أعلنت شركة روبلوكس (Roblox) عن سلسلة من التحديثات الأمنية الهامة التي تهدف إلى حماية الأطفال والمراهقين على منصتها، بما في ذلك قيود صارمة على التواصل بين الفئات العمرية المختلفة. تأتي هذه الإجراءات استجابةً لزيادة المخاوف المتعلقة باستغلال الأطفال والتحرش بهم داخل اللعبة، والتي أصبحت تحظى بشعبية واسعة بين الشباب. وتهدف روبلوكس إلى خلق بيئة رقمية أكثر أمانًا لمستخدميها.
تحديثات أمنية شاملة في لعبة روبلوكس
تستجيب شركة روبلوكس للضغوط المتزايدة والمخاوف الأمنية التي أثيرت حول سلامة الأطفال والمراهقين على منصتها. وقد أدى ظهور تقارير متعددة حول محاولات استغلال والتواصل غير اللائق بين المستخدمين إلى مطالبة الشركة باتخاذ إجراءات أكثر صرامة. تعتبر روبلوكس من بين أكبر منصات الألعاب على الإنترنت، حيث يبلغ عدد مستخدميها النشطين شهريًا حوالي 150 مليون لاعب، مما يجعل حماية هذه الفئة العمرية أولوية قصوى.
الإجراءات الجديدة، التي من المقرر تطبيقها في مطلع الشهر القادم، تتضمن نظامًا لتقييم الأعمار يهدف إلى تصنيف المستخدمين إلى فئات عمرية محددة. سيُطلب من المستخدمين الخضوع لعملية تحقق من العمر، على غرار الآليات المستخدمة في المملكة المتحدة للحد من الوصول إلى المواقع الإباحية.
آلية تقييم العمر الجديدة
تقوم روبلوكس بتقسيم المستخدمين إلى الفئات التالية:
- أقل من 9 سنوات
- من 9 إلى 12 سنة
- من 13 إلى 15 سنة
- من 16 إلى 17 سنة
- من 18 إلى 20 سنة
- 21 سنة فأكبر
وسيقتصر التواصل المباشر داخل اللعبة على المستخدمين الذين يقعون ضمن نفس الفئة العمرية. تؤكد الشركة أنها لن تقوم بتخزين الصور أو مقاطع الفيديو المستخدمة في عملية تقييم العمر، مما يعزز من خصوصية المستخدمين. هذه الخطوة تأتي في إطار جهود أكبر لتعزيز الأمن الرقمي للأطفال.
تشير التقارير إلى أن تصميم اللعبة كان يسمح سابقًا بسهولة الوصول إلى الأطفال والمراهقين من قبل أشخاص بالغين، مما أثار قلقًا بالغًا لدى أولياء الأمور والسلطات المعنية. تسعى روبلوكس الآن إلى معالجة هذه الثغرات من خلال هذه التحديثات الأمنية.
بالإضافة إلى قيود التواصل، تعمل روبلوكس على تحسين أدوات الإبلاغ عن السلوكيات غير اللائقة وتوسيع نطاق فريق الإشراف لديها. كما تدرس الشركة خيارات إضافية لتعزيز الأمان، مثل استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي للكشف عن المحتوى الضار والأنشطة المشبوهة. منصة الألعاب تهدف لتقديم تجربة لعب آمنة، وخصوصًا مع ازدياد شعبية ألعاب الفيديو بين الأطفال.
هذه التطورات تضع روبلوكس في طليعة شركات الألعاب التي تتخذ خطوات جادة لحماية المستخدمين الأصغر سنًا. ومع ذلك، يرى بعض الخبراء أن فعالية هذه الإجراءات ستعتمد على قدرة الشركة على تطبيقها بشكل فعال ومواكبة التغيرات المستمرة في أساليب الاستغلال.
من المرجح أن تخضع هذه التحديثات لتقييم مستمر بناءً على ملاحظات المستخدمين ورأي الخبراء الأمنيين. من المتوقع أيضًا أن تُعلن روبلوكس عن المزيد من التفاصيل حول كيفية عمل نظام تقييم العمر الجديد في الأسابيع المقبلة. تبقى التحديات قائمة فيما يتعلق بضمان بيئة آمنة تمامًا للأطفال على الإنترنت، ويتطلب ذلك تعاونًا مستمرًا بين شركات التكنولوجيا وأولياء الأمور والسلطات الحكومية.












