توفي الكاتب المسرحي البريطاني الشهير توم ستوبارد، الحائز على جائزة الأوسكار، عن عمر يناهز 88 عامًا. وقد أعلنت وكالة “يونايتد إيجنتس” عن وفاته “بسلام في منزله في دورست، محاطًا بعائلته”. يُعد ستوبارد من أبرز كتاب المسرح في العصر الحديث، وترك إرثًا أدبيًا غنيًا يضم أعمالًا مسرحية وسينمائية حازت على تقدير عالمي واسع، بما في ذلك سيناريو فيلم “شكسبير عاشقا”.
أُعلن عن وفاة ستوبارد يوم السبت الموافق 30 نوفمبر 2025، مما أثار موجة من الحزن والتأبين في الأوساط الأدبية والفنية. وقد ولد ستوبارد في تشيكوسلوفاكيا عام 1937، وفر مع عائلته إلى بريطانيا هربًا من الاحتلال النازي، وبدأ مسيرته المهنية كصحفي قبل أن يتفرغ للكتابة المسرحية.
مسيرة توم ستوبارد الأدبية وإسهاماته في عالم المسرح
اشتهر ستوبارد بأسلوبه الفريد في الكتابة المسرحية، والذي يجمع بين الفكر الفلسفي والفكاهة الذكية. تعتبر مسرحيته “روزنكرانتز وجيلدنستيرن ماتا” من أشهر أعماله، حيث تعيد تخييل شخصيتين ثانويتين من مسرحية “هاملت” لشكسبير بطريقة عبثية ومبتكرة. بالإضافة إلى ذلك، قدم ستوبارد أعمالًا مسرحية أخرى بارزة مثل “أركاديا” و”ذا كوست أوف يوتوبيا”، والتي نالت إشادة واسعة من النقاد والجمهور على حد سواء.
الجوائز والتكريمات التي حصل عليها ستوبارد
خلال مسيرته المهنية، حاز ستوبارد على العديد من الجوائز والتكريمات المرموقة، بما في ذلك جائزة الأوسكار عن سيناريو فيلم “شكسبير عاشقا” عام 1998. كما حصل على لقب فارس من الملكة إليزابيث الثانية عام 1997 تقديرًا لإسهاماته القيمة في الأدب والثقافة. تُظهر هذه الجوائز التقدير الكبير الذي حظي به ستوبارد من قبل المؤسسات الثقافية والأدبية في بريطانيا والعالم.
وعقب إعلان الوفاة، أعرب الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا عن “حزن بالغ” لرحيل ستوبارد، واصفين إياه بـ “صديق عزيز أظهر عبقريته بكل تواضع”. وأضافا في بيان صادر عن قصر باكنغهام أن “قلمه كان قادرًا على تناول أي موضوع، وقد فعل ذلك بالفعل ليُلهم ويؤثر في جمهوره”.
من جانبه، كتب مغني الروك البريطاني ميك جاغر عبر منصة إكس أن “توم ستوبارد كان كاتبي المسرحي المفضل. يترك لنا إرثًا غنيًا من الأعمال الفكرية والممتعة. سأفتقده دائمًا”. يعكس هذا التأبين من قبل شخصيات بارزة في عالم الفن والثقافة مدى تأثير ستوبارد على الأجيال المختلفة.
وأشادت وكالة “يونايتد إيجنتس” بصفات ستوبارد الإنسانية، وقالت في بيانها: “سيُذكر لأعماله المبدعة، ولذكائه، وعفويته، وسخائه، وحبه العميق للغة الإنجليزية. لقد كان شرفًا أن نعمل معه ونتعرف عليه”. تُبرز هذه الكلمات الجوانب الإنسانية المميزة في شخصية ستوبارد، والتي جعلته محبوبًا ومحترمًا من قبل زملائه ومعارفه.
تأثير توم ستوبارد على الأدب والمسرح المعاصر
يُعتبر توم ستوبارد من أهم المؤثرين في الأدب والمسرح المعاصر. فقد أثرت أعماله على العديد من الكتاب والمسرحيين، وألهمت أجيالًا من الفنانين. تميزت كتاباته بالجرأة والتجديد، وقدرته على معالجة القضايا الفلسفية والاجتماعية بطريقة مبتكرة ومثيرة للتفكير. كما ساهم في تطوير أساليب جديدة في الكتابة المسرحية، مما جعله رائدًا في هذا المجال.
بالإضافة إلى ذلك، ساهم ستوبارد في إثراء السينما من خلال كتابته لسيناريوهات أفلام ناجحة، مثل فيلم “شكسبير عاشقا”. وقد أظهرت هذه الأفلام قدرته على تحويل الأفكار المعقدة إلى قصص سينمائية مشوقة وممتعة. تُعد أعماله السينمائية إضافة قيمة إلى مسيرته الأدبية والفنية.
من المتوقع أن يستمر إرث توم ستوبارد في التأثير على الأدب والمسرح لسنوات قادمة. وستظل أعماله محط اهتمام الباحثين والنقاد والجمهور على حد سواء. كما من المرجح أن يتم تقديم أعماله المسرحية في العديد من المسارح حول العالم، مما سيساهم في إحياء ذكراه وتخليد اسمه. سيستمر تحليل أعماله و دراستها في المؤسسات الأكاديمية، مما يضمن استمرار تأثيره على الأجيال القادمة من الكتاب والمسرحيين.













