أكدت دولة الكويت، مجددًا، موقفها الداعم للقضية الفلسطينية، وضرورة تحقيق حقوق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. جاء هذا التأكيد خلال مشاركة الكويت في الاجتماع الوزاري الأول لمجموعة المانحين لفلسطين الذي عُقد في بروكسل، وسط تزايد المطالبات الدولية بإنهاء الأزمة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
تجديد الدعم الكويتي للقضية الفلسطينية
ترأس السفير صادق معرفي، مساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا، وفد دولة الكويت في الاجتماع الوزاري الذي استضافته بروكسل، بمشاركة واسعة من الدول والمنظمات الدولية والإقليمية، بما في ذلك فلسطين والاتحاد الأوروبي. ويهدف الاجتماع إلى تعزيز الدعم المالي واللوجستي لتحقيق الاستقرار والتعافي وإعادة الإعمار في دولة فلسطين، وفقًا لما أعلنت وزارة الخارجية الكويتية.
وشارك في الاجتماع الذي وصفته مصادر رسمية بأنه “مهم وحيوي”، رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى ونائب رئيس المفوضية الأوروبية لشؤون المتوسط دوبرافكا سويتشا بالإضافة إلى وزراء ومسؤولين من أكثر من 60 دولة ومنظمة. ويشكل هذا التجمع الدولي إشارة قوية إلى الاهتمام المتزايد بالقضية الفلسطينية على المستويات المختلفة.
مبادرات إقليمية ودولية
أعرب السفير معرفي عن دعم الكويت لمختلف المبادرات الرامية إلى حل الصراع، بما في ذلك مبادرة التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين بقيادة السعودية وفرنسا. كما ثمّن الجهود الأمريكية والقطرية والمصرية والتركية لتنفيذ الخطة الشاملة لإنهاء النزاع في غزة، التي اعتمدها مجلس الأمن الدولي بقراره رقم 2803.
وتأتي هذه الجهود في ظل تصاعد الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، حيث تواجه المدنية الفلسطينية صعوبات جمة في الحصول على الغذاء والدواء والمياه، بالإضافة إلى نقص حاد في الخدمات الأساسية. وتعتبر القضية الإنسانية جزءًا لا يتجزأ من المشهد السياسي الأوسع للصراع.
أشاد السفير معرفي بدور الاتحاد الأوروبي في استضافة هذا الاجتماع، مؤكدًا أهمية المسؤولية الدولية المشتركة في دعم فلسطين. ويُعد الدعم الأوروبي تاريخيًا من أبرز مصادر المساعدات المقدمة للفلسطينيين، سواء على مستوى الحكومة أو من خلال منظمات المجتمع المدني.
ضرورة معالجة جذور الأزمة
في الوقت ذاته، شدد السفير معرفي على ضرورة أن يضطلع المجتمع الدولي بدوره في معالجة الأسباب الجذرية للأزمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأشار إلى أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي والمواثيق الدولية والقيم الإنسانية، يزيد من تعقيد الوضع وتفاقم المعاناة.
وتشمل هذه الانتهاكات، وفقًا لتقارير منظمات حقوق الإنسان الدولية، الاستيطان غير القانوني، وهدم المنازل الفلسطينية، والقيود المفروضة على حركة الأشخاص والبضائع، والعنف المفرط ضد المدنيين. وتعتبر هذه الأفعال عقبات رئيسية أمام تحقيق سلام دائم وشامل.
كما حثّ السفير معرفي على ضرورة الالتزام بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، والتي تعتبر الأساس لحل عادل ومستدام. ويشمل ذلك قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بإنهاء الاحتلال، وحق الفلسطينيين في تقرير المصير، وإقامة دولة مستقلة ذات سيادة.
وتواجه هذه القرارات تحديات جمة في التنفيذ، بسبب الاعتراضات الإسرائيلية والغموض في مواقف بعض القوى الدولية. ومع ذلك، يظل الإطار القانوني الدولي هو المرجع الرئيسي للمطالبة بحقوق الفلسطينيين.
تداعيات الأزمة وتوقعات المستقبل
إن القضية الفلسطينية لا تقتصر على الجانب السياسي أو الإنساني، بل لها تداعيات أمنية واقتصادية واجتماعية واسعة النطاق تمتد إلى المنطقة بأكملها. وتعتبر الأزمة في غزة، على وجه الخصوص، بؤرة توتر تهدد الاستقرار الإقليمي.
ويتوقع محللون سياسيون استمرار الجهود الدبلوماسية الرامية إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، بالإضافة إلى استئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ومع ذلك، لا تزال هناك عقبات كبيرة في طريق تحقيق هذه الأهداف، بما في ذلك الانقسامات الداخلية الفلسطينية والتعنت الإسرائيلي.
من المتوقع أن تستمر دولة الكويت في دورها الداعم للقضية الفلسطينية، سواء من خلال المساعدات الإنسانية أو من خلال المشاركة في المبادرات السياسية والدبلوماسية. كما ستواصل الكويت الضغط على المجتمع الدولي للوفاء بمسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني.
في السياق ذاته، من المقرر أن تعقد مجموعة المانحين لفلسطين اجتماعات أخرى في المستقبل القريب، لتقييم التقدم المحرز في تنفيذ القرارات والخطط المتعلقة بدعم فلسطين. وستراقب الأوساط السياسية والإعلامية عن كثب نتائج هذه الاجتماعات، وتأثيرها على الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.













