في قلب جبال تونج إيلي الوعرة شرقي تركيا، يشهد قطاع السياحة الجبلية تطوراً ملحوظاً بفضل الدورات التدريبية المتخصصة في تسلق الجبال. هذه البرامج، التي تنظمها أندية محلية بالتعاون مع الاتحاد التركي لتسلق الجبال، تستهدف بناء جيل جديد من المرشدين والمرافقين القادرين على استقبال السياح وتأمين تجارب ممتعة وآمنة في هذه المنطقة ذات الإمكانات الطبيعية الهائلة.
تشهد ولاية تونج إيلي إقبالاً متزايداً من محبي الطبيعة والمغامرة، وتسعى السلطات المحلية إلى تطوير البنية التحتية السياحية وتأهيل الكوادر البشرية لمواكبة هذا النمو. وقد أصبحت الدورات التدريبية في تسلق الجبال جزءاً أساسياً من هذه الجهود، حيث تساهم في تعزيز السلامة والاحترافية في هذا المجال.
أهمية تطوير مهارات تسلق الجبال في تركيا
تأتي أهمية هذه الدورات من حاجة المنطقة إلى مرشدين محليين قادرين على التعامل مع التحديات التي تفرضها التضاريس الجبلية الوعرة. بالإضافة إلى ذلك، تهدف هذه البرامج إلى نشر الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة الطبيعية وتعزيز السياحة المستدامة.
ينظم نادي “مونزور” للتسلق والرياضات الطبيعية، بالتعاون مع الاتحاد التركي لتسلق الجبال، دورات تدريبية منتظمة. تشمل هذه الدورات دروساً نظرية وعملية حول مهارات أساسية مثل قراءة الطقس، استخدام المعدات، تقنيات التسلق، والإسعافات الأولية. وقد أفاد شهاب أر يلماز، أحد المدربين، بأن هذه الدورات ضرورية لتأهيل الكوادر المحلية لمواكبة الطلب المتزايد على السياحة الجبلية.
المهارات المكتسبة في دورات التسلق
لا تقتصر الدورات التدريبية على الجوانب التقنية لتسلق الجبال فحسب، بل تشمل أيضاً تدريبات على اللياقة البدنية والصحة والسلامة. يتعلم المشاركون كيفية إيجاد المسارات الآمنة، نصب الخيام، التعامل مع الحبال والعقد، وتنفيذ عمليات الإنقاذ في حالات الطوارئ. ويحصلون على شهادات معتمدة تؤهلهم لممارسة هذه الأنشطة بشكل احترافي.
يؤكد تايلان كللي، أحد المشاركين في الدورة، أن هذه الأنشطة تساهم بشكل كبير في تطوير قطاع السياحة في الولاية. وأضاف أن التدريب شمل أيضاً أساليب التغذية الصحيحة ومهارات البقاء على قيد الحياة في الظروف الجبلية الصعبة. هذا التدريب يساهم في رفع مستوى الجودة والاحترافية في الخدمات المقدمة للسياح.
السياحة الجبلية: فرصة لتنمية المناطق الشرقية
تتمتع ولاية تونج إيلي بموقع فريد وسط تضاريس جبلية شاهقة وغابات كثيفة وأنهار باردة، مما يجعلها وجهة مثالية لمحبي الطبيعة والمغامرة. وتشكل الحدائق الوطنية والمناطق المحمية في المنطقة جزءاً لا يتجزأ من جاذبيتها السياحية. بالإضافة إلى تسلق الجبال، تشتهر المنطقة بأنشطة أخرى مثل التخييم، المشي الطويل، ورحلات السفاري.
تعتبر السياحة الجبلية من القطاعات الواعدة التي يمكن أن تساهم في تنمية المناطق الشرقية من تركيا، وتوفير فرص عمل للشباب المحلي. ومع ذلك، فإن تطوير هذا القطاع يتطلب جهوداً متضافرة من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومة المحلية، والاتحاد التركي لتسلق الجبال، والقطاع الخاص. يتطلب أيضاً استثمارات في البنية التحتية، مثل الفنادق والمطاعم والطرق، بالإضافة إلى تطوير الكوادر البشرية.
وفي سياق آخر، تشير التقارير إلى تزايد الاهتمام بالسياحة البيئية والمغامرات في تركيا بشكل عام، مما يعزز من أهمية تطوير مهارات تسلق الجبال وغيرها من الأنشطة الجبلية. كما أن هناك طلباً متزايداً على المرشدين السياحيين المتخصصين في هذا المجال، مما يخلق فرصاً جديدة للشباب الطموح.
من المتوقع أن يعلن الاتحاد التركي لتسلق الجبال عن خطط لتوسيع نطاق الدورات التدريبية في تونج إيلي والمناطق الجبلية الأخرى في تركيا خلال الأشهر القادمة. وتشمل هذه الخطط تقديم برامج تدريبية متخصصة في مجالات مثل الإنقاذ الجبلي والتصوير الفوتوغرافي للطبيعة. وسيتم أيضاً التركيز على تعزيز التعاون بين الأندية المحلية والمؤسسات التعليمية لتوفير فرص تدريبية أفضل للشباب.













