تايلر بيري يواجه اتهامات بالتحرش والإيذاء العاطفي بملايين الدولارات
يواجه المخرج والمنتج الأمريكي الشهير تايلر بيري اتهامات خطيرة بالتحرش والإيذاء العاطفي المتعمد، بعد أن رفع الممثل ماريو رودريغيز دعوى قضائية ضده في محكمة لوس أنجلوس العليا، مطالباً بتعويضات مالية تقدر بأكثر من 77 مليون دولار. وتتهم الدعوى أيضاً شركة Lionsgate للإنتاج بالتورط في القضية من خلال التغاضي عن سلوك بيري المزعوم، مما يثير تساؤلات حول ثقافة المسؤولية في هوليوود.
وقد تم تقديم الدعوى القضائية في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، وتفصل سلسلة من الأحداث المزعومة التي بدأت في عام 2014. ويزعم رودريغيز أن بيري استخدم نفوذه في صناعة الترفيه للضغط عليه وإخضاعه لسلوك غير لائق.
تفاصيل الدعوى والاتهامات الموجهة لتايلر بيري
بدأت القصة، وفقاً للشكوى، عندما تواصل مدرب رياضي مع رودريغيز نيابة عن تايلر بيري، وعرض عليه فرصة تمثيلية محتملة. ويزعم رودريغيز أن هذا العرض كان بداية سلسلة من المضايقات والتحرشات التي استمرت لعدة سنوات، وشملت لقاءات في منزل بيري في لوس أنجلوس.
وتشير الدعوى إلى وجود “لمس غير مرغوب فيه” في مناسبات متعددة بين عامي 2015 و 2019. بالإضافة إلى ذلك، يزعم رودريغيز أن بيري كان يرسل له رسائل نصية ذات إيحاءات جنسية، ويعده بمساعدته في حياته المهنية مقابل “السماح للأمور أن تحدث”. هذه الادعاءات تثير قلقاً بالغاً بشأن ممارسات السلطة في صناعة السينما.
وتأتي هذه الدعوى بعد فترة وجيزة من دعوى مماثلة رفعها الممثل ديريك ديكسون في يونيو الماضي ضد بيري، حيث طالب بتعويضات تقدر بـ 260 مليون دولار، متهمًا إياه بالتحرش والاعتداء فيما يتعلق بمسلسل “The Oval”. هذا النمط من الادعاءات المتكررة يزيد من خطورة الوضع.
رد فعل تايلر بيري وشركة Lionsgate
نفى محامي تايلر بيري، أليكس سبيرو، هذه الاتهامات بشدة، واصفاً الدعوى بأنها “محاولة أخرى فاشلة للحصول على المال” وأنها تعتمد على ادعاءات قديمة. وأشار سبيرو إلى أن الممثل رودريغيز يمثله نفس المحامي الذي يمثل ديكسون، مما يثير تساؤلات حول دوافع الدعوى.
وأضاف سبيرو أن بيري لم يتم إخطاره رسمياً بالدعوى القضائية حتى الآن، وأنه مستعد للتعاون الكامل مع التحقيقات وتقديم الأدلة التي تثبت براءته. من جهتها، لم تصدر شركة Lionsgate أي بيان رسمي حتى الآن بشأن هذه الاتهامات.
خلفية عن تايلر بيري ومسيرته المهنية
تايلر بيري هو شخصية بارزة في صناعة الترفيه الأمريكية، خاصةً في مجال الإنتاج والإخراج. ويعتبر من أنجح المنتجين والمخرجين السود في هوليوود، حيث أسس استوديوهات تايلر بيري في أتلانتا. وتقدر ثروته بحوالي 1.4 مليار دولار، ويعزى الجزء الأكبر منها إلى سلسلة أفلام “Madea” الشهيرة.
على مر السنين، واجه بيري انتقادات بسبب تصويره لبعض القضايا الاجتماعية والعلاقات الأسرية في أعماله. ومع ذلك، لا يمكن إنكار تأثيره الكبير على صناعة السينما والتلفزيون، وعلى تمثيل مجتمعات الأقليات.
تداعيات محتملة وتطورات مستقبلية في قضية تايلر بيري
من المرجح أن تؤدي هذه الاتهامات إلى تحقيق مكثف من قبل السلطات المختصة، وقد تؤثر على سمعة تايلر بيري ومسيرته المهنية. كما أنها قد تلقي الضوء على قضايا التحرش والسلطة في صناعة الترفيه، وتشجع المزيد من الضحايا على التقدم والإبلاغ عن تجاربهم.
الخطوة التالية المتوقعة هي أن يقوم محامو بيري بتقديم رد رسمي على الدعوى القضائية، وأن تبدأ عملية جمع الأدلة والاستماع إلى شهادات الشهود. من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت القضية ستصل إلى المحكمة، أو ما إذا كان سيتم التوصل إلى تسوية خارج نطاق القضاء. وسيبقى متابعو صناعة الترفيه على اطلاع دائم بتطورات هذه القضية المثيرة للجدل.
من الجدير بالذكر أن هذه القضية تندرج ضمن سياق أوسع لحركة “Me Too” التي كشفت عن العديد من حالات التحرش والاعتداء الجنسي في مختلف المجالات، بما في ذلك هوليوود. وتشير هذه الحركة إلى الحاجة الماسة إلى تغييرات ثقافية وقانونية لحماية الضحايا وضمان المساءلة.













