أكدت الكويت، خلال مشاركتها في اجتماع رفيع المستوى للأمم المتحدة، أن منع جريمة الإبادة الجماعية يتطلب جهودًا استباقية تركز على تعزيز سيادة القانون والمساءلة والإنذار المبكر والدبلوماسية الوقائية، بالإضافة إلى مكافحة خطاب الكراهية بجميع أشكاله. جاء هذا التأكيد في ظل تزايد المخاوف العالمية من النزاعات المسلحة وتصاعد التوترات التي يمكن أن تؤدي إلى ارتكاب فظائع جماعية، مما يسلط الضوء على أهمية الجهود الدولية المنسقة لمنع هذه الجرائم. وتعتبر هذه القضية ذات أهمية بالغة في سياق القانون الدولي وحقوق الإنسان.
أهمية منع جريمة الإبادة الجماعية: التزام دولي وقانوني
شددت الكويت على أن جريمة الإبادة الجماعية ليست مجرد انتهاك للقانون الدولي، بل هي اعتداء على جوهر الإنسانية. وذكرت السكرتير الثاني بوفد الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة، وفيقة الملا، أن عدم محاسبة مرتكبي هذه الجرائم أو تحديدها بوضوح يزيد من خطر تكرارها في مناطق مختلفة حول العالم. تأتي هذه التصريحات في إطار الذكرى العاشرة لليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا جريمة الإبادة الجماعية ومنع هذه الجريمة، وهو مناسبة للتأمل في الدروس المستفادة وتعزيز الجهود الوقائية.
تصاعد المخاطر العالمية
أشارت الكويت إلى أن الذكرى تأتي في وقت يشهد فيه العالم زيادة مقلقة في النزاعات المسلحة، وتصاعد خطاب الكراهية، وتفشي المعلومات المضللة، وأن الهجمات على المدنيين تتزايد دون رادع. هذه العوامل، وفقًا لتاريخ النزاعات، تخلق بيئة مواتية لارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وتعتبر هذه التطورات بمثابة ناقوس خطر للمجتمع الدولي، وتدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب وقوع المزيد من الضحايا.
الوضع في قطاع غزة
وفي سياق تطورات الأحداث، استشهدت الكويت بالوضع المأساوي في قطاع غزة، حيث تواجه الشعب الفلسطيني ممارسات يُنظر إليها على أنها ترقى إلى جرائم إبادة جماعية بموجب القانون الدولي. ويشمل ذلك الاستهداف الواسع للمدنيين، والحرمان المتعمد من الضروريات الأساسية للحياة، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية. ترى الكويت أن ما يحدث في غزة ليس مجرد أزمة إنسانية، بل هو تذكير صارخ بعواقب الفشل في تحمل المسؤولية الدولية.
دور الأمم المتحدة والجهود الوقائية
أكدت الكويت على الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه الأمم المتحدة في منع جريمة الإبادة الجماعية، وذلك من خلال أدواتها الدبلوماسية وآليات الإنذار المبكر والوكالات المتخصصة. ومع ذلك، شددت على أن هذا الدور يتطلب إرادة سياسية قوية وتعاونًا دوليًا حقيقيًا. وتدعو الكويت إلى تبني نهج شامل يدمج البعد الوقائي في سياسات التنمية والتعليم، وتمكين المجتمعات المحلية، وتعزيز مشاركة المرأة والشباب في عمليات السلام. تعتبر هذه الخطوات ضرورية لمعالجة الأسباب الجذرية للصراعات ومنع تصعيدها نحو الإبادة الجماعية.
وأضافت الملا أن حماية الشعب الفلسطيني وإنهاء معاناته وضمان عدم الإفلات من العقاب ليست مجرد التزامات قانونية، بل هي ضرورة أخلاقية أساسية لبناء نظام دولي يستند إلى منع الفظائع التي شهدها القرن الماضي. وتشير التحليلات إلى أن الفشل في معالجة هذه القضية يمكن أن يؤدي إلى المزيد من عدم الاستقرار والتطرف في المنطقة.
تعزيز المساءلة وثقافة التسامح
شددت الكويت على أهمية المساءلة عن الجرائم المرتكبة، مشيرة إلى اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948، التي وضعت الإطار القانوني والإنساني الملزم للدول بمنع هذه الجرائم. بالإضافة إلى ذلك، دعت الكويت إلى ترسيخ ثقافة التسامح والاحترام المتبادل، وتعزيز الحوار بين الثقافات والأديان، لمكافحة التعصب والكراهية اللذين يمثلان الوقود الأساسي للإبادة الجماعية.
في الختام، أكدت الكويت التزامها الراسخ بدعم جميع الجهود الدولية الرامية إلى منع الجرائم الفظيعة وتعزيز المساءلة وبناء السلام المستدام. ومن المتوقع أن يستمر المجتمع الدولي في مناقشة آليات منع الإبادة الجماعية وتعزيزها في الفترة المقبلة، مع التركيز بشكل خاص على المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة وتصاعدًا في خطاب الكراهية. سيبقى الوضع في غزة قانون حقوق الإنسان تحت مراقبة دقيقة من قبل المنظمات الدولية والمجتمع المدني، وسيتم تقييم الإجراءات المتخذة لمعالجة الأزمة وضمان حماية المدنيين. ويتوقع أن يصدر تقرير من الأمم المتحدة حول الوضع في غزة في غضون الأشهر القليلة القادمة، والذي قد يتضمن توصيات بشأن الخطوات اللازمة لمنع المزيد من التصعيد.












