يستعرض جناح مجلس التعاون لدول الخليج العربية المصاحب للقمة الخليجية الـ 46 في المنامة، تاريخ المجلس وإنجازاته على مدار أربعة عقود من العمل المشترك. يهدف الجناح، الذي افتتح في الثالث من ديسمبر، إلى توثيق مسيرة التعاون الخليجي منذ نشأته وحتى اليوم، وتقديم رؤية تفاعلية شاملة للزوار. يعكس المعرض التزام دول الخليج بتعزيز التكامل الإقليمي وتحقيق الازدهار المشترك.
تقام القمة في البحرين، ويستقبل الجناح الزوار لعرض مراحل تطور المجلس من خلال صور ومواد تعريفية. يركز المعرض على الدور المحوري للقادة المؤسسين والقادة الحاليين في بناء هذه الشراكة الأخوية. يهدف الجناح إلى إبراز المكاسب الاستراتيجية التي حققتها دول الخليج من خلال التعاون المشترك في مختلف المجالات.
رحلة عبر تاريخ التعاون الخليجي
تأسس مجلس التعاون لدول الخليج العربية في عام 1981، بمبادرة من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، بهدف تعزيز الروابط بين دول المنطقة في ظل التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة. انضمت لاحقًا دولة الكويت، ودولة قطر، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين. كان الهدف الرئيسي هو تحقيق التوازن والاستقرار الإقليمي، وتعزيز الأمن الجماعي، وتنمية الروابط الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بين الدول الأعضاء.
مراحل التأسيس والانطلاق
يعرض الجناح تفاصيل مرحلة التأسيس، والتي تميزت بتحديات كبيرة، ولكنها شهدت أيضًا إرادة قوية من القادة الخليجيين لتحقيق التكامل. شملت هذه المرحلة وضع الأسس القانونية والتنظيمية للمجلس، وتحديد أهدافه ومبادئه الأساسية. بدأت المشروعات المشتركة في التبلور، مع التركيز على المجالات ذات الأولوية مثل الأمن والدفاع، والاقتصاد والتجارة.
تطور العمل الخليجي المشترك
يمتد العرض في الجناح عبر تسع مناطق رئيسية، تتضمن أكثر من 40 عنوانًا رئيسيًا و120 عنوانًا فرعيًا. تغطي هذه المناطق مختلف جوانب العمل الخليجي المشترك، بما في ذلك التكامل الاقتصادي، والتعاون الأمني، والتنسيق السياسي، والتنمية الاجتماعية، والتبادل الثقافي. يبرز الجناح التطور النوعي الذي شهدته منظومة العمل الخليجي، والمكتسبات الاستراتيجية التي تحققت بفضل هذا التعاون.
يشمل التكامل الاقتصادي بين دول الخليج إنشاء سوق خليجية مشتركة، وتوحيد بعض السياسات الاقتصادية، وتسهيل حركة التجارة والاستثمار. وقد ساهم ذلك في تعزيز النمو الاقتصادي في المنطقة، وزيادة فرص العمل، وتحسين مستوى المعيشة. التعاون الأمني يعتبر ركيزة أساسية في عمل المجلس، حيث يتم التنسيق بين الدول الأعضاء لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة، مثل الإرهاب والتطرف، وتهريب المخدرات، والجرائم المنظمة.
بالإضافة إلى ذلك، يركز الجناح على دور المجلس في تعزيز التنمية الاجتماعية والثقافية في دول الخليج. يشمل ذلك دعم التعليم والصحة، وتشجيع التبادل الثقافي والفني، وتعزيز دور المرأة في المجتمع. وقد ساهمت هذه الجهود في تحقيق تقدم ملحوظ في مختلف المجالات الاجتماعية والثقافية.
يعكس الجناح أيضًا حرص القادة الخليجيين على مواكبة التطورات الإقليمية والدولية، وتكييف سياسات المجلس لتلبية الاحتياجات المتغيرة. وقد أدى ذلك إلى توسيع نطاق التعاون ليشمل مجالات جديدة، مثل الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا المتقدمة، والأمن السيبراني. السياسة الخارجية الموحدة أصبحت سمة مميزة للمجلس، حيث يتم التنسيق بين الدول الأعضاء لاتخاذ مواقف موحدة تجاه القضايا الإقليمية والدولية الهامة.
يستعرض الجناح أيضًا التحديات التي واجهت مسيرة التعاون الخليجي، وكيف تم التغلب عليها بفضل الحكمة والقيادة الرشيدة للقادة الخليجيين. من بين هذه التحديات الخلافات السياسية، والأزمات الاقتصادية، والتهديدات الأمنية. ومع ذلك، تمكن المجلس من الحفاظ على وحدته وتماسكه، ومواصلة تحقيق أهدافه.
يُظهر الجناح كيف ساهمت رؤية القادة المؤسسين وحرص القادة الحاليين في تعزيز مسيرة التكامل ودفعها نحو آفاق مستقبلية أوسع. يؤكد على أهمية استمرار التعاون والتنسيق بين دول الخليج لمواجهة التحديات المستقبلية، وتحقيق المزيد من الازدهار والتقدم للمنطقة. الاستقرار السياسي الذي يوفره المجلس يعتبر عامل جذب للاستثمارات الأجنبية، وتعزيز النمو الاقتصادي.
من المتوقع أن تستمر أعمال القمة الخليجية الـ 46 في مناقشة القضايا الهامة التي تهم دول المنطقة، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن الإقليمي، وتطوير العلاقات الاقتصادية. من المرجح أيضًا أن يتم بحث التطورات الأخيرة في المنطقة، مثل الأزمة السورية، والوضع في اليمن، والتحديات التي تواجه سوق النفط. ستكون متابعة نتائج القمة وتداعياتها على مسيرة التعاون الخليجي أمرًا بالغ الأهمية في الفترة القادمة.













