أسفر انفجار في موسكو ليلة الثلاثاء الأربعاء عن مقتل اثنين من ضباط شرطة المرور وشخص مشتبه به، وذلك أثناء محاولة الشرطة إيقافه. وتأتي هذه الحادثة بعد أيام قليلة من انفجار آخر استهدف جنرالاً روسياً رفيع المستوى، مما يثير تساؤلات حول تصاعد التوترات الأمنية في العاصمة الروسية. التحقيقات جارية لتحديد ملابسات الانفجار ودوافع الفاعلين.
أفادت لجنة التحقيق الروسية بأن العبوة الناسفة انفجرت لحظة اقتراب الشرطيين من المشتبه به بالقرب من سيارة شرطة في شارع يليتسكايا جنوب موسكو. وتجري حالياً عمليات فحص مكثفة لموقع الحادث وتحليل تسجيلات كاميرات المراقبة، بالإضافة إلى إجراء فحوصات جنائية متخصصة لتحديد نوع المتفجرات المستخدمة.
تشديد الإجراءات الأمنية وتداعيات الانفجار في موسكو
فرضت السلطات الروسية طوقاً أمنياً مشدداً حول موقع الانفجار، فيما أفادت تقارير إعلامية بسماع دوي انفجار قوي في المنطقة. وقد تم تحديد هوية القتيلين من الشرطة بأنهما الملازمان إيليا كليمانوف وماكسيم غوربونوف، اللذان كانا يؤديان واجبهما.
وبحسب بيانات رسمية، انضم كليمانوف إلى شرطة موسكو في أكتوبر 2023، بينما التحق غوربونوف بالخدمة في فبراير 2022. وترك غوربونوف وراءه زوجة وابنة رضيعة.
ارتباط الحادث بتفجير سابق
يأتي هذا الانفجار بعد أيام قليلة من مقتل الجنرال فانيل سارفاروف، رئيس قسم التدريب العملياتي في هيئة الأركان العامة للقوات الروسية، جراء انفجار عبوة ناسفة أسفل سيارته في شارع ياسينيفا. وتجري حالياً تحقيقات لتحديد ما إذا كان هناك أي ارتباط بين الحادثين.
وقالت سفيتلانا بتشينكو، الممثلة الرسمية للجنة التحقيق الروسية، إن التحقيقات تركز على تحديد كيفية نقل المتفجرات. وتشير بعض الفرضيات إلى احتمال تورط أجهزة خاصة أوكرانية في زرع القنبلة، وهو ما لم تعلق عليه كييف حتى الآن.
وكان سارفاروف ضابطاً مخضرمًا يتمتع بخبرة قتالية واسعة، حيث شارك في عمليات سابقة في جنوب روسيا وسوريا. وقد عُين في 2016 لقيادة الإدارة المسؤولة عن تدريب كبار الضباط.
تصاعد الهجمات وتأثيرها على الأمن الروسي
تعتبر هذه الحوادث جزءاً من سلسلة من الهجمات التي استهدفت مسؤولين روسيين منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير 2022. وقد قُتل عدد من الجنرالات والمسؤولين المحليين وشخصيات عامة مؤيدة للحرب في ظروف مماثلة.
وفي ديسمبر 2024، أعلنت أجهزة الأمن الأوكرانية مسؤوليتها عن اغتيال إيغور كيريلوف، قائد قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي في الجيش الروسي. كما قُتلت الناشطة السياسية داريا دوغينا في عام 2022 في انفجار استهدف سيارتها بالقرب من موسكو.
وتشير التقارير إلى أن هذه الهجمات قد تكون مرتبطة بالتوترات المتصاعدة بين روسيا وأوكرانيا، وتأثيرها على الأمن الداخلي الروسي. وتثير هذه الحوادث مخاوف بشأن إمكانية تصعيد العنف وتوسيع نطاق الهجمات في المستقبل.
من المتوقع أن تواصل السلطات الروسية تحقيقاتها المكثفة في هذه الحوادث، وأن تتخذ إجراءات إضافية لتعزيز الأمن في العاصمة موسكو والمناطق الأخرى. ومن المرجح أن تشهد المنطقة تشديداً في الإجراءات الأمنية وزيادة في المراقبة في الفترة القادمة. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الإجراءات ستكون كافية لمنع وقوع المزيد من الهجمات في المستقبل.












