بعد تفويض كييف باستخدام نظام “أتاكمز” الصاروخي لضرب عمق روسيا، ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أذن بتزويد أوكرانيا بألغام أرضية “مضادة للأفراد”، وهي أسلحة جديدة كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يطالب بها منذ ثلاث سنوات.
وتأتي خطوة البنتاغون، وفقًا لمسؤولَين في البيت الأبيض، لتعزيز دفاعات كييف ضد توغل القوات الروسية. إذ إن أوكرانيا تتكبد خسائر كبيرة مع تزايد خطر سقوط مناطق جديدة في يد بوتين، الذي يستخدم بدوره هذه الأسلحة، وفقًا للصحيفة. ولهذا ترى واشنطن أنه لا مانع من استخدامها، خاصة وأنها قد تعطي أوكرانيا فرصًا للصمود في المناطق الشرقية التي باتت تسقط كأحجار الدومينو.
وقال أحد المسؤولين للصحيفة: “عندما يتم استخدامها بالتنسيق مع الذخائر الأخرى التي نقدمها بالفعل لأوكرانيا، فإن الهدف هو أن تسهم في الدفاع بشكل أكثر فعالية.”
غير أن هذه الخطوة أثارت حفيظة أكثر من 160 دولة موقعة على معاهدة دولية تحظر استخدام هذه الألغام بسبب خطرها على المدنيين. فبحسب نشطاء في مجال حقوق الإنسان، يُعد قرار الولايات المتحدة بتزويد أوكرانيا “علامة سوداء” ضد واشنطن.
في هذا السياق، قال أحد المسؤولين لـ”واشنطن بوست” إن هذا النوع من الألغام الأرضية المضادة للأفراد يمتلك خاصية التدمير الذاتي، أي أنه يدمر نفسه بعد مدة، مما يقلل من الخطر على المدنيين. غير أن خبراء الرقابة لا يوافقون على هذه المعلومة، حيث يرون أن نظام التدمير الذاتي ليس مضمونًا ولا يزيل الخطر تمامًا عن المدنيين.
وفي وقت سابق، نقلت وكالة “رويترز” عن وسائل إعلام أوكرانية أن كييف استخدمت للمرة الأولى أسلحة “أتاكمز” الأمريكية لضرب مستودع روسي يبعد أكثر من مئة كيلومتر عن أوكرانيا.
في المقابل، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن موسكو سترد على الضربات الصاروخية الأخيرة باستخدام منظومة الصواريخ الجديدة. كما وقع على مرسوم يمنح هامشًا أكبر لاستخدام السلاح النووي في حال “استشعار التهديد”، وهي خطوة تأمل موسكو أن تردع الدعم الغربي المكثف لكييف في الآونة الأخيرة.
يُذكر أن لدى الولايات المتحدة مخزونًا يبلغ حوالي 3 ملايين لغم أرضي مضاد للأفراد حتى عام 2022. ولم تُستخدم هذه الألغام منذ عام 1991، خلال حرب الخليج الأولى، باستثناء حادثة واحدة وقعت في عام 2002 في أفغانستان تضمنت استخدام ذخيرة واحدة، وفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية.