اتفقت دول منظمة أوبك بلس، خلال اجتماعها اليوم الأحد، على الحفاظ على مستويات إنتاج النفط الحالية دون تغيير في العام المقبل. يأتي هذا القرار في ظل تحديات اقتصادية وتقلبات في الأسواق العالمية، وتسعى المنظمة من خلاله إلى تحقيق الاستقرار في أسعار النفط ودعم تعافي الاقتصاد العالمي. ووافقت المجموعة أيضاً على آلية جديدة لتقييم القدرات الإنتاجية القصوى للدول الأعضاء.
وأكدت أوبك بلس في بيان رسمي أنها ستواصل مراقبة تطورات السوق عن كثب، وستتخذ الإجراءات اللازمة لضمان توازن العرض والطلب. يأتي هذا الإعلان بعد أن وافقت ثماني دول من التحالف مبدئياً على تجميد أي زيادات إضافية في إنتاج النفط خلال الربع الأول من عام 2026.
استمرار خفض إنتاج النفط
يأتي هذا القرار في وقت يشهد فيه سوق النفط تقلبات كبيرة، مدفوعة بعوامل جيوسياسية واقتصادية متعددة. سجل خام برنت حوالي 63 دولارًا للبرميل عند الإغلاق يوم الجمعة، بانخفاض قدره 15٪ هذا العام. وتشير هذه الأرقام إلى ضغوط على الأسعار، مما دفع أوبك بلس إلى اتخاذ إجراءات احترازية.
وقد أوقفت أوبك بلس بالفعل زيادات في إنتاج النفط للربع الأول من عام 2026، بعد أن ضخت حوالي 2.9 مليون برميل يوميًا في السوق منذ أبريل/نيسان 2025. ومع ذلك، لا تزال المجموعة ملتزمة بتخفيضات إنتاج النفط الإجمالية البالغة حوالي 3.24 مليون برميل يوميًا، وهو ما يمثل حوالي 3٪ من الطلب العالمي.
آلية تقييم القدرات الإنتاجية
أحد الجوانب الرئيسية التي تم الاتفاق عليها خلال الاجتماع هو آلية جديدة لتقييم القدرات الإنتاجية القصوى للدول الأعضاء. تهدف هذه الآلية إلى تحديد حصص إنتاج النفط بشكل أكثر دقة وعدالة، مع مراعاة الظروف الخاصة لكل دولة.
وتعد مسألة تقييم القدرات الإنتاجية موضوعًا للنقاش بين دول أوبك بلس لعدة سنوات. تواجه بعض الدول صعوبات في زيادة قدراتها الإنتاجية، بينما تسعى دول أخرى إلى الحصول على حصص أكبر.
في المقابل، تشهد بعض الدول الأفريقية تراجعًا في قدراتها الإنتاجية، لكنها ترفض خفض حصصها. تجدر الإشارة إلى أن أنغولا انسحبت من المجموعة في عام 2024 بسبب خلافات حول حصص إنتاج النفط.
التوترات الجيوسياسية تلعب دوراً في هذا القرار، وخاصة التطورات المتعلقة بالصراع في أوكرانيا. وقد أشار بعض المصادر إلى أن الجهود الأمريكية للتوسط في اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا يمكن أن تؤثر على إمدادات النفط في حالة تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا، وهي دولة رئيسية في تحالف أوبك بلس.
الوضع الاقتصادي العالمي هو أيضاً من العوامل المؤثرة، حيث تسعى أوبك بلس إلى دعم تعافي الاقتصاد العالمي من خلال الحفاظ على استقرار أسعار النفط.
توقعات مستقبلية تشير إلى أن أوبك بلس ستواصل الاجتماع بانتظام لتقييم وضع السوق واتخاذ الإجراءات اللازمة. من المتوقع أن تصدر المجموعة تقريراً مفصلاً عن أداء السوق في الأشهر القادمة، وستحدد موعدًا لإعادة النظر في قرارها بشأن مستويات إنتاج النفط في اجتماعها القادم في أوائل عام 2026. ستعتمد هذه المراجعة على التطورات الجيوسياسية والاقتصادية، بالإضافة إلى أداء الطلب العالمي على النفط.













