فرحان الشمري
طوت المباركية آثار الحريق الذي التهم بعض أسواقها قبل عامين ونصف العام تقريبا، وتعافى السوق الشهير المفعم بالتراث والتاريخ من النار التي باغتت أسواقه خصوصا «سوق السلاح» الأكثر تضررا.
ومنذ اندلاع الحريق سعت الحكومة والمهتمين بالتراث وجمعيات النفع العام، إلى ترميم المباركية لبعدها التاريخي وقربها من الكويتيين كافة، لأنهم يرون فيها قبلة التراث العريق، ونافذة الماضي التليد، وسارعت الجهات المعنية إلى اعداد تقرير مفصل عن آلية معالجة آثار حريق المباركية، مع أهمية المحافظة على الهوية التاريخية للسوق والطراز المعماري.
واقترب مشروع إعادة إعمار سوق المباركية الذي خصصت له ميزانية تقدر بـ6 ملايين دينار من الإنجاز، ومن المرجح أن يكون جاهزا بعد 6 أشهر، وتعاود المحلات المتضررة في سوق السلاح نشاطها.
«الأنباء» جالت في المباركية ورصدت غالبية الأسواق وقد عادت كما كانت قبل الحريق ودبت الحركة في أوصالها خصوصا أنها لا تعتبر مجرد أسواق بالنسبة للكويتيين فهي تاريخ يحكى، وتراث يتجدد، ومعالم راسخة في الوجدان والأذهان، ولاحظنا الحركة في كشك مبارك، وكان الزبائن يتدفقون على قهوة أبو ناشي وقهوة الدلالوة بالإضافة إلى حضور لافت في سوق الذهب والحلوى والصفافير والبشوت والعطارين والصراريف والغتر والعقل والمسابيح والسمك واللحم والخضراوات وسوق الحريم والتمر والجت.
كما التقت «الأنباء» بعض الباعة الذين استبشروا خيرا بإعادة إعمار الجزء الذي طاله الحريق من المباركية.
وقال سعود عبود: نحن في سوق الغربللي شاهدنا الحريق قبل عامين وكان يوما مأسويا، إذ رأينا ألسنة النار تلتهم بعض المحلات بسوق السلاح، مثمنا الدور الذي قامت به الحكومة منذ اندلاع الحريق، حيث هبت سيارات المطافئ والإسعاف وخرجت المباركية ولله الحمد بأقل الخسائر.
وبين أن مشروع الإعمار كان محط متابعة من قبل المسؤولين، فبين فترة وأخرى كنا نرى وزيرة البلدية تقوم بجولة لمتابعة سير الإنجاز، وأيضا الشيخة أمثال الأحمد ومحافظ العاصمة، حرصا على متابعة إعمار المباركية.
بدوره، قال أبو عماد: الأمور تسير على ما يرام، وآثار الحريق أصبحت من الماضي، ونحن بانتظار الانتهاء من مشروع الإعمار وافتتاح المحلات التي أغلقت بسبب الحريق، خصوصا أننا نعمل منذ أمد بعيد هنا، ولنا ذكريات في كل زاوية وركن.
من جهته، قال محمد حسين: كلما رأيت مشروع الاعمار أتحسر على ما مضى، فقد كان لي محل أوان منزلية في سوق السلاح التهمته النار، واضطررت إلى فتح محل مؤقت ليس بعيدا عن محلي السابق، وأنتظر على أحر من الجمر الانتهاء من الترميم حتى أعود مجددا إلى محلي.
اهتمام حكومي
بذلت الجهات الحكومية المعنية بترميم المباركية جهودا كبيرة للإسراع في اعادة الأسواق التراثية إلى سابق عهدها، وكان الاهتمام من أعلى المستويات، اذ دأبت وزيرة الأشغال العامة عندما كانت وزيرة الدولة لشؤون البلدية د.نورة المشعان على زيارة مشروع إعادة إعمار سوق المباركية بعد الحريق الكبير الذي أصاب أجزاء من السوق في 31/3/2022.
وحظي ترميم المباركية باهتمام رئيسة مركز العمل التطوعي الشيخة امثال الأحمد التي حرصت على متابعة إعادة الإعمار أولا بأول، والاهتمام نفسه كان من قبل محافظة العاصمة.