تتصاعد الجهود الدبلوماسية المكثفة حول مستقبل قطاع غزة، مع تركيز أمريكي على دفع ما يُعرف بـ”المرحلة الثانية من الاتفاق” لإنهاء الصراع. يأتي ذلك بالتزامن مع استعدادات لعقد اجتماع حاسم بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 29 ديسمبر، بهدف تحديد الخطوات التالية في المنطقة. وتتضمن هذه الخطط تشكيل “قوة استقرار دولية في غزة” (ISF) للمساعدة في الحفاظ على الأمن بعد انتهاء العمليات العسكرية.
تستمر الولايات المتحدة في سعيها لتأمين مشاركة دولية في هذه القوة، حيث أفادت تقارير إسرائيلية بأن ثلاث دول على الأقل وافقت مبدئيًا على المساهمة. وتشير المصادر إلى أن إندونيسيا هي إحدى هذه الدول، بينما لا يزال موقف أذربيجان غير واضح بسبب ضغوط تركية. دول أخرى مثل إيطاليا وباكستان وبنغلادش كانت قيد الدراسة أيضًا للمشاركة المحتملة في القوة الدولية.
تحديات المرحلة الثانية من الاتفاق في غزة
على الرغم من التقدم في تأمين دعم دولي، إلا أن الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق يواجه تحديات لوجستية كبيرة. ووفقًا لمسؤولين إسرائيليين، ستحتاج الخطة إلى “عدة أسابيع إضافية على الأقل” لإتمام الترتيبات اللازمة، بما في ذلك تجميع ونشر القوات الدولية في قطاع غزة. هذا التأخير يعكس مدى تعقيد المهمة والتنسيق المطلوب بين مختلف الأطراف.
شكوك إسرائيلية حول نزع سلاح حماس
تظهر بعض الشكوك داخل إسرائيل حول قدرة القوة الدولية على تحقيق هدفها الرئيسي، وهو نزع سلاح حركة حماس. ومع ذلك، يرى المسؤولون الإسرائيليون أنه من الضروري منح هذه القوة فرصة لإثبات فعاليتها، خاصة في ظل عدم وجود بدائل واضحة حاليًا.
في الأصل، كانت الخطة الأمريكية الإسرائيلية تركز على توسيع اتفاقيات أبراهام بعد انتهاء الحرب وعودة الرهائن، لكن هذا المسار يبدو الآن أكثر صعوبة. التركيز الحالي ينصب على تشكيل القوة متعددة الجنسيات وتحديد دورها في المرحلة الانتقالية.
وتؤكد إسرائيل أنها لن تسمح بإشراك دول لا ترغب في التعامل معها، مشددة على استبعاد تركيا من المشاركة في القوة. هذا الموقف يعكس التوترات القائمة بين البلدين والخلافات حول القضايا الإقليمية.
دور محتمل لروسيا وسوريا
في سياق متصل، يرى بعض المسؤولين الإسرائيليين أن مشاركة روسيا في القوة الدولية قد لا تكون سلبية، بل يمكن أن تكون بمثابة “عامل مضاد” لتركيا، نظرًا للانخراط الروسي المتزايد في المنطقة، خاصة في سوريا.
ومع ذلك، فإن إمكانية التعاون مع سوريا لا تزال محدودة بسبب حالة عدم الاستقرار التي تشهدها البلاد. كانت إسرائيل تأمل في التوصل إلى اتفاق أمني مع سوريا بسرعة، لكن الوضع الداخلي السوري يعيق تحقيق ذلك.
التوترات مع لبنان
بالتوازي مع التطورات في غزة، تتصاعد التوترات على الحدود اللبنانية. تشير التقارير إلى أن الحكومة اللبنانية ترغب في تفكيك حزب الله، لكنها تواجه صعوبات كبيرة في تنفيذ ذلك.
وتقترب “المهلة الداخلية اللبنانية” للمرحلة الأولى من نزع سلاح حزب الله من نهايتها، حيث يتبقى أقل من أسبوع واحد. في هذه الأثناء، تواصل إسرائيل الاحتفاظ بالأراضي التي سيطرت عليها وتنفيذ العمليات العسكرية، مع الاستعداد للتصعيد إذا لزم الأمر.
قوة الاستقرار في غزة لا تزال حركة حماس تحتفظ بنشاطها وقدراتها العسكرية، على الرغم من الخسائر التي تكبدتها. بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى “تسارع وتيرة إنتاج إيران للصواريخ الباليستية”، مما يزيد من التحديات الأمنية في المنطقة.
من المتوقع أن يركز اجتماع نتنياهو وترامب على وضع جدول زمني واضح لتشكيل ونشر القوة الدولية في غزة، بالإضافة إلى مناقشة الترتيبات الأمنية المستقبلية. ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من العلامات الاستفهام حول قدرة هذه القوة على تحقيق الاستقرار في القطاع، ومدى التزام الأطراف المعنية بتنفيذ الاتفاق. ستكون التطورات على الساحة اللبنانية، وموقف إيران من الصراع، من العوامل الرئيسية التي ستؤثر على مستقبل المنطقة في الأسابيع والأشهر القادمة.













