*كشف عن الأسباب والأعراض..د.طارق الشعراوي استشاري الجهاز الهضمي بمستشفيات الحمادي:*
*تناول الطعام ببطء ومضغه جيداً يقلل من خطورة التعرض لصعوبة البلع
*
الاحساء
زهير بن جمعه الغزال
أكد الدكتور طارق الشعراوي استشاري أمراض الجهاز الهضمي بمستشفيات الحمادي بالرياض أن عسر البلع يمكن أن يظهر في أي سن، لكنه يحدث على نحو أكثر شيوعًا لدى البالغين الأكبر سنًّا،وتختلف أسباب مشكلات البلع، وعلاجه يتوقف على سبب المرض، موضحاً أن عسر البلع هو مصطلح طبي يعني صعوبة البلع أو عسر البلع،وقد يكون هذا العسر حالة مرضية مؤلمة وقد يكون البلع ايضا مستحيلاً في بعض الحالات،ولا تكون صعوبة البلع العرَضية،كما يحدث عندما ناكل بسرعة كبيرة أو لا نمضغ الطعام على نحو كافٍ،مدعاة للقلق،لكن عسر البلع المستمر يمكن أن يكون حالة طبية خطرة تحتاج إلى علاج.
ويشير د.الشعراوي استشاري الجهاز الهضمي بالحمادي إلى أن الأعراض المصاحبة لعسر البلع تشمل ألم مصاحب للبلع،
وعدم القدرة على البلع،والشعور بأن الطعام يعلق في الحلق أو الصدر أو خلف عظم الصدر،مع
سيلان اللعاب،وبحَّة الصوت،
وارتجاع الطعام بعد بلعه أو ما يُعرف بالارتجاع،وحرقة المعدة المتكرِّرة،مع ارتجاع الطعام أو حمض المعدة للأعلى إلى الحلق،وفقدان الوزن،وكذلك
السعال أو الغثيان أثناء البلع.
وشدد د.طارق الشعراوي استشاري الجهاز الهضمي بمستشفيات الحمادي إلى وجوب زيارة الطبيب،وطلب المساعدة الطبية إذا كانت صعوبة البلع مستمرة،أو كان عسر البلع مصحوبًا بفقدان الوزن أو الارتجاع أو القيء،وإذا أدى الانسداد إلى صعوبة التنفس، فيجب طلب المساعدة الطارئة على الفور،وإذا لم تكن قادرًا على البلع لأنك تشعر أن الطعام يعلق في حلقك أو صدرك، فتوجَّه إلى أقرب قسم طوارئ.
وأبان د.طارق الشعراوي استشاري الجهاز الهضمي بالحمادي أن البلع عملية مركبة يُستخدم فيها الكثير من العضلات والأعصاب،وأي مرض يُضعف هذه العضلات والأعصاب أو يُتلفها أو يسبب تضييقًا للجزء الخلفي من الحلق أو المريء يمكن أن يسبب عسر البلع،ويندرج عسر البلع عمومًا تحت إحدى الفئات الآتية:
عسر البلع المريئي:ويُقصد بعسر البلع المريئي الإحساس بالتصاق الطعام أو وقوفه في الحَلق أو الصدر بعد بدء البلع،
وتتضمن أسباب عسر البلع المريئي ما يأتي:
*عدم الارتخاء المريئي: تعذر الارتخاء المريئي هو حالة تؤدي إلى صعوبة في البلع،وقد يؤدي تلف الأعصاب أو العضلات إلى صعوبة مرور المريء للطعام والسوائل إلى المعدة،وتتفاقم هذه الحالة بمرور الوقت.
*التشنج المريئي:تسبب هذه الحالة تقلصات عالية الضغط وضعيفة التناسق في المريء وتحدث في العادة بعد البلع، ويصيب تشنج المريء العضلات اللاإرادية الموجودة في جدران أسفل المريء.
*تضيق المريء:يمكن أن تعلق قطع كبيرة من الطعام في المريء الضيق،والذي قد يحدث بسبب الأورام أو ندبات الأنسجة،التي غالبًا يسببها داء الارتجاع المَعِدي المريئي.
*أورام المريء: تحدث صعوبة البلع تدريجياً في حال وجود أورام في المرِيء؛ فالأورام التي تنمو تضيق المريء باستمرار.
*الأجسام الغريبة: في بعض الأحيان قد يسبب الطعام أو غيره من الأجسام انسدادًا جزئيًا في الحَلق أو المريء، ويكون البالغون الأكبر سنًا ممن يرتدون تركيبات أسنان والأشخاص الذين يواجهون صعوبة في مضغ الطعام أكثر عرضة لوقوف قطعة من الطعام في الحَلق أو المريء.
