تستعد الكويت لمرحلة جديدة من التطور والازدهار، مع التركيز على تسهيل الإجراءات للزوار وتعزيز البنية التحتية السياحية. أعلن الشيخ فهد اليوسف، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، عن خطوات متسارعة لتطوير الخدمات الرقمية، بما في ذلك الحصول على الفيزا الكويتية خلال دقائق معدودة، وذلك بالتزامن مع مبادرات تهدف إلى تحسين المشهد الحضري وزيادة المساحات الخضراء في البلاد.
الكويت وجهة سياحية واعدة وتسهيلات جديدة للزوار
أكد الشيخ فهد اليوسف أن الكويت ترحب بجميع الزوار مع الالتزام باحترام القوانين والعادات والتقاليد الكويتية. وأشار إلى أن الفترة من 15 أكتوبر إلى 15 أبريل تمثل موسمًا سياحيًا متميزًا بفضل المناخ المعتدل الذي تتمتع به البلاد خلال هذه الأشهر. وتأتي هذه التصريحات على هامش ملتقى المبادرين لمبادرات التنمية الحضرية الخضراء الذي أقيم مؤخرًا.
وأضاف اليوسف أن وزارة الداخلية تعمل على تبسيط إجراءات الحصول على التأشيرات والإقامات، حيث أصبحت متاحة بسهولة عبر الأنظمة الرقمية الحديثة. هذه الخطوة تهدف إلى جذب المزيد من السياح وتعزيز قطاع السياحة في الكويت، الذي يعتبر من القطاعات الواعدة في خطط التنمية الوطنية.
تطوير البنية التحتية الرقمية
تعتبر مبادرة الحصول على الفيزا الكويتية في خمس دقائق مثالاً على التحول الرقمي الذي تشهده الكويت في مختلف القطاعات. وتهدف الحكومة إلى تعميم هذه التجربة على جميع الخدمات الحكومية، مما يساهم في تسهيل الإجراءات وتقليل الروتين.
بالإضافة إلى ذلك، أكد الشيخ فهد اليوسف على أهمية التعاون الأمني مع دول مجلس التعاون الخليجي لمواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها مكافحة المخدرات. وأشار إلى أن الكويت تمتلك منظومة رادارية متكاملة تغطي الحدود البحرية والبرية، مما ساهم في منع دخول كميات كبيرة من المواد المخدرة.
مبادرات التنمية الحضرية الخضراء
شهد الملتقى إعلان الشيخ حمود الجابر، محافظ الأحمدي ورئيس لجنة مبادرات التنمية الحضرية الخضراء، عن تحقيق اللجنة إنجازات تنموية متميزة، واستقطاب أكثر من 90 مبادرة متنوعة منذ تأسيسها. وتركز هذه المبادرات على زيادة المساحات الخضراء وتحسين المشهد الحضري في الكويت.
وأوضح الجابر أن اللجنة أنشأت منصة إلكترونية لتسهيل تقديم المبادرات من قبل القطاع الخاص والأفراد، مما أدى إلى إطلاق العديد من المشاريع المبتكرة في مجال التشجير والتخضير. كما تم اعتماد دليل للضوابط والمعايير يحدد المواصفات الفنية للمبادرات، بما يضمن جودتها وتوافقها مع البيئة الكويتية.
اعتماد قانون العقوبات البديلة
أكد الشيخ فهد اليوسف أيضًا على اعتماد قانون العقوبات البديلة، والذي سيتم تنفيذه في فترة زمنية قريبة. يهدف هذا القانون إلى تخفيف الضغط على السجون وإعادة تأهيل المحكوم عليهم من خلال توفير بدائل للعقوبة التقليدية، مثل الخدمة المجتمعية.
من جهته، أشار الدكتور محمد الجسار، الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، إلى أن اللجنة ركزت على وضع دليل إرشادي محدد فيه الضوابط والمعايير لكل مبادرة، مع التركيز على اختيار النباتات المستدامة الملائمة لبيئة الكويت. وقد تم اعتماد قائمة تضم نحو 164 نوعًا من النباتات التي يمكن استخدامها في مشاريع التخضير.
تأتي هذه التطورات في إطار رؤية الكويت 2035، التي تهدف إلى تحويل البلاد إلى مركز مالي وتجاري وسياحي إقليمي. وتشمل هذه الرؤية تطوير البنية التحتية، وتنويع مصادر الدخل، وتعزيز الاستدامة البيئية.
من المتوقع أن يشهد قطاع السياحة في الكويت نموًا ملحوظًا في السنوات القادمة، بفضل التسهيلات الجديدة التي تقدمها الحكومة للزوار والمبادرات التي تهدف إلى تحسين المشهد الحضري وزيادة المساحات الخضراء. وسيتم متابعة تنفيذ قانون العقوبات البديلة وتقييم أثره على نظام العدالة الجنائية. كما ستواصل لجنة مبادرات التنمية الحضرية الخضراء جهودها في استقطاب المزيد من المبادرات وتنفيذها على أرض الواقع.













