أعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة عن تلقيه نداءات استغاثة من أسر نازحة في مخيمات ومراكز إيواء بعدة مناطق في القطاع بعد تضرر خيامهم جراء مياه الأمطار. وقال الجهاز، في بيان، إن الدفاع المدني يتلقى منذ صباح اليوم الجمعة نداءات استغاثة من الأسر النازحة في مخيمات ومراكز الإيواء المنتشرة في مناطق عديدة من قطاع غزة، بعد تضرر خيامهم وانغمارها بمياه الأمطار التي تشهدها الأجواء الفلسطينية.
وناشد الدفاع المدني المجتمع الدولي والدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة "الاهتمام بمعاناة نحو نصف مليون أسرة نزحت بسبب العدوان الإسرائيلي وتقيم في مخيمات ومراكز إيواء". ودعا في بيانه إلى "الإسراع في إدخال البيوت الجاهزة والخيام" للتخفيف من معانات الأسر النازحة. في حين قال المتحدث باسم الجهاز الرائد محمود بصل، في تصريحات للجزيرة، إن القطاع بحاجة إلى 450 ألف خيمة على الأقل لإيواء النازحين.
كل شيء يغرق
وقد تسببت الأمطار الغزيرة التي شهدها قطاع غزة في غرق طابق كامل خاص بالأطفال في مستشفى "أصدقاء المريض" بمدينة غزة. وقال الدفاع المدني إنه لم يتمكن من تقديم المساعدة بسبب نقص المعدات والحصار الإسرائيلي. كما غمرت مياه الأمطار مستشفى الرنتيسي للأطفال بعد تضرره بشكل كبير جراء العدوان الإسرائيلي.
ويعيش النازحون واقعا مأساويا بسبب انعدام مقومات الحياة وصعوبة الوصول إلى مستلزمات أساسية ونقص تقديم الخدمات الحيوية بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي. وحذر بصل من مخاطر الإقامة في منازل آيلة للسقوط في ظل تساقط الأمطار خشية غرقها وانهيارها.
الأمم المتحدة وحماس
من جانب آخر، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن مئات الخيام والملاجئ المؤقتة في قطاع غزة غمرتها مياه الأمطار وآلاف العائلات أصبحت عرضة لظروف جوية قاسية. وأوضح دوجاريك أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي رفضت 23 طلبا للمنظمة الأممية لإدخال نحو 4000 منصة نقالة من الإمدادات الأساسية لغزة بما في ذلك الخيام.
من جانبها دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الضامنين للاتفاق والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى ضرورة التحرك العاجل لإيصال الإمدادات الإنسانية والطبية والإيوائية إلى قطاع غزة. كما طالبت حماس في بيان لها برفع مستوى الدعم الميداني والشعبي والرسمي بما يضمن حماية النازحين، وتوفير الحد الأدنى لهم من متطلبات الحياة الكريمة في ظل الوضع الكارثي الذي أوجدته إسرائيل.
وفي ظل استمرار الأزمة، ينتظر المراقبون تحركا دوليا سريعا لتقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، حيث يواجه النازحون تحديات كبيرة في ظل نقص الإمدادات والخدمات الأساسية. وتشير التقديرات إلى أن الوضع في غزة قد يتفاقم مع استمرار الحصار الإسرائيلي وعدم كفاية المساعدات المقدمة.













