شهد شمال شرق إثيوبيا ثورانًا بركانيًا نادرًا لبركان هايلي غوبي، وهو حدث جيولوجي لم يسبق له مثيل منذ حوالي 12 ألف عام. وقد أثار هذا البركان اهتمامًا واسعًا نظرًا لارتفاع أعمدة الدخان التي انبعثت منه وتأثيرها المحتمل على المناطق المجاورة، بما في ذلك اليمن.
يقع البركان في إقليم عفر بالقرب من الحدود مع إريتريا، ضمن منطقة وادي الصدع النشطة تكتونيًا. ووفقًا لبرنامج علم البراكين العالمي التابع لمؤسسة سميثسونيان، لا يوجد سجل معروف لثورات سابقة لهذا البركان خلال الألفية الأخيرة.
تأثيرات ثوران البركان على اليمن والمناطق المحيطة
أفادت السلطات اليمنية بتمدد سحب الرماد البركاني إلى مناطق واسعة في محافظات الحديدة وإب وذمار. وحذرت من أن هذا الرماد يحمل جسيمات دقيقة من الصخور والزجاج البركاني، مما قد يشكل خطرًا صحيًا وبيئيًا حتى في المناطق البعيدة عن موقع الثوران.
وأوضح مركز التنبؤات الجوية والإنذار المبكر التابع للحكومة اليمنية أن سحب الرماد البركاني القادمة من إثيوبيا تنتشر بسبب الرياح السائدة. وأشار المركز إلى أن هذه الجسيمات الدقيقة يمكن أن تنتقل لمئات الكيلومترات، مما يزيد من نطاق التأثير المحتمل.
مخاوف صحية وبيئية
أثار انتشار الرماد البركاني موجة قلق واسعة بين اليمنيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ويرجع ذلك إلى أن هذا الرماد قد يسبب مشاكل في الجهاز التنفسي وتهيجًا للعينين، بالإضافة إلى تأثيره السلبي على الزراعة والبنية التحتية. وتشير التقارير إلى أن الرماد يمكن أن يعطل حركة الطيران أيضًا.
في إثيوبيا، لم يتم تسجيل أي خسائر بشرية حتى الآن، حيث يقع البركان في منطقة نائية قليلة السكان. ومع ذلك، تواصل السلطات الإثيوبية مراقبة الوضع عن كثب لتقييم أي أضرار محتملة قد تنجم عن الثوران.
النشاط البركاني في شرق أفريقيا وأهميته الجيولوجية
يُعد بركان هايلي غوبي جزءًا من سلسلة البراكين التي لم تشهد نشاطًا منذ العصر الهولوسيني، أي منذ حوالي 12 ألف عام. وعلى الرغم من صغر حجمه مقارنة بالبراكين الكبرى الأخرى، إلا أن موقعه الجيولوجي الحساس يجعله ذا تأثير واسع.
يُعتبر هذا الثوران فرصة مهمة لدراسة التغيرات التكتونية في منطقة شرق أفريقيا. ويعتقد العلماء أن المنطقة ستشهد في آلاف السنين القادمة انفصالًا تدريجيًا بين الصفائح التكتونية، مما قد يؤدي إلى تشكيل قارة جديدة. ويساهم فهم هذه العمليات الجيولوجية في التنبؤ بالمخاطر الطبيعية المحتملة.
بالإضافة إلى ذلك، يوفر هذا الحدث بيانات قيمة حول سلوك البراكين الخامدة وكيفية استجابتها للنشاط التكتوني المتزايد. وتساعد هذه المعلومات في تطوير أنظمة الإنذار المبكر وتحسين الاستعداد للكوارث الطبيعية.
أظهرت بيانات مركز تولوز لرصد الرماد البركاني أن السحب اندفعت مع الرياح نحو اليمن وسلطنة عمان والهند وشمال باكستان. ويراقب المركز عن كثب تطورات الوضع ويقدم تحديثات مستمرة للجهات المعنية.
من المتوقع أن تستمر السلطات الإثيوبية واليمنية في مراقبة الوضع وتقييم الأضرار المحتملة. كما ستواصل فرق البحث العلمي جمع البيانات وتحليلها لفهم أسباب هذا الثوران النادر وتأثيراته على البيئة والمجتمع. ويجب على السكان في المناطق المتضررة اتباع تعليمات السلامة الصادرة عن السلطات المحلية واتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية صحتهم وممتلكاتهم.
تعتبر هذه الظاهرة البركانية تذكيرًا بالقوى الجيولوجية الهائلة التي تشكل كوكبنا، وأهمية الاستعداد للكوارث الطبيعية. كما أنها تسلط الضوء على الحاجة إلى مزيد من البحث والدراسة لفهم هذه العمليات بشكل أفضل.












