قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة إنه طلب من وزارة العدل التحقيق في العلاقات المزعومة لرجل الأعمال الراحل جيفري إبستين مع شخصيات بارزة، بما في ذلك الرئيس السابق بيل كلينتون ووزير الخزانة السابق لاري سامرز. يأتي هذا الإعلان في أعقاب نشر أعضاء ديمقراطيين في مجلس النواب رسائل بريد إلكتروني تثير تساؤلات حول معرفة ترامب بنشاطات إبستين، مما أثار جدلاً واسعًا حول هذه القضية الحساسة، وهو ما يُعرف بـ قضية إبستين.
اتهم ترامب الديمقراطيين بمحاولة ترويج “كذبة إبستين” لصرف الانتباه عن سياساتهم “الفاشلة”، وخصوصًا ما أسماها “فضيحة الإغلاق الحكومي”. وكتب ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي، “تروث سوشيال”، أن الديمقراطيين في حالة من الفوضى وأنهم يحاولون يائسين إيجاد قضية لتشتيت الانتباه عن مشكلاتهم الداخلية.
خلفية قضية إبستين وتصعيد الاتهامات
تأتي هذه التطورات بعد أن نشر ديمقراطيون في مجلس النواب مجموعة من رسائل البريد الإلكتروني التي يُزعم أنها تكشف عن علم ترامب باعتداءات إبستين على قاصرات. وادعى الديمقراطيون أن هذه الرسائل تُظهر أن ترامب كان على دراية كاملة بأنشطة إبستين الإجرامية وأنه تصرف بطريقة تُستر هذه الأنشطة.
ركزت الرسائل المنشورة على مراسلات بين إبستين وشخصيات بارزة مثل مايكل وولف وجيلين ماكسويل، التي تقضي حاليًا حكماً بالسجن بتهم تتعلق بالاتجار بالجنس. وفقًا للديمقراطيين، تشير هذه المراسلات إلى أن ترامب كان على علم بضحايا إبستين وربما شارك في أنشطة غير قانونية بنفسه.
رد فعل البيت الأبيض
رد البيت الأبيض على هذه الاتهامات بقوة، واصفًا نشر رسائل البريد الإلكتروني بأنه محاولة تشويه سمعة الرئيس ترامب. وأكد المتحدثون باسم البيت الأبيض أن ترامب لم يكن على علم بأي من أنشطة إبستين الإجرامية وأنه لم يشارك في أي منها.
إضافة إلى ذلك، دافع البيت الأبيض عن علاقة ترامب بإبستين في الماضي، مشيرًا إلى أن علاقتهما كانت قصيرة ومحدودة. وشددوا على أن ترامب كان دائمًا ملتزمًا بقيم القانون والنظام.
تاريخ العلاقات وتداعياتها المحتملة
كان ترامب صديقًا لرجل الأعمال جيفري إبستين لعدة سنوات في التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وحضر معًا العديد من المناسبات الاجتماعية. ومع ذلك، توترت العلاقة بينهما في النهاية، وأكد ترامب أنه لم يكن على علم بأي من أنشطة إبستين الإجرامية في ذلك الوقت.
وفاة إبستين في زنزانته عام 2019 أثارت العديد من التساؤلات ونظريات المؤامرة. يُذكر أن إبستين كان ينتظر محاكمته بتهمة الاتجار بالجنس بقاصرات عندما عُثر عليه ميتًا، مما زاد من الشكوك حول الظروف المحيطة بوفاته. هذه القضية المتعلقة بـالاستغلال الجنسي لا تزال تثير الجدل حتى اليوم.
علاوة على ذلك، أثارت هذه القضية تساؤلات حول مدى تأثير الأفراد الأثرياء والمشهورين على نظام العدالة. وتحدى الكثيرون فكرة أن إبستين كان قادرًا على الإفلات من العقاب لسنوات طويلة بسبب علاقاته القوية.
السياق السياسي
يأتي تصعيد هذه الاتهامات في ظل مناخ سياسي مشحون، حيث يستعد الديمقراطيون للانتخابات الرئاسية المقبلة. يعتبر البعض أن نشر هذه الرسائل هو محاولة لتقويض فرص ترامب في الترشح للرئاسة مرة أخرى. التحقيقات الجنائية قد تكون لها تداعيات سياسية كبيرة.
في المقابل، يرى أنصار ترامب أن هذه الاتهامات هي مجرد محاولة يائسة لتشويه سمعته وتشتيت الانتباه عن مشكلات الديمقراطيين الداخلية. من المتوقع أن يستمر الجدل حول هذه القضية في الأيام والأسابيع القادمة.
يتوقع أن تواصل وزارة العدل الأمريكية تحقيقاتها في هذا الأمر، بناءً على طلب الرئيس ترامب. ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت هذه التحقيقات ستكشف عن أي معلومات جديدة أو ستؤدي إلى توجيه اتهامات إضافية. وسيكون من المهم متابعة تطورات هذه القضية لمعرفة ما إذا كانت ستؤثر على المشهد السياسي الأمريكي.













