قد يسلم الإنسان من أي اتهام يوجه له بعد موته، هذا ما يُعتقد. ولكن في بعض الحالات تلاحق المصائب والمشاكل المرء إلى قبره. هذا ما يحصل مع ملياردير مصري تتهمه سيدات من عدة دول حول العالم بأنه اعتدى عليهن.
قال المحامي دين أرمسترونغ إن أكثر من أربعمئة شخص تواصلوا حتى الآن مع الفريق القانوني الذي يعمل على قضية ضد الملياردير المصري رجل الأعمال الراحل محمد الفايد، مدعين أنهم وقعوا ضحايا للفايد المتهم بالاعتداء الجنسي والاغتصاب حسبما ورد على رويترز اليوم الخميس.
وأضاف أرمسترونغ بمؤتمر صحفي في لندن: “إن حجم الإساءات التي ارتكبها الفايد وقام بتسهيلها المحيطون به تتزايد مع الأسف”.
وكان فيلم وثائقي لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في أيلول/سبتمبر كشف أن الفايد اعتدى جنسيا على موظفات في متجره في العاصمة البريطانية الذي يسمى “هارودز”، وأجبرهن على إجراء فحوصات طبية وهددهن بالعواقب إذا حاولن تقديم شكوى.
لطالما نفى الفايد -الذي توفى العام الماضي عن عمر ناهز 94 عاما- اتهامات مماثلة أثارتها تقارير أخرى قبل موته.
لم يرد متجر هارودز فورا على طلب من وكالة رويترز للتعليق على تصريحات المحامي. فاعتذر المتجر، وقال إنه “فوجئ” بهذه المزاعم، وأطلق حملة لأي موظف حالي أو سابق في هارودز يرغب في المطالبة بتعويضات.
وقال محام آخر يدعى بروس دراموند إن الدعاوى قدمتها سيدات أغلبهن من بريطانيا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة وأستراليا وماليزيا وإسبانيا وجنوب أفريقيا ودول أخرى.
وقال دراموند إن الانتهاكات حصلت في هارودز، وفي أماكن أخرى تتعلق بمصالح الفايد التجارية، كنادي فولهام لكرة القدم وفندق ريتز باريس وممتلكاته في منطقة ساري قرب لندن.
وقال دروموند إن ابنة سفير أمريكي سابق في بريطانيا، وابنة لاعب كرة قدم مشهور، هن من بين الضحايا دون أن يذكر أي أسماء.
وأشار الفيلم الوثائقي الذي بثته هيئة الإذاعة البريطانية إلى أن متجر هارودز فشل في التدخل وساعد في التستر على مزاعم الإساءة أثناء ملكيته للمتجر حسب ما ورد فيه.
وانتقد محامون خطة التعويض التي تديرها هارودز، وقالوا إن بعض الضحايا لا يشعرون بالراحة في التواصل مع هارودز للحصول على تعويضات في المكان الذي حصلت فيه الإساءة.
وكانت العديد من المؤسسات الإعلامية تحدثت عن مزاعم الاعتداء الجنسي ضد الفايد قبل الفيلم الوثائقي الذي بثته هيئة الإذاعة البريطانية. وقال محامون في أيلول/سبتمبر إن العديد من النساء شعرن بالقدرة على التحدث علنًا في تقرير الهيئة بعد وفاته العام الماضي.