لا يزال البحث مستمرا عن رجال أعمال بريطانيين بعد غرق يخت قبالة صقلية، وقد باشر غواصون محترفون اليوم الثلاثاء عملية بحث جديدة عن 6 أشخاص بينهم رجل الأعمال البريطاني المعروف في مجال التكنولوجيا مايك لينش ورئيس “مورغان ستانلي إنترناشونال”، وفقد أثرهم بعد انقلاب يخت كانوا على متنه قبالة جزيرة صقلية الإيطالية أمس الاثنين.
وكان اليخت “بايزيان” الذي يرفع العلم البريطاني، راسيا على بعد حوالي 700 متر عن الميناء قبل فجر الاثنين عندما ضربته زوبعة مائية، وكان على متنه 22 شخصا بينهم 10 من أفراد الطاقم.
ولينش رجل أعمال ومستثمر معروف في مجال التكنولوجيا، يبلغ من العمر 59 عاما ويُسمى أحيانا بيل غيتس البريطاني.
عمليات الإنقاذ
وتم إنقاذ 15 شخصا بينهم امرأة برفقة طفلتها البالغة سنة واحدة، في حين عُثر على شخص ميت وما زال 6 أشخاص في عداد المفقودين.
واليوم الثلاثاء، نزل 3 غواصين لمعاينة اليخت الذي غرق إلى عمق نحو 50 مترا.
وكان معظم الأشخاص على متن اليخت من بريطانيا وهم ضيوف لينش، الذي كان يحتفل بتبرئته مؤخرا في قضية احتيال ضخمة في الولايات المتحدة، بحسب الإعلام الإيطالي.
وكانت أنجيلا بيكاريس زوجة لينش من بين 15 شخصا تم إنقاذهم. لكن رجل الأعمال وابنته هانا البالغة 18 عاما ما زالا مفقودين، بحسب ما أفاد مدير وكالة الحماية المدنية في صقلية سالفو كوتشينا.
شخصيات عديدة على متن الباخرة
كما أن رئيس “مورغان ستانلي إنترناشونال” جوناثان بلومر، الذي أدلى بشهادة لصالح لينش، مفقود إلى جانب زوجته جودي، وفق ما ذكرت شركة التأمين البريطانية “هيسكوكس” اليوم الثلاثاء.
ويشغل بلومر أيضا منصب رئيس “هيسكوكس” التي أصدرت بيانا أعربت فيه عن “الصدمة العميقة والحزن” حيال الحادثة.
وذكرت تقارير إعلامية أن كريستوفر موفيلو من شركة “كليفورد تشانس” القانونية الذي مثّل لينش كان أيضا على متن المركب رفقة زوجته.
برّأت محكمة في سان فرانسيسكو لينش مطلع يونيو/حزيران الماضي بعدما اتُّهم بعملية احتيال بقيمة 11 مليار دولار مرتبطة ببيع شركته للبرمجيات “أوتونومي” إلى “هيوليت باكارد” (إتش بي).
واستُقدم غواصون مدرّبون على العمل في الأماكن الضيّقة من روما وسردينيا في وقت متأخر أمس الاثنين، لكن عملية البحث الليلية الأولى عن الحطام فشلت.
وأفاد جهاز الإطفاء على “إكس” بأن “إمكانية الوصول كانت تقتصر على الجسر مع صعوبات بسبب وجود الفرش الذي عرقل المرور”.
وكان اليخت البالغ طوله 56 مترا راسيا قبالة بورتيتشيلو شرق باليرمو عندما هبّت فجأة رياح قوية صاحبتها الأمطار على الساحل.
شهادة حية
وقالت الناجية شارلوت غولونسكي العضو في مجلس إدارة “لومينانس”، وهي شركة أسسها لينش، لوكالة “أنسا” للأنباء “كان الأمر فظيعا. ضربت رياح قوية جدا المركب وغرق بعد ذلك بوقت قصير”. وأشارت إلى أن ابنتها البالغة عاما واحدا سقطت من يدها “لثانيتين” قبل أن تتمكن من الإمساك بها. وأضافت “كان كثيرون يصرخون” في العتمة.
تتشكّل الزوبعة المائية خلال العواصف الرعدية الشديدة عادة من خليط من الرياح والماء فوق مسطح مائي، وبعد ساعات هدأ البحر وعثر الغواصون على جثة يعتقد أنها للطاهي.
كما رأوا جثة داخل المركب الغارق، وفق ما أفاد مصدر مطلع على عملية الإنقاذ، وفتحت بعد ذلك السلطات الإيطالية تحقيقا في الحادثة.