تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الموعد النهائي الذي حدده سابقًا لأوكرانيا للموافقة على خطة سلام، مؤكدًا أن التوصل إلى اتفاق بشأن الحرب في أوكرانيا يعتمد على إنجاز الأمر وليس على تقويم زمني محدد. جاء هذا الإعلان بعد محادثات مكثفة بين مسؤولين أميركيين ونظرائهم الروس والأوكرانيين، وسط استمرار القصف المتبادل بين الطرفين.
تطورات خطة السلام الأمريكية
أشار ترامب إلى أن المفاوضات تتقدم بشكل جيد وأن الجانب الروسي قدم بعض التنازلات. وأضاف أنه أجرى “تعديلات دقيقة” على خطته للسلام، وأن المبعوث ستيف ويتكوف ووزير الجيش دان دريسكول، بالإضافة إلى صهره جاريد كوشنر سيلعبون دورًا رئيسيًا في التوصل إلى اتفاق نهائي. ووفقًا لمصدر مطلع على المفاوضات، فإن النسخة الأحدث من الخطة تتضمن شروطًا أفضل لكييف.
شروط جديدة للاتفاق
من بين التعديلات الجديدة، السماح لأوكرانيا بالحفاظ على جيش قوامه 800 ألف جندي، مقارنة بـ 600 ألف في النسخة الأولية. هذا التعديل يعكس، بحسب المصدر، اعترافًا بأهمية القدرات الدفاعية الأوكرانية. وأكد ترامب أنه قد يلتقي بالرئيس بوتين وزيلينسكي في المستقبل، لكن ذلك سيكون فقط عندما يكون الاتفاق على وشك الاكتمال.
التقى وزير الجيش الأمريكي دان دريسكول بمسؤولين روس في أبوظبي لمناقشة المقترح، وأعرب المتحدث باسمه عن تفاؤله بشأن سير المحادثات. وأضاف أن واشنطن تواصل العمل على إيجاد حلول دبلوماسية لإنهاء الصراع.
ردود الفعل الدولية على المبادرة
على الرغم من تفاؤل ترامب، فإن المبادرة الأمريكية قوبلت بشكوك من بعض الدول الأوروبية. يأتي هذا الشك في ظل استمرار الهجمات الصاروخية الروسية على المدن الأوكرانية، بما في ذلك كييف وزاباروجيا. فقد أعلنت الإدارة العسكرية الإقليمية في زاباروجيا عن أضرار لحقت بما لا يقل عن سبعة مبان وإصابة 12 شخصًا نتيجة هجوم صاروخي روسي ليل الثلاثاء.
تأتي هذه الهجمات بعد رفض روسيا المقترحات الأوروبية لتعديل خطة السلام الأمريكية. تشير هذه الرفض إلى أن موسكو لا تزال تتمسك بشروطها الخاصة لإنهاء الأزمة الأوكرانية، الأمر الذي قد يعقد المفاوضات.
من ناحية أخرى، تبادلت أوكرانيا وروسيا الضربات الجوية، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص في كييف وثلاثة في منطقة روستوف الروسية. هذا التصعيد يؤكد مدى صعوبة إيجاد حلول وسط ترضي الطرفين. الوضع الإنساني في أوكرانيا يتدهور باستمرار، مما يزيد من الضغط على المجتمع الدولي لإيجاد حلول سريعة وفعالة.
تستمر المناقشات حول القضايا الرئيسية مثل الوضع الإقليمي لأوكرانيا، وضمانات الأمن، وإعادة الإعمار. المفاوضات الروسية الأوكرانية معقدة للغاية وتتطلب جهودًا دبلوماسية مكثفة من جميع الأطراف المعنية. كما أن دور القوى الإقليمية والدولية الأخرى يلعب دورًا حاسمًا في تحديد مسار هذه المفاوضات.
تعتبر قضية الطاقة أيضًا من القضايا الهامة التي يجب تناولها في أي اتفاق سلام. حيث أن التبعية الأوروبية للغاز والنفط الروسي تثير مخاوف بشأن الأمن الطاقي. ومع ذلك، فإن الحلول البديلة تتطلب استثمارات كبيرة ووقتًا طويلاً.
مستقبل المفاوضات
من المتوقع أن يواصل المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ووزير الجيش دان دريسكول جهودهما الدبلوماسية في الأيام القليلة القادمة. وستركز هذه الجهود على بناء الثقة بين الطرفين وإيجاد نقاط مشتركة يمكن من خلالها التوصل إلى اتفاق. تبقى احتمالات النجاح غير مؤكدة، ويعتمد الكثير على الإرادة السياسية لقادة روسيا وأوكرانيا. ستكون التطورات على الأرض، وخاصةً استمرار القصف، مؤشرًا رئيسيًا على إمكانية تحقيق تقدم في عملية السلام.