*الحلقة المريئية: هي منطقة رقيقة ضيقة في المرِيء السفلي يمكن أن تسبب أحيانًا صعوبة بلع الأطعمة الصلبة.
*داء الارتجاع المَعِدي المريئي: يمكن أن يسبب ارتجاع أحماض المعدة إلى المريء تلف أنسجة المريء،ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تشنج المرِيء السفلي أو تندّبه وضيقه.
*التهاب المريء المناعي:التهاب المريء المناعي أو الايزينوفيلي هو مرض يسببه الجهاز المناعي،ويحدث ذلك عندما تتراكم خلايا الدم البيضاء،التي تسمى الايزينوفيلز وتهاجم جدار المريء مما يؤدي إلى حدوث التهابات وتقرحات في المريء.
*مرض تصلب الجلد:يسبب تصلب الجلد تكوّن أنسجة تشبه الندبات،ما يؤدي إلى تيبس الأنسجة وتصلبها،ويمكن أن يضعف ذلك الأجزاء المريئية السفلية وصمام المعدة ونتيجة لذلك،يرتد الحمض إلى المريء، مسببًا تكرار الإصابة بحرقة المعدة.
*العلاج الإشعاعي:يؤدي هذا النوع من العلاج المستخدم في علاجات السرطان إلى التهاب المريء وتندّبه.
أما عسر البلع الفموي البلعومي
يمكن أن تتسبب أمراض معينة في إضعاف عضلات الحلق،ما يجعل من الصعب عليها نقل الطعام من الفم إلى الحلق ثم المريء عند البلع،وقد يُصاب الشخص بالاختناق أو القيء أو السعال عند محاولة البلع،أو قد يشعر بتدفق الطعام أو السوائل إلى أسفل القصبة الهوائية،أو للأعلى في الأنف،ويمكن أن يؤدي هذا إلى التهاب الرئة،مشيراً إلى أن أسباب عسر البلع الفموي البلعومي تشمل ما يأتي:
*الاضطرابات العصبية: يمكن أن تسبب بعض الاضطرابات، مثل التصلُّب اللويحي وداء باركينسون،إلى حدوث عسر البلع.
*تلف الأعصاب:يمكن أن يؤثر التلف العصبي المفاجئ،الناتج مثلاً عن سكتة دماغية أو إصابة في الدماغ أو الحبل الشوكي،في القدرة على البلع.
*الرتج البلعومي المريئي، المعروف أيضًا باسم رتج زِنْكَر، وهو جيب عضلي يسبب تراكم جزيئات الطعام ويجمِّعها في الحلق،غالبًا فوق المريء مباشرةً،ويؤدي إلى صعوبة في البلع، وأصوات غرغرة،وأنفاس كريهة الرائحة،وتكرار التنحنح أو السعال.
*السرطان:يمكن أن تسبب بعض السرطانات وبعض علاجاتها، مثل:الإشعاع صعوبة في البلع.
وكشف د.طارق الشعراوي استشاري أمراض الجهاز الهضمي بمستشفيات الحمادي إلى أن عوامل خطورة الإصابة بعسر البلع تشمل التقدم في العمر؛فالبالغون الأكبر سنًا عرضة بشكل أكبر لخطر صعوبات البلع،ويرجع ذلك إلى التقدُّم الطبيعي في السن وعوامل وهن المريء فضلاً عن زيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض،مثل:السكتة الدماغية أو داء باركينسون،وبعض الحالات العصبية حيث يكون المصابون باضطرابات معينة في الأعصاب أو الجهاز العصبي أكثر عُرضة للإصابة بصعوبة في البلع،مضيفاً إلى أنه يمكن أن تؤدي صعوبة البلع إلى سوء التغذية وفقدان الوزن والجفاف،ويمكن أن يسبب عُسر البلع صعوبة في تناوُل ما يكفي من الطعام والسوائل،والتهاب الرئة الاستنشاقي،وقد تؤدي الأطعمة أو السوائل التي تدخل مجرى الهواء عند محاولة البلع إلى حدوث التهاب الرئة الاستنشاقي،لأن الطعام يمكن أن يُدخِل البكتيريا إلى الرئتين،
وكذلك الاختناق حيث يمكن أن يسبب الطعام العالق في الحلق الاختناق التنفسي،وإذا كان الطعام يَسُد مجرى الهواء تمامًا.
واختتم د.طارق الشعراوي استشاري الجهاز الهضمي بمستشفيات الحمادي حديثه قائلاً:على الرغم من عدم إمكانية الوقاية من مشكلة صعوبات البلع، يمكن تقليل خطورة التعرض لصعوبة البلع العَرَضية عن طريق تناول الطعام ببطء ومضغ الطعام جيدًا،ولكن إذا كانت أعراض عسر البلع متواصلة ومستمرة فيجب مراجعة الطبيب المختص طلبا للعلاج المناسب.