلى نقطة حرجة في المستقبل.
من المتوقع أن تستمر هذه الدعاوى القضائية في التأثير على صناعة الذكاء الاصطناعي، وقد تؤدي إلى تغييرات في ممارسات جمع البيانات واستخدامها. سيكون من المهم متابعة تطورات هذه القضايا، والقرارات التي ستتخذها المحاكم، لمعرفة كيف ستتعامل شركات الذكاء الاصطناعي مع قضايا حقوق النشر في المستقبل. كما أن البحث عن مصادر بيانات بديلة، وتطوير تقنيات جديدة لتدريب النماذج، سيكون أمرًا ضروريًا لضمان استمرار تطور هذا المجال.













