أحالت وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة الكويتية طلب استيراد الطاقة الكهربائية من هيئة الربط الخليجي للأشهر القادمة إلى ديوان المحاسبة للموافقة النهائية. يأتي هذا الإجراء في ظل استعدادات الكويت لموسم الصيف الذي يشهد عادةً ارتفاعًا كبيرًا في الطلب على الكهرباء، ويهدف إلى ضمان استقرار الإمداد وتلبية احتياجات المستهلكين. ومن المتوقع أن تبدأ عملية الشراء في مطلع يناير وتنتهي بنهاية مارس.
ويأتي هذا التحرك بعد أن بدأت الوزارة بالفعل في شراء الطاقة من هيئة الربط الخليجي منذ منتصف مارس الماضي، حيث تراوحت الكميات بين 500 و 900 ميغاواط حسب حاجة الشبكة الوطنية. تعتبر هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية أوسع لضمان أمن الطاقة في البلاد، خاصة خلال فترات الذروة.
استيراد الطاقة الكهربائية: خطوة ضرورية لصيانة محطات الإنتاج
أكدت مصادر في وزارة الكهرباء أن استمرار شراء الطاقة الكهربائية من هيئة الربط الخليجي خلال أشهر الشتاء يتيح الفرصة لإجراء عمليات صيانة دقيقة ومُتأنية لوحدات إنتاج الكهرباء المحلية. تهدف هذه الصيانة إلى رفع كفاءة المحطات وجاهزيتها لمواجهة الطلب المتزايد خلال فصل الصيف الحار.
أهمية التنسيق مع هيئة الربط الخليجي
تُجري الوزارة عمليات التجديد بشكل دوري وبالتنسيق مع هيئة الربط الخليجي، مما يضمن استمرارية الإمداد بالكهرباء وتلبية احتياجات الشبكة الوطنية. يعتمد هذا التنسيق على تقييم دقيق للظروف الجوية وأنماط الاستهلاك المتوقعة.
تأتي هذه الخطوة بالتزامن مع جهود الكويت لتنويع مصادر الطاقة وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة. تسعى البلاد إلى تحقيق أهدافها في مجال الاستدامة البيئية وتقليل الانبعاثات الكربونية.
وبحسب المصادر، فإن الوزارة تتطلع إلى دخول مشاريعها الإنتاجية الجديدة حيز التشغيل، وعلى رأسها محطة الصبية – المرحلة الرابعة، والتي من المتوقع أن تكون باكورة هذه المشاريع. يتبع ذلك مشروع محطة الزور الشمالية – المرحلتين الثانية والثالثة، مما سيعزز بشكل كبير القدرة الإنتاجية للبلاد.
تعتبر مشاريع محطات الطاقة الجديدة جزءًا من خطة شاملة لتحديث البنية التحتية للكهرباء في الكويت. تهدف هذه الخطة إلى تلبية الطلب المتزايد على الطاقة، وتحسين كفاءة الشبكة، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
بالإضافة إلى ذلك، أوشكت وزارة الكهرباء والماء على الانتهاء من تنفيذ خط الربط الكهربائي الجديد بين محطة الوفرة التابعة لهيئة الربط الخليجي ومحطتي صباح الأحمد. يهدف هذا الخط إلى زيادة السعة الاستيعابية للشبكة الكويتية من شبكة الربط الخليجي، مما يتيح لها استهلاك كميات أكبر من الكهرباء المستوردة.
من المتوقع أن يعزز هذا المشروع من مرونة الشبكة الكويتية وقدرتها على التعامل مع حالات الطوارئ أو الزيادات المفاجئة في الطلب. سيساهم أيضًا في تحسين جودة الإمداد بالكهرباء وتقليل انقطاع التيار الكهربائي.
وفي سياق متصل، تشهد المنطقة الخليجية تعاونًا متزايدًا في مجال الطاقة، حيث تسعى الدول الأعضاء إلى تحقيق التكامل الإقليمي وتعزيز أمن الطاقة. تعتبر هيئة الربط الخليجي مثالًا بارزًا على هذا التعاون، حيث تعمل على ربط شبكات الكهرباء في دول الخليج وتبادل الطاقة بينها.
تعتمد الكويت بشكل كبير على الوقود الأحفوري لتوليد الكهرباء، ولكنها تسعى أيضًا إلى زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. تعتبر هذه الخطوة ضرورية لتحقيق أهدافها في مجال الاستدامة البيئية وتقليل الانبعاثات الكربونية. وتشير التقديرات إلى أن الطاقة المتجددة قد تمثل نسبة كبيرة من مزيج الطاقة في الكويت بحلول عام 2030.
الآن، تنتظر وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة موافقة ديوان المحاسبة على عقد شراء الطاقة الكهربائية من هيئة الربط الخليجي. من المتوقع أن يتم توقيع العقد في أقرب وقت ممكن بعد الحصول على الموافقة، لضمان استمرار إمداد البلاد بالكهرباء خلال أشهر الشتاء القادمة. يرجى متابعة التطورات المتعلقة بترسية عقود محطات الإنتاج الجديدة وموعد دخولها الخدمة.
وستراقب الوزارة عن كثب أداء الشبكة الوطنية خلال موسم الصيف القادم، وتقييم مدى كفاية الإجراءات المتخذة لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء. كما ستواصل العمل على تطوير البنية التحتية للكهرباء وتنويع مصادر الطاقة لضمان أمن الطاقة في البلاد على المدى الطويل.













