أصدرت محكمة لوساكا الجنائية، في زامبيا حكماً بالسجن لمدة عامين مع الأشغال الشاقة، على رجلين متهمين بمحاولة قتل الرئيس الزامبي هاكيندي هيشيليما باستخدام طقوس سحرية، في قضية أثارت ضجة واسعة في البلاد لكونها الأولى من نوعها ضد رئيس.
وأدينا المتهمان، الزامبي ليونارد فييري (45 عاماً) والموزمبيقي جاستن مابوليسي كاندوندي (38 عاماً)، بتهمتين تحت قانون السحر الاستعماري، وهما «ادعاء معرفة السحر» و«حيازة تعويذات»، مع اعتبار الجزاءات تُنفذ بشكل متزامن ابتداءً من تاريخ اعتقالهما في ديسمبر 2024.
وبدأت القضية بطريقة درامية في فندق بوسط لوساكا، حيث أبلغت عاملة نظافة الشرطة عن سماع أصوات غريبة صادرة من إحدى الغرف، وخلال التفتيش، عثرت الشرطة على أدوات سحرية مذهلة بحوزة المتهمين؛ حرباء حية داخل زجاجة، مسحوق أبيض مجهول (يُعتقد أنه مزيج عشبي)، قطعة قماش حمراء ملطخة، ذيل حيوان، و12 زجاجة من خلطات غامضة.
استخدام الأدوات في طقس سري
ووفقاً للادعاء، كان المتهمان يستخدمان هذه الأدوات في طقس سري يُفترض أن يؤدي إلى وفاة الرئيس هيشيليما خلال خمسة أيام فقط، بعد طعن ذيل الحرباء واستخدام دمائها في الطقس.
وأكدت النيابة العامة أن فييري وكاندوندي كانا قد استُعين بهما من قبل أخ نائب المعارضة الهارب إيمانويل «جاي جاي» باندا، مقابل وعد بمليون دولار أمريكي، لتنفيذ «كوفا» (أي قتل) الرئيس عبر السحر.
وخلال المحاكمة، اعترف فييري بأنهما «معالجان تقليديان»، لكنه أقر بأنهما كانا يخططان للقيام بالطقس، مشيراً إلى أن «السحر من منطقة هيشيليما أقوى» ورفض المتهمان التهمة، مدعيين أنهما كانا يعالجان مريضاً، لكن القاضي فاين مايامبو رفض الدفاع، قائلاً: «لم يكن هدفهما مجرد إثارة الخوف، بل قتل رئيس الدولة، ما يجعلهما عدواً للرئيس ولكل الزامبيين».
وطالب محامي المتهمين، أغريبا مالاندو، بغرامة بدلاً من السجن كونهما مجرمين لأول مرة، لكن القاضي رفض الطلب، مشدداً على أن القانون يحمي المجتمع من الخوف الناتج عن مثل هذه الممارسات، حتى لو لم تكن مثبتة علمياً.
خطر على الأمن الوطني
ووصف مايامبو الحادث بأنه «خطر على الأمن الوطني»، مشيراً إلى انتشار الإيمان بالسحر في زامبيا ودول أفريقية أخرى، في حين أن الرئيس هيشيليما، الذي يحظى بدعم واسع لجهوده الاقتصادية، لم يعلق على الحكم، رغم تصريحات سابقة نفت إيمانه بالسحر.
وأثارت القضية جدلاً سياسياً حاداً، حيث يرى ناشطون حقوقيون أنها جزء من حملة هيشيليما لقمع المعارضة قبل الانتخابات، خصوصاً مع ارتباطها بباندا، الذي يُتهم بجرائم أخرى، كما أن السحر يلعب دوراً في النزاعات السياسية، مثل الخلاف حول جنازة الرئيس الراحل إدغار لونغو، حيث يعتقد البعض أن الحكومة ترفض دفنه خارج زامبيا لأسباب «سحرية».
أخبار ذات صلة